وطن – كشفت صحيفة “ذا صن” البريطانية نقلا عن تقارير صحفية عدة، أن مالك نادي تشيلسي ، البالغ من العمر 55 عامًا ، رومان أبراموفيتش، قد عانى من أعراض مقلقة مع اثنين من مفاوضي السلام الأوكرانيين ، بعد أن ورد أنه تناول شوكولاتة مسمومة في محادثات السلام.
ووفقا للصحيفة فقد ألقي باللوم في الهجوم المزعوم على المتشددين في موسكو الذين يريدون تخريب المحادثات ومواصلة حرب بوتين الدموية، على الرغم من أن البعض قال إن أبراموفيتش ربما تسمم بالخطأ.
أعراض التسمم التي ظهرت على “أبراموفيتش”
وتضمنت الأعراض احمرار العيون، والمغص المستمر والمؤلم، وتقشير الجلد على وجوههم وأيديهم ، حسب صحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت الصحيفة إن أبراموفيتش، بدأ بالإضافة إلى اثنين من الأوكرانيين ، النائب رستم أوميروف ومفاوض آخر، يعانون من آلام شديدة في العين بعد اجتماع سلام في 3 مارس، موضحة انهم لم يستهلكوا سوى الشوكولاتة والماء في الساعات السابقة.
وأكدت التقارير الصحفية بأن عضو رابع في الفريق لم يعاني من أي اعراض على الرغم من تناوله نفس الطعام والشراب.
وأوضحت الصحيفة، انهم سافروا في اليوم التالي إلى لفيف ثم إلى بولندا لمواصلة المحادثات بينما لا يزالون يعانون من أعراض مؤلمة.
علاج “أبراموفيتش” في إسطنبول
وأضافت انهم عندما توجهوا إلى اسطنبول، اشتكى أبراموفيتش من فقدان بصره وتقشر جلد وجهه ويديه، حيث تم علاجه في أحد المستشفيات التركية، مشيرة إلى أن أعراض الثلاثي قد خفت بحلول نهاية الأسبوع التالي.
وأكد المتحدث باسمه أنه يعاني من أعراض اشتباه في تسمم.
من المسؤول عن تسميم مالك تشيلسي؟
من جانبه، زعم العقيد السابق في الأسلحة الكيماوية هاميش دي بريتون جوردون أن التسمم “يحتوي على كل السمات المميزة لجهاز المخابرات الروسي” – وربما تعرض أبراموفيتش للهجوم عن طريق الخطأ.
قال: “نحن نتفهم أن المفاوضين قد تسمموا بالفوسفات العضوي وهي المادة الكيميائية الأساسية في عوامل الأعصاب”.
لكنه تابع: “يبدو غريباً للغاية أن مفاوضهم أبراموفيتش قد تأثر. إما أنهم لا يهتمون بسقوط ضحايا من المدنيين أو أنها كانت عملية سيئة”.
وأضاف: “لقد رأينا من عملية سالزبوري أن الروس ليسوا حاذقين ومهنيين كما قد تتوقع.”
ومع ذلك، رفض أحد مستشاري الإدارة الرئاسية الأوكرانية مزاعم التسمم ووصفها بأنها “تكهنات”.
مسؤولون أوكرانيون يكذبون الرواية
وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك “هناك الكثير من التكهنات ونظريات مؤامرة مختلفة”.
وحث رستم أوميروف ، وهو عضو آخر في فريق التفاوض ، الناس على عدم الوثوق “بالمعلومات التي لم يتم التحقق منها”.
واتخذ وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في وقت لاحق موقفا مماثلا ، قائلا في مقابلة على التلفزيون الوطني إن “الجميع متعطش للأخبار والأحاسيس”.
لكنه أضاف بسخرية: “أنصح أي شخص يتفاوض مع روسيا ألا يأكل أو يشرب أي شيء ، (ويفضل) أن يتجنب ملامسة الأسطح”. في حين ألقى مسؤول أمريكي باللوم على سبب “بيئي” للتسمم ، لكنه لم يقدم أي تفسير آخر.
لكن خبراء أمنيين قالوا إن الولايات المتحدة ربما تسعى لتهدئة الاقتراحات بأن روسيا استخدمت سلاحا كيماويا لأن ذلك سيضعهم تحت ضغط للانتقام، وهو ما يحجمون عن القيام به.
يشار إلى أن أبراموفيتش قد غادر المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن فرضت عليه الحكومة البريطانية عقوبات بسبب علاقاته بفلاديمير بوتين.
وقد شارك منذ ذلك الحين في محادثات سلام سرية بين روسيا وأوكرانيا، حيث يُعتقد أن هذه المحادثات هي وسيلة لاستعادة صورته بعد العقوبات الشديدة من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومن غير المعروف ما إذا كان الهجوم المشتبه به ناتجًا عن عامل بيولوجي أو كيميائي أو نوع من هجوم الإشعاع الكهرومغناطيسي.
السم المستخدم
من جانبه، وجد موقع Bellingcat الاستقصائي أن جرعة ونوع السم المستخدم ضد الثلاثي “غير كافٍ على الأرجح” لإحداث ضرر يهدد الحياة، زاعما أن الهدف من الهجوم كان “تخويف” الضحايا.
وتشير التقارير إلى أن السم المستخدم كان على الأرجح نوعًا مختلفًا من البورفيرين ، وهو بروتين ضروري في خلايا الدم الحمراء لحمل الأكسجين ، ولكن يمكن أن يكون خطيرًا عند المستويات المرتفعة.
وبدلاً من ذلك ، تم الإبلاغ عن أنه قد يكون عبارة عن فوسفات عضوي – مشابه لحمض الفوسفوريك، وبحسب ما ورد لم يتأثر الرئيس زيلينسكي ، الذي التقى أبراموفيتش في الأسابيع الأخيرة، حيث تسلم الروسي بوتين رسالة بخط اليد من زيلينسكي قبل أيام فقط.
وقال شخص مقرب من أبراموفيتش إنه لم يكن واضحًا من استهدف الجماعة، لكن ربما يكون المتشددون في موسكو هم من يريدون تخريب محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت مصادر إن أحوال الأوليغارشية والمفاوضين الأوكرانيين، بمن فيهم النائب عن تارتار القرم رستم أوميروف، تحسنت منذ ذلك الحين ولم تعد حياتهم في خطر.
العقوبات على “أبراموفيتش” مالك تشيلسي
وجاء ذلك في الوقت الذي فرضت فيه المملكة المتحدة عقوبات على رومان أبراموفيتش وسط حملة على الأموال الروسية في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى خنق نظام بوتين.
ويواجه الملياردير البالغ من العمر 55 عامًا الخراب مع فرض قيود جديدة صارمة عليه بسبب الغزو الدموي والوحشي لبلاده.
أبراموفيتش – الذي تبلغ ثروته الصافية حوالي 10 مليارات جنيه إسترليني – مُنع من بيع تشيلسي وتم تجميد جميع أصوله في المملكة المتحدة بعد أسابيع من التكهنات بأنه قد يتعرض لعقوبات.
وتتهم الوثائق التي نشرتها الحكومة البريطانية رئيس نادي تشيلسي “بعلاقة وثيقة” مع بوتين، كما اتهمه مسؤولون بريطانيون بالتورط في “زعزعة استقرار” أوكرانيا من خلال حصته في مصنعي الصلب وشركة التعدين Evraz PLC.
وتزعم الوثائق أن الشركة ربما قدمت الفولاذ للجيش الروسي والذي كان سيُستخدم في إنتاج الدبابات.
وكان المتحدث باسم أبراموفيتش قد نفى في السابق استخدام حديد إيفراز للجيش الروسي ، قائلا إنه مخصص لـ “السكك الحديدية والبناء”.
ولعبت الدبابات الروسية – التي غالبًا ما يتم رسمها بالرمز “Z” الأبيض – دورًا رئيسيًا في غزو بوتين لأوكرانيا. حيث تنص الوثيقة الحكومية على أن إيفراز متورطة في “تقويض أو تهديد” أوكرانيا، والتي تتضمن “احتمال إمداد الجيش الروسي بالفولاذ الذي ربما تم استخدامه في إنتاج الدبابات”.
