الرئيسية » الهدهد » “الجنرال لا يثق في أحد ولو كان ابن زايد”.. السيسي يجرد أبو ظبي من أذرعها الإعلامية في القاهرة

“الجنرال لا يثق في أحد ولو كان ابن زايد”.. السيسي يجرد أبو ظبي من أذرعها الإعلامية في القاهرة

كشف الكاتب والصحافي المصري المعروف سليم عزوز في مقال له، عن مخطط نظام السيسي للاستحواذ على كافة وسائل الإعلام في مصر وتوجيهها لحساب النظام عبر وسطاء تابعين له، مشيرا إلى أنه من ضمن هذه القنوات التي سيطر عليها الجيش عبر وسطائه قنوات تتبع الإمارات و”ابن زايد” مباشرة كان قد مولها للتحكم بالرأي العام في مصر.

 

لعنة “الجزيرة”

وتحت عنوان “تجريد أبو ظبي من أذرعها الإعلامية في القاهرة”، أكد “عزوز” في مقاله بصحيفة “القدس العربي” أ،ه باستحواذ شركة «إعلام المصريين» خلال الأسبوع الماضي على كامل حصة قناة «سي بي سي» تكون دولة الإمارات قد فقدت نفوذها الإعلامي في القاهرة.

 

وتابع موضحا:”بعد أن تم الاستحواذ على قناة «الحياة»، والتي كان يملكها السيد البدوي شحاتة صورياً، وهي القناة التي دشنها الإماراتيون في القاهرة، لينافسوا بها قناة «الجزيرة»، فانتهت نهاية «العربية»، ونهاية كل مشروع خرج لهذا الغرض، وكأن «الجزيرة» تحولت إلى لعنة، تصيب منافسيها ومن تركوا العمل فيها بارادتهم!”

 

وأضاف الكاتب المصري:”هل يسمع أحد منكم الآن باسم أي شخص من العاملين السابقين في «الجزيرة»؛ من أولئك الذين تزعموا الموقف بعد الانقلاب وقدموا استقالاتهم على الهواء وفي استوديوهات قنوات الثورة المضادة، ومع ذلك لم يتقدموا بها بشكل قانوني للإدارة، وظلوا شهورا عدة يتلقون رواتبهم في صمت، وباعتبارها «حسنة مخفية»، كما ظلوا في انتظار أن يجدوا مكاناً في هذه القنوات، لكن حتى هؤلاء الذين وجدوا عملا متواضعاً، لم يمكثوا فيها طويلا، إنها لعنة «الجزيرة»”

 

وسرد “عزوز” في مقاله المطول مراحل سيطرة الجيش والجنرال السيسي على الإعلام في مصر، الذي بدء بشراء جميع القنوات والمؤسسات الإعلامية على الساحة عبر رجاله وانتهى بالتضحية بعدد من الإعلاميين المؤيدين له الذين دعموا انقلابه وأيدوه خوفا من أن يغدروا به في لحظة ضعف كما فعلوا مع مبارك.

 

وإليكم بقية المقال كما ورد نصه:

«سي بي سي»، كانت بدايتها بعد الثورة، فلم تكن القوى السياسية التي شاركت في الثورة تفكر في امتلاك وسائل إعلام كبيرة تعبر عنها، فتأسست بعض القنوات الصغيرة والمتواضعة مهنياً ومالياً، وكان إبراهيم عيسى من الذكاء بحيث أطلق مشروع قناة «التحرير»، مبادراً بالاستيلاء على اسم ميدان الثورة ومحتكرا له، لكن عيسى التاجر، قام ببيعها سريعاً ليكسب ملايين الجنيهات، دفعها أحد رجال أعمال عهد مبارك، ولم تكن هناك مشكلة في الحصول على الترخيص القانوني لقناة جديدة، لكن رجل الأعمال كان مشغولاً بالإسم، وليعيد من خلاله تدوير نفسه، فكيف يمكن القول إنه «فلول» وهو يملك قناة «التحرير». وأسس عيسى جريدة «التحرير» ليبيعها لـ «فل» آخرا!

 

المتحولون

وكان هذا الغياب الإعلامي سبباً في استمرار المحطات التلفزيونية القائمة من العهد البائد تقود المشهد بالاعلاميين أنفسهم الذين كانوا جزءا من مشروع التوريث، لتشهد الساحة الإعلامية ظاهرة «المتحولين»، فلميس الحديدي كانت تقدم نفسها باعتبارها من شهداء الثورة، وبعلها تحدث عن القمع، الذي كانوا يجدونه في عهد مبارك، أما «منى الشاذلي» فقد ركبت الناقة وشرخت، لتصبح صوت الثورة، الذي تنطق بها، لكن خانها ذكاؤها فبكت بعد خطاب لمبارك وهي تظن أنه باق.

 

حيث لعبت على الحبلين، ومصيره اللاعب على هذا النحو أن يقع على جذوع رقبته!

وفي هذه الأجواء، كان أضخم مشروع إعلامي هو «سي بي سي»، الذي كان يدفع رواتب مرتفعة، وكان ينقل كل «توابع الثورة» من ميدان التحرير بثاً مباشراً، لتنافس في هذا قناة «الجزيرة مباشر مصر»، وإذ انتقلت إليها «المتحولة لميس»، لتتحدث بلسان الثورة والثوار، فقد أدخلت القناة الغش والتدليس على الرأي العام، باحتفائها بعدد من المحسوبين على الثورة، وضاعت في الزحام تساؤلاتنا المباشرة التي صاحبت إطلاق القناة، من محمد الأمين هذا، الذي أصدر في الوقت نفسه صحيفة يومية هي «الوطن»!

 

لقد سقط المالك محمد الأمين على المشهد بـ «الباراشوت»، بدون سابق معرفة، فقد قالوا إنه «رجل أعمال»؟ ليكون السؤال وما هو نشاطه التجاري، الذي يمكنه أن يطلق من ريعه قناة تلفزيونية كبيرة، هي الأعلى أجراً، وصحيفة يومية يشترط رئيس تحريرها أن يتقاضى راتبه بالعملة الصعبة، والإعلام بطبيعته صناعة كبيرة، لا يقدر على متطلباته إلا الدول وأولو العزم من رجال الأعمال، لا سيما في بلد كانت تعاني الركود الاقتصادي!

 

قالوا إن محمد الأمين هذا، عمل لعشرين عاماً في إحدى دول الخليج، فماذا كان يعمل هناك؟ وهل لو عمل في وظيفة «أمير» في دولة خليجية، لعشرين سنة هل يكفي الفائض عن الحاجة للانفاق على قناة تلفزيونية كبيرة، وصحيفة يومية، مع الأجور الفلكية التي كان يتقاضاها العاملون في القناة، وما كان يدفع لقيادات الصف الأول في الجريدة؟!

 

وتولى الإخوان الحكم، وكانت «الوطن»، والـ»سي بي سي» من معاول الهدم في حكمهم، دون أن يهتموا بالاجابة على سؤال: من المالك الحقيقي؟ والأمر لن يكلف سوى التوصل إلى جهة التمويل، سواء بنفوذ الدولة، أو بتعديل تشريعي يجعل الرقابة المالية بوسائل الاعلام مكفولة للجهاز المركزي للمحاسبات، لكنهم لم يفعلوا، واكتفى الرئيس بالاحتكام إلى أخلاق لميس الحديدي، فيقول لها من مقام الرئاسة «أنا في سن أبوكي»، يا لها من مهانة؟ ويومها كتبت إلى ماذا تحتكم وهي مسيرة لا مخيرة؟!

 

فجاء من بعده عبد الفتاح السيسي، ولم تكن لميس تجرؤ على توجيه كلمة نقد له، أو لمن هم من دونه، ومن ذلك استحوذ على القناة، ويتردد أنه تخلص من لميس نفسها، لقد توقف برنامجها لمدة ثلاثة شهور، فلم ينتبه لذلك الناس، لقد ماتت الأذرع الاعلامية للسيسي وهي على قيد الحياة، ثم نُشر أنها ستعود للشاشة بعد اجازتها، فلم تعد في هذه الليلة، ولم تعد حتى كتابة هذه السطور، وقد تغادر في ظل سياسة «انسف حمامك» القديم!

 

أعراض مرض التوحد

عندما استشعرت لميس دنو الأجل، صرخت في البرية إنهم يتخلصون منا واحداً وراء الآخر، وكان هذا بعد التخلص من إبراهيم عيسى، وطالبة برسم السياسات لهم حتى لا يتجاوزوا حدودهم، دون أن يدروا، ثم بدأت تنبته إلى أن منى الشاذلي كانت الأذكى عندما توقفت تماماً عن الكلام في السياسة، والاكتفاء بتقديم برنامج باهت لزوم التواجد وأكل العيش إلى أن تُرزق من جديد بثورة تعيدها إلى بحر السياسة، وبثوار كثوار 25 يناير ينظرون إليها على أنها قائدة ثورية قديمة، البعض من ثوار يناير يقولون الآن: لقد خدعنا في إبراهيم عيسى، فلا تعرف إن كانوا بلهاء، أم يعانون من أعراض مرض التوحد؟!

 

عندما بدأت لميس تعتزل السياسة، إلى «التفاهة»، كان سهم الله قد نفذ، فالسيسي لديه مشكلة مع «حمامه القديم»، الذي لم يصنعه على عينه، فهم من مخلفات الحرب، ومن ضحايا الزلزال، وقد باعوا مبارك من قبل، عندما تحولوا وقاموا بتقديم أنفسهم لثورة يناير، ويمكن أن يبيعوه أيضاً، فلديهم «سابقة في مجال البيع».

 

وهناك سابقة لها دلالتها، عندما احتشدت كل القنوات التلفزيونية بهؤلاء الاعلاميين لتقدم لجان الانتخابات الرئاسية في 2014 خاوية على عروشها، وليومين، وكان الهدف من ذلك أن يظهروا فقد السيسي لظهيره الشعبي، ليمكنهم السيطرة عليه!

 

فضلاً عن أن لكل إعلامي فيهم مرجعيته الخاصة، فمن مرجعيته في الرياض، ومن مرجعيته في أبو ظبي، وقد تتوحد المرجعيات فتختلط الأوراق وتلتف الساق بالساق، لكن في ساعة الجد، قد تتضارب المصالح، فيكون الولاء للكفيل الرسمي، وليس مع السيسي سوى أحمد موسى.

 

الثقافة نفسها، ودرجة الإدراك المنخفضة نفسها، كما أنهما من الفصيلة نفسها. وقد يدفع به فيهاجم السعودية ابتزازاً، فيستقبله مع ذلك السعوديون كاستقبال رؤساء الدول، ويفتحون له الروضة الشريفة، لأنهم يعرفون أنه ليس صاحب إرادة، واستقبالهم له هو استقبالهم نفسه لـ «عباس كامل» بعد كلامه المهين لدول الخليج وهو ما كشفته التسريبات، لا سيما التسريب الذي دشن لإصطلاح «الرز»، وأن دول الخليج لا ينبغي الاستجابة لها في طلب إلا إذا مدتهم بهذا «الرز»، بما يؤكد أنها ليست علاقة احترام متبادل، ولكنها علاقة يحكمها الطمع في ما في أيدي «أشولة الرز» هؤلاء!

 

بيد أن الكلام يجر بعضه بعضاً، ويقيني أن قنوات مثل «صدى البلد» و»المحور» و»دريم» سوف تخضع لسياسة الاستحواذ في المرحلة المقبلة، وقبل هذا وبعده فقد تم تجريد الإمارات من أذرعها الإعلامية في القاهرة بالاستحواذ على «سي بي سي»! فالجنرال لا يثق في أحد ولو كان محمد بن زايد!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.