الرئيسية » حياتنا » علي وحمزة.. شقيقان سوريان يصارعان الفشل الكلوي في مخيم الأزرق

علي وحمزة.. شقيقان سوريان يصارعان الفشل الكلوي في مخيم الأزرق

وطن– داخل كرفانة معدنية وسط مخيم “الأزرق” للاجئين السوريين في الأردن، تفتقر لأدنى شروط الصحة والسلامة يعيش الطفلان الشقيقان “علي” و”حمزة النصار” المصابين بالفشل الكلوي الذي لازمهما منذ الولادة.

أدوية وغسيل

واعتاد “علي” على الغسيل لمدة 10 ساعات يومياً، فيما يتم علاج “حمزة” بالأدوية. وتتضاعف معاناة العائلة حيرة وبؤساً مع ازدياد حالة طفليها سوءاً في ظل عدم وجود منظمة أو جهة تتولى الاهتمام بهما. بما فيها العون الطبي الذي يتولى تقديم العلاج الصحي للاجئين السوريين عادة بسبب ارتفاع كلفة علاج هذا المرض.

وكان “علي” ذو السنوات السبع قد أصيب بتليف كلوي منذ ولادته وخضع للعلاج بالأدوي. ولكنه لم يستجب لها وبعد أربع سنوات أصيب بفشل كلوي وبات يغسل كليتيه.

قد يهمك أيضاً:

وساءت حالة علي كونه يعيش مع عائلته في كرفانة معدنية غير معقمة، وليس في منزل صحي كما يُفترض بمثل حالته. -كما يقول- والد الطفلين “محمد النصار” لـ”وطن”.

زرع كليتين

وأضاف أن الطبيبة المشرفة على علاج علي اقترحت زرع كليتين له، ولكن زراعتها مكلفة جداً وليست باستطاعة عائلته اللاجئة.

أما “حمزة” الشقيق الأصغر لـ”علي”، فأصيب في نهاية السنة الثانية من عمره بذات المرض. ولكنه لا يغسل كليتيه بل يعتمد على نظام الأدوية.

 الفشل الكلوي

وأشار تقرير طبي لمستشفى الجامعة الأردنية اطلعت عليه “وطن” إلى أن “علي” يعاني من مرض الفشل الكلوي المزمن من الدرجة الخامسة. وهو يحتاج إلى غسيل عن طريق البطن في الفترة القادمة.

الدرجة الخامسة للفشل الكلوي

ونوّه التقرير إلى أن الغسيل يجب أن يتم في بيئة نظيفة بعيدة عن الرمل والغبار، لمنع حدوث الالتهابات، وتعطى له السوائل في البطن عن طريق بربيش وإخراجها بعد عدة ساعات.

ويتم تصنيف الدرجة الخامسة لمريض الفشل الكلوي باعتبار أن وظيفة الكلى لديه أصبحت أقل من “15%”. وهذه المرحلة أو الدرجة تستوجب علاج المريض إما بالعلاج البديل للكلية وهو إما بالغسيل الكلوي بشقيه “الدموي المتكرر أو الغسيل البروتيني الدائم”. أو بالخيار الأفضل وهو الاستبدال أو التعويض بكلية مزروعة.

قد يهمك أيضاً:

10 ساعات

وحول حالة انتفاخ بطن “علي”، أشار والده إلى أن هذا الانتفاخ ناتج عن السوائل التي يشربها ولا يتمكن من تصريفها كالناس السليمين بل يستخدم القسطرة.

وكشف “النصار” أن ابنه يخضع للغسيل يومياً لمدة 10 ساعات، مشيراً إلى أن أحد الأطباء تبرع له بجهاز صغير يغسل من خلاله كليتي ابنه داخل الكرفانة في مخيم “الأزرق”. وذلط كي يوفر عناء الذهاب إلى مراكز غسل الكلى.

ويتناوب الأب مع زوجته على إجراء الغسيل لطفلهما، ولكنهما يعانيان -كما يقول- من تأمين مستلزمات الغسيل من أكياس وغيرها.

وكشف محدثنا أنه تبرع مع زوجته بكليتين لابنيهما، ولكنهما غير قادرين على تحمل كلفة زراعتهما فيما ترفض مفوضية اللاجئين تغطية العلاج لكلفته العالية، كما يؤكد.

“سأعود لنموت معاً”

وأردف والد الطفلين بنبرة يائسة: “إذا بقي طفلاي على هذا الحال، فسأعود بهما إلى سوريا لنموت معاً تحت القصف والموت اليومي. أفضل من أن أتعرض للإذلال والاستجداء من أجل علاجهما”.

والفشل الكلوي المزمن، يعنى قصور في عمل الكليتين، مما يؤدى إلى اختلال عام في الجسم.

حيث تفقد الكلى بالتدريج قدرتها على استخلاص السموم من الد،  والتخلص منها في البول.

وهذا القصور إما أن يكون حادا أو مزمنا أى يحدث على مدى شهور وأعوام.

تكلفة جلسة الغسيل الكلوي

وتصل تكلفة جلسة الغسيل الواحدة إلى 50 ديناراً أردنياً أي ما يعادل 35 دولاراً تقريباً. بينما يبلغ عدد اللاجئين السوريين الذين يتلقون علاج غسيل الكلى في جميع وحدات “الديلزة” (الغسيل الكلوي) 170 مريضاً من أصل 4767 مريضاً أردنياً حتى نهاية العام الماضي 2018 -وفق تقرير سنوي خاص بوبائية الفشل الكلوي في الأردن-.

 الفشل الكلوي

وتقدّر إحصائيات منظمة الصحة العالمية نسبة المصابين بالمرض الكلوي المزمن بين البالغين نحو 10 % من سكان العال. وذلك بحسب ممثلها في عمان الدكتور “باسل اليوسفي”.

وأشار اليوسفي في تصريحات صحفية إلى أن “ارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري يشكلان العاملين الأكثر خطورة في التسبب بحالات أمراض الكلى. إذ إنهما مسؤولان عن حوالي ثلث حالات مرض الكلى المزمن والفشل الكلوي”.

المصدر: (خاص وطن)

اقرأ أيضاً:

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.