الرئيسية » تحرر الكلام » الاعتداء على مقدسات المسلمين يجلّي تأصّل نقيصة العدوان لدى إيران !!

الاعتداء على مقدسات المسلمين يجلّي تأصّل نقيصة العدوان لدى إيران !!

في السابق اعتادت إيرن أن تعبث مع جيرانها من العرب والأتراك وكافة العناصر والأعراق والقوميات الأخرى ، بأساليب إثارة الفتن والقلاقل وعدم الاستقرار ، واعتادت كذلك أن تحوّل فريضة الحج إلى مادة للعبث وإثارة الفتنة بين أبناء شِرعة القرآن ، إلى الحد الذي جعل المسلمين في كل موسم حج ينتظرون ما سوف تتفتق عنه قرائح الإيرانيين من ألوان العبث والمجون والاستهتار والاستهزاء بفرائض وشعائر الشِرعة !!

إلا أنه في الفترة الأخيرة ، وبعد أن حققت إيران طموحاتها ومآربها وأطماعها في ولوج النادي الذري ، وتصنيع السلاح النووي بمباركة الغرب ، وبعد أن استأسدت على السنة في كافة انحاء العالم الإسلامي ، بتحالفها اللعين مع الدب الروسي المسعور ، تحولت من العبث بالمسلمين وبمقدساتهم ورموزهم إلى الاعتداء والعدوان الصارخ عليهم ، في أنفسهم بإبادتهم في كل مكان ، وفي قصف مقدساتهم بالصواريخ الباليستية !!

فالآن لم تعد السعودية هي المقصودة بالعدوان والتعدي ، ولكن أصبح جلياً أن الإسلام ومقدساته هما المقصودان بالعبث والعدوان الإيراني المستهتر وغير المسئول .

إن الاعتداء على مقدسات المسلمين بالصواريخ الباليستية ليجلّي تأصّل نقيصة العدوان لدى إيران ، فنقيصة العدوان هي تفاعل صراعي من مكتسبات الحركة غير المؤسسة على منهج الله في الكون ، يبدأ عقلياً فكرياً ذاتياً داخل كيان المخلوق ، ويرتكز على الأنانية والأثرة وكراهية الغير ، ثم يتحول إلى سلوك خارجي يستهدف إخضاع الغير والسيطرة عليه وإنهاء وجوده وكيانه وإرادته .

أولاً : فنقيصة العدوان لدى الإيرانيين هي تفاعل صراعي مقيت مكتسب وليس فطرياً طبيعياً ، فهو ضد الفطرة وتسببت في وجوده وتكوينه مكتسبات الحركة غير المؤسسة على منهج الله في الكون ، وهذا يبيّن بجلاء أهمية منهج الله في الكون وضرورة الالتزام به ، حيث أنه هو الذي يحمي فطرة المخلوق من الإنحراف ويحافظ عليها من مكتسبات ونقائص الحركة غير العاقلة وغير الرشيدة .

ثانياً : إن التفاعل الصراعي الذي ينتج العدوان لدى الإيرانيين لا بد من أن يبدأ عقلياً فكرياً داخل كيان المخلوق ، ومن ثم فللعدوان طوره الأول المبدئي ، وهو الطور العقلي الفكري الذي يتأصل في الكيان ويحل محل سجايا الفطرة ، وهذه حقيقة أن العدوان ليس سلوكاً فقط ، ولكنه فكرة وتوجه عقلي ، يتحول إلى سلوك وفعل وحركة غير ممنهجة مدمرة لوضعية الصلاح التي أوجد الله عليها الكون ومفرداته .

ثالثاً : كذلك يقوم العدوان على مرتكزات اكتسبها الإيرانيون من الحركة الحياتية غير المؤسسة على منهج الله في الكون ، وهذه المرتكزات هي الأنانية ، أي إعلاء وتضخيم الذات على ما سواها ، والأثرة أي اختصاص الذات بكل ذي قيمة وحرمان الغير منها ، وكراهية الغير وهذه الكراهية نابعة مباشرة من الأنانية والأثرة ، وتجتمع هذه الخصال وتتكتل في عقل وفكر ووجدان وروح الإيرانيين ، ما يخلق لديهم شعوراً بالرغبة في إنهاء وجود الغير أو الهيمنة على كيانه وسلبه إرادته .

رابعاً : لقد تحولت مشاعر الأنانية والأثرة والكراهية والرغبة في السيطرة وإنهاء وجود الغير لدى الإيرانيين إلى سلوك خارجي شاذ ، يستهدف إخضاع الغير والسيطرة عليه وإنهاء وجوده وكيانه وإرادته ، وسلب كل ذي قيمة لديه والاستئثار بها والاستحواز عليها .

خامساً : إن نقيصة العدوان التي تأصلت لدى الإيرانيين هي خروج على منهج الله لترتيب حركة المخلوقات في الوجود ، وتثير الفوضى والارتجال في الكون ، وبين المخلوقات لأنها فكر وسلوك شاذ لا يتفق مع منهج الله ، ولا يتواءم مع فطرة الله في الخلق ، ويخرج على وضعية الصلاح التي خلق الله الكون عليها .     

إن جميع المسلمين مطالبون بالرد على عدوان إيران على مقدساتهم ، ولا يعتبر رد العدوان عدواناً ، بل هو حق شرعي أحله الله وأجازه لحفظ النفس والعرض والمال والدين ، كذلك الاستقواء لردع من يمكن أن يفكر في الاعتداء ليس من قبيل العدوان .   

قال تعالى “واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين*الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين” (البقرة 191 : 194) ، ومثلية رد العدوان تشمل الكم والكيف .

وينتج عن نقيصة العدوان المتأصلة في الطابع القومي الإيراني نتيجتان : النتيجة الأولى هي تخريب العلاقة بين المعتدي وخالقه ، وذلك وفق ما فصّلناه في البنود السابقة ، النتيجة الثانية هي إثارة الفوضى في الكون ، وإبدال الإفساد والفساد بالإصلاح والصلاح ، حيث يكون المعتدي هو المفسد ونتيجة عدوانه هي الفساد ، فإلى متى ستظل إيران تفسد في الأرض ؟!   

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.