الرئيسية » تحرر الكلام » دعوه للضحك

دعوه للضحك

في الحُلم كنت أسير مع شقيقي في مكان ما وأجهله لكونه كان غريباً على ولكن كان جميلاً شوارع نظيفه أشجار خضراء زهور ومساحات نجيل متناسقه ونساء جميلات ورجال فاضلين كانوا يمرون بنا ويُلقون التحيه مع إبتسامه , لا يوجد أزمات سير ولا زوامير للمركبات ولا عبارات خادشه يتلفظ بها الناس ومرتادي الشوارع , كم كنت سعيداً بذلك إنها مدينه فاضله عشت بها بعض الوقت وإن كان في الحُلم .

في الحلم أيضاً طلبت من شقيقي أن نتوجه لزيارة زميل لي سابق كان قد إفتتح محل تجاري بعد أن تقاعد من عمله في المكان الذي كنا نسير به إستقبلنا ذاك الزميل بالأحضان وبالحفاوه والتكريم وجلسنا وبدأ بسرد الذكريات الجميله أثناء عملنا سويةً , ضحكنا كثيراً حتى تفتقت خواصرنا والله وسالت الدموع من أعيننا وبعد كل نكته أو ذكرى كنت أطلب منه السكوت فلم أعد قادراً وتعبت من كثرة الضحك والقهقه ولم يقطع ضحكاتي وإنبساطي إلا هاتف وردني من زوجتي ليوقظني من نومي .

صباح الخير حبيتي , هي : صباح الخير شو قلقت عليك ما إتصلت علي كالعاده وأنا بالداوم لتطمئن علي , أنا : آسف والله كنت نايم وكنت بحلم وبضحك ومبسوط بالحلم والحمد لله إنك إتصلتِ وصحيتيني من النوم والحلم وإلا كان متت من كثرة الضحك , هي : إن شاء الله خير هالضحك يارب .

بقيت منشياً منتعشاً سعيداً بعد أن صحوت من النوم بفعل الحلم وماحدث به وكم ضحكت حين تذكرت أن زميلي في الحلم مازال على رأس عمله ولم يتقاعد ولم يفتتح محل وكانت كلها خداع وتأليف من العقل الباطن واللاشعور المسؤول عن الرغبات المكبوته ليظهرها ونعيش بها ونمارسها في الأحلام وكأنه كان أكثر ذكاءً من عقلنا الواعي ففهم حاجتنا للضحك فألف سيناريو الحلم لأضحك من خلاله وأعيش معه وبه .

نشأنا وكبرنا على أمثال عززها بها أبائنا ومن هُم قَبلنا …. الضحك بدون سبب قلة أدب ومن يضحك أول النهار يبكي آخره وإستمع لمن يبكيك لا من يضحكك …. فعشنا في الدور وتقمصنا هذه الأمثال حتى أصبح الضحك لنا بمثابة مرض سرطان نخشى الخوض فيه أو ذكره وحتى وإن ضحكنا نتبع ضحكاتنا بجمله الله يكفينا شرهالضحك وكأن الضحك شر ولا يعلمون أنه الخير وهو المصدر الأول بالترويح عن النفس وتخليتها من كل الهموم وإفراز هرمونات تضفي على الوجه النضاره والسعاده والتألق وكأنهم لا يعلمون أن الأشخاص الضاحكين لا يجتمع في قلبهم الحقد والبغض أبداً .

إبحثوا عمن يُسعدكم ويثيرها بنفوسكم يُضحككم بنكاته وبخفة دمه وبحركاته البريئه فتنقلوها للمحيطين والمقيمين معكم ومن تعايشونهم فالكل بحاجه لتلك اللحظات الجميله التي تساعدنا على تحمل تصاريف الأيام ولتبتعدوا عن اولئك السوداويين الذي لا يرون حياتنا إلا مدن سوداء ونفوس متعبه .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.