الرئيسية » تحرر الكلام » ليتنا نُبلاء كالأشجار

ليتنا نُبلاء كالأشجار

أراقب الأشجار فلا أجدها إلا كائنات جميله ترتقي بعطائها وحبها للحياه لتضلل الإنسان وتعطيه بلا حدود وتجود بالثمر عليه , لم أجد شجره يوما تزاحم أخواتها على الماء أو السماد , هي قانعه بما يُمنح لها من ماء المطر فتعيش حياتها بقناعه ورضا وعندما تشعر أن دورتها في الحياةِ إنتهت تصفر أوراقها ويتبخر الماء من جذورها وتتيبس أغصانها فتموت وحيده بدون أن تُشعر أحد بذلك وبلا نواح ولا عويل وحتى بعد موتها تعطي أغصانها للمواقد لتدفئ أصحابها والذي هم كانوا رُبما السبب في موتها .

قرأت قبل أيام عن نمو نبتة الخَيزُران والذي يُعتبر من الحشائش وكم إستغربت من طريقة زراعته ونموه العجيبه الغريبه , تُزرع بذوره في الأرض وبروى بالماء جيداً كل يوم فلا ينمو في السنة الأولى ولا الثانيه ولا الثالثه ولاحتى في الرابعه وفي السنه الخامسه يبدأ بالظهور على سطح الأرض فينمو بشكل طولي وبسرعه لا يتصورها عَقل حيث ينمو في كل يوم حوالي مائة سنتميتر ليصل إرتفاعه حوالي ثلاثون وأربعون مترخلال شهر واحد فقط .

السؤال الآن الذي قد يراود الجميع , ماذا كان يعمل خلال السنوات الخمس التي مضت قبل أن يظهر على سطح الأرض ؟ أقول : هو لم يكن ساكناً ومجرد بذور ملقاه في جوف الأرض فقط بل كانت قوه كامنه تؤسس لنفسها وتتشابك جذورها وتؤسس لحياتها وتُمتن جبهتها الداخليه لتنطلق من خلالها إلى العالم فتقاتل وتتحدى عوامل الجو وتعدي وإيذاء الإنسان والحيوان وكأنها عَلِمَت أن لاقوه إلا بتلك القوه الكامنه في النفس وصلابة ذاك الأساس الذي ستنطلق منه .

يقول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم : في كل صباح في أفريقيا يستيقظ غزال يدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من خطوات الأسود وإلا كان الموت مصيره. وفي كل صباح في أفريقيا، يستيقظ أسد يدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من أبطأ غزال وإلا سيموت جوعًا. فلا يجب أن يختلف عليك الأمر سواء أكنت غزالاً أم أسدًا، عندما تبزغ الشمس “عليك أن تعدو بأقصى سرعة .

لا مانع من الإنغلاق على أنفسنا قليلاً ولامانع أن لا نُذكر أبداً خلال سنوات قليله قادمه فأنا أرى ذلك أفضل من أن نظهر ونُنعت بالتخلف والهمجيه , هي سنوات بسيطه نبني الإنسان ونبني الفرد والإيجابيه بداخله كما هي بذور الخيزران ثم ننطلق ونفكر تفكير الأسد والغزال والذي يجمعهم فِكر واحد هو الإنطلاق بسرعه بعد الصحو من النوم وإلا سنموت إن لم يكن من الجوع فسيكون من عدم قدرتنا على التجدي والتفوق على من سرعتهم أكبر منا ويمثلون لنا ذاك البعبع الذي لم ولن نتجاوزه أو نتفوق عليه إن لم نُغير تفكيرنا .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.