الرئيسية » الهدهد » محمد كريشان لـ”وطن”: “الجزيرة” لن تقبل دروسا في الصحافة من دول ليس لها تاريخ وتقاليد في ذلك

محمد كريشان لـ”وطن”: “الجزيرة” لن تقبل دروسا في الصحافة من دول ليس لها تاريخ وتقاليد في ذلك

حاوره: شمس الدين النقاز – ثمّن الإعلامي التونسي محمد كريشان، وقوف وسائل الإعلام الغربية والمنظمات والنقابات الدولية المدافعة عن الصحفيين، إلى جانب قناة الجزيرة بعد مطالبة دول الحصار بإغلاق القناة كأحد الشروط الرئيسية لإعادة العلاقات مع دولة قطر، كاشفا عن خوف كان ينتاب بعض العاملين بالقناة من حركة غير محسوبة المخاطر قد تقوم بها الدول المحاصرة.

وقال كريشان في حوار مع صحيفة “وطن” إن المؤازرة المعنوية التي تلقّتها قناة الجزيرة من صحف غربية كبرى على غرار “نيويورك تايمز” و”الغارديان” و”الإندبندنت”، ومن المنظمات المدافعة عن حرية الإعلام والصحفيين مثل “الاتحاد الدولي للصحفيين” و”مراسلون بلا حدود” و”لجنة حماية الصحفيين”، كانت خير سند للعاملين بالقناة، رغم كل الضغوطات التي كانت تسلّط عليهم.

ونوّه الإعلامي التونسي إلى أنّ هاته المؤسسات الإعلامية لا تشاطر الجزيرة بالضرورة  سياستها التحريرية، إلّا أنّها غلّبت مبادئها المدافعة عن حريّة الإعلام على مواقفها المخالفة لتوجّهات القناة، خاصّة إذا ما تعلّق الأمر بمطلب غير مسبوق في التاريخ، ألا وهو إغلاق قناة تلفزيونية إخبارية أحدثت نقلة نوعيّة في المشهد الإعلامي العربي، وتسليم مفاتيحها لمسؤولي دول الحصار (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين).

وعن تفاصيل الأجواء التي كانت داخل القناة على إثر دعوة دول الحصار إلى إغلاق “الجزيرة”، لم يخف محمّد كريشان حالة الترقب و بعض التوجس التي كانت تنتاب بعض العاملين بالمحطّة، حتّى أن هؤلاء لم يخفوا خشيتهم من استهدافها بقنبلة أو قصفها بصاروخ أو تفجيرها، لأن “الخصم قد يقدم على خطوة حمقاء كهذه”، وفق تعبيره.

وعبّر كريشان عن أسفه من صمت أغلب نقابات الصحفيين والمنظمات الحقوقية في العالم العربي أمام هذه الهجمة التي تتعرّض لها وسيلة إعلامية عربيّة مهما كانت الخلافات معها، واصفا ما حدث بـ”الخيبة الكبرى” لأن أسوأ شيء أن تقف مع شخص توافقه الرأي و تنأى بنفسك مع من يخالفك الرأي.

الإعلامي التونسي، اعتبر أن الشماتة بالجزيرة وبدولة قطر وانتهازية بعض الأطراف واللامبدئية التي يتّخذونها منهجا، كانت الدافع لهذا السكوت غير المبرّر،حيث لم تصدر عديد المنظمات المعنيّة بالدفاع عن حريّة الإعلام في بلادنا العربية أيّة بيانات تستنكر مطلب إغلاق قناة تلفزيّة كما فعلت النقابة المغربية بسبب أن تغطيتها الإخبارية لا تروق لحكومات بعينها.

وشدّد محمد كريشان على أن العاملين بالقناة لم تكن لديهم أي شكوك حول نيّة الحكومة القطرية عدم إغلاق قناة الجزيرة، منبّها في هذا الصدد إلى أن السياسة التحريرية للقناة دائما ما تكون محلّ نقاش في البيت الداخلي، لأنّها لا تكابر ولم تدّع العصمة والكمال في يوم من الأيام، لكن هذه المراجعة تكون وفق الضوابط المهنية واحترام أخلاقيات الصحافة المتعارف عليها.

وأضاف “نحن نعبّر عن آرائنا بحريّة داخل القناة حتى وإن كانت معارضة، على عكس قنوات عربية أخرى قد لا تتردد في طرد موظّفيها بمجرّد إبداء رأي معارض، لذلك فإنه من غير المعقول أن تعطينا دول لم تكن مرجعا في حرية الصحافة وحقوق الإنسان، دروسا في المهنة، كنّا سنقبلها بالتأكيد من دول لها تاريخ وتقاليد في ذلك”.

وفي ختام حديثه إلى “وطن”، أكّد المذيع التونسي أن الأخبار الرائجة حول نيّة قطر نقل مقرّ قناة الجزيرة إلى العاصمة البريطانية لندن، مجرد إشاعات وأن الموضوع لم يطرح علينا في المرحلة الراهنة ولا أحد من المسؤولين تحدّث عن ذلك، مذكرّا بأنها ليست المرّة الأولى التي تختلق فيها بعض وسائل الإعلام أخبارا من هذا النوع.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “محمد كريشان لـ”وطن”: “الجزيرة” لن تقبل دروسا في الصحافة من دول ليس لها تاريخ وتقاليد في ذلك”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.