الرئيسية » الهدهد » حرب من نوع آخر قد تندلع قريبا بالشرق الأوسط “ساحتها حوض نهر الأردن”

حرب من نوع آخر قد تندلع قريبا بالشرق الأوسط “ساحتها حوض نهر الأردن”

حذرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية من أن الشرق الأوسط أصبح على أعتاب حرب محتملة على الموارد المائية، ستكون ساحتها حوض نهر الأردن.

 

وقال تايلر هيدلي كاتب المقال إن العديد من الدول الواقعة في حوض نهر الأردن مثل سوريا وفلسطين وإسرائيل ولبنان والأردن تعوّل على مياهه، غير أن لديها تاريخا مشتركا تشوبه الصراعات.

 

ويشير إلى أن الموارد المائية كانت وفيرة في حوض نهر الأردن حتى منتصف القرن العشرين، مضيفا أن ارتفاع عدد السكان في المنطقة وعدم الاستقرار الإقليمي وانخفاض إمدادات المياه من شأنه زعزعة هذا الاستقرار.

 

ويضيف الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون سبق أن صرح بأن حرب 1967 بدأت في اليوم الذي قررت فيه إسرائيل التحرك ضد مساعي تحويل مجرى نهر الأردن عن إسرائيل. وأما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فشنت هجمات عدة على ناقل المياه الإسرائيلي الرئيسي، وهو مشروع يهدف إلى جلب المياه من بحيرة طبريا إلى إسرائيل.

 

ويشير الكاتب إلى أن منطقة الشرق الأوسط شهدت منذ ستينيات القرن الماضي 92 حادثة تتمحور حول الصراعات على المياه، ويرتبط معظمها باستخدام المياه أداة عسكرية أو اعتمادها هدفا عسكريا.

 

ويضيف الكاتب أن تغير المناخ سيخل بتوازن القوى في منطقة حوض نهر الأردن، حيث تتنبأ بعض “النماذج المناخية” المتقدمة بأن شح المياه في الشرق الأوسط سيبلغ مستويات كارثية. وتكشف دراسة أجريت في 2010 أن المنطقة ستشهد انخفاضا سنويا يقدر بنسبة 25% على مستوى تساقط الأمطار.

 

ويشير إلى أنه من المتوقع أن يتضاءل نصيب الفرد من المياه لأكثر من النصف، في حين ستعاني الدول التي أضعفها عدم الاستقرار السياسي مثل سوريا من ندرة المياه بشكل أكبر من غيرها. وسبق لتقرير التنمية البشرية 2007-2008 أن توقع حدوث انخفاض بنسبة 50% من الموارد المائية المتاحة في سوريا بحلول 2025.

 

ومن بين الأمثلة الواضحة لتدني مستويات المياه في حوض نهر الأردن، انخفاض مستوى البحر الميت بمقدار متر واحد سنويا، وذلك بسبب استغلال إسرائيل والأردن المفرط لمياه الأنهار والروافد التي تغذيه.

 

ويعتقد بعض العلماء أن الحروب ستنشب بسبب المياه، وستلجأ الدول إلى اعتماد عدد من الحلول لتفادي هذه الأزمة، من بينها إنشاء محطات تحلية المياه، التي تنطوي على معضلات جديدة على مستوى النظام البيئي المحلي.

 

ويضيف الكاتب أنه يتعين على الولايات المتحدة إيجاد حلول لتفادي اندلاع حرب على المياه في الشرق الأوسط، والعمل وفق ثلاثة مسارات مختلفة لتلافي آثار انحسار المياه على نحو مقلق في حوض نهر الأردن.

 

ويختتم الكاتب بأنه من شأن اندلاع حرب في منطقة حوض نهر الأردن أن يؤثر على الدول المشاركة فيها وعلى الولايات المتحدة التي من المرجح أن تدعم حلفاءها عسكريا، ويختتم بأن من شأن الاستعدادات العسكرية والدبلوماسية الآن أن تقلل من فرص نشوب مثل هذا النزاع.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.