الرئيسية » تحرر الكلام » أهي الحيرةُ …. أم التبرير

أهي الحيرةُ …. أم التبرير

البعض وليس الكل من يساريي العالم العربي تجد لهم مواقف محيرة وغريبة من الأوضاع في سوريا والدور الروسي فيها أولاً , وثانياً من الخلاف أو الإشكال الأيراني مع الغرب بزعامة أمريكا من ناحية أخرى , ولا أريد في هذة العجالة أن أبين صحة أو خطأ المواقف أو التحليل أو النظرة من الأمرين المذكورين .

وما يهمني موقف بعض اليساريين الفلسطينيين والمقيمين في الوطن وليس الشتات , وعلى وجه الخصوص تحليلاتهم ووقوفهم مع التدخل الروسي أو ضده في سوريا من ناحية وتأييدهم لأيران في مواقفها سواء من الأزمة السورية أو في مواجهتها المحتملة مع الإدارة الأمريكية الجديدة والدور الأسرائيلي المحرض ,

مع أن الدور الروسي في سوريا ليس بعيدا عن لعبة المصالح والتنسيق المشترك بين الدول الكبرى عامة والتي تتقنها ببراعة في النزاعات الأقليمية , وآخر ما يخطر على بالهم مصالح أو مصلحة الشعوب أو الأراضي التي يجري حرقها في خلافاتهم المتفق عليها سلفاً , وأما أيران ومواقف الغرب عامة منها بزعامة أمريكا فهي تمثيلية ممجوجة وتافهة جداً بدأت فصولها منذُ نجاح الثورة الخمينية وحتى الآن , فلا أيران ضُربت من الغرب ولا إيران قامت بما – يُزعل- اسرائيل ربيبة هذا الغرب ولقيطتها المدللة .

وكما أسلفت لست هنا في معرض النقاش ولا البحث والتحري عن صحة او خطا هذة المواقف أو التحليلات , لكن ما يوجع القلب ويضع علامات سؤال أكبر من كبيرة أننا كفلسطينيين لدينا من الهموم والمشاكل والقضايا – ولعانة الحرسي – ما يجعلنا عموماً ويساريين خصوصاً نلتفت الى ساحتنا وما يعتريها ويمر بها , خاصة الأنقسام الذي تقف على طرفية فتح وحماس ولكل منهم حجة – أكبر من جبل جرزيم – ولديه من القناعات أنه الصح المطلق ونقيضه الخطأ المطلق أيضاً , وفي هذة الحالة كان المأمول من قوى وشخصيات اليسار الفلسطيني أن تكون بيضة القبان في هذا الأنقسام الذي أصبح مثل قصة ابريق الزيت – ما غيرها –

فماذا لو كان هناك موقف من هذة القوى حول الأنقسام وطرفيه , وماذا لو عملت هذة القوى والشخصيات اليسارية على حشد التأييد الشعبي ومن ثم الضغط على طرفي الأنقسام , وحتماً ستجد لها مؤيدين من كافة شرائح الشعب الفلسطيني ولا أكون مبالغاً لو قلت ستجد في صفوف الطرفين حماس وفتح من يقف معها فعلاً فيما تسعى اليه , وخاصة أن الأمور وصلت في الساحة الفلسطينية الى حالة من السوء وعدم الرضى الجماهيري الواسع لما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية في ظل هذا الأنقسام الذي يدفع ثمنه شعبنا في الضفة وغزة , وتتراجع لأجلة قضيتنا العادلة .

أليس الأولى الأنتباه الى الوضع الداخلي الفلسطيني الداخلي بدل هذة المماحكات والتجييش التي نراها ونسمعها من هذة الشخصيات في القضيتين السورية والأيرانية والذي لا يتعدى دورنا فيها دور المشاهد , مع عدم انكارنا لتأثيرها في الرأي العام والذي بدوره يؤثر على وضع قضيتنا أمام هذا العالم الذي يفهم لغة القوة ولا مكان فيه للغة الحق والضمير

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.