ماهينور تكشف ممارسات النظام بالسجون.. الطعام فاسد والسجانين تركوا النيران تلتهم السجناء أمامي

 

“ماهينور المصري ناشطة سياسية مصرية ومحامية معروفة بالدفاع عن حقوق المواطنين وشاركت في ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك, وهي واحدة من أوائل النشطاء الذين ساعدوا في كشف الحقائق المحيطة بمقتل خالد سعيد – الشاب المصري الذي أدى مقتله إلى إشعال ثورة 2011.

 

وفي 20 مايو 2014، أيدت المحكمة قرار الحكم عليها بالسجن بتهمة التظاهر بدون تصريح ومقاومة قوات الأمن الا أنها خرجت من السجن في شهر أغسطس الماضي وتحدثت عن تجربتها في السجون.

 

وأوضحت ماهينور لـ “المونيتور” في تقرير ترجمته وطن أنه ألقي القبض عليها للمرة الأولى خلال مظاهرة متعلقة بخالد سعيد في 2 ديسمبر 2013, وأكدت عليها المحكمة عقوبة السجن لمدة ستة أشهر في 20 مايو عام 2014، للاحتجاج والاعتداء على قوات الأمن.

 

وألقي القبض عليها للمرة الثانية في عام 2015، خلال وقفة احتجاجية أمام قصر الاتحادية وحكم عليها بالسجن لمدة 15 شهرا.

 

وتقول المصري ” كنت السجين السياسي الوحيد في سجن دمنهور بالإسكندرية، الأمر الذي دفع رئيس وحدة التحقيقات للمساواة بين السجناء السياسيين والجنائيين. ثم أمر بنقلها إلى خلية مجرمي الأموال العامة “.

 

وأكد الموقع البريطاني أن الطريقة التي كان يتم التعامل بها مع ماهينور تعتمد على مزاج رئيس وحدة التحقيقات. وكان عدد السجناء أقل في المرة الأولى، في حين كان أعلى في المرة الثانية.

 

وكانت الزنزانة صغيرة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أمتار بها نحو  30 سجينا, وكان بها حمام واحد. وفي المرة الثانية كانت هناك خلية السجناء السياسيين مع امراءتين وكانت مشابهة جدا لخلايا سجن العقرب، وليس بها تهوية أو ماء.

 

وبسؤالها:  هل فعلتي أي شيء في مواجهة هذه الأوضاع اللاإنسانية في السجون؟، قالت ماهينور ” نعم أنا قدمت العديد من الشكاوى ضد انقطاع المياه، ولكن مفوض الشرطة اعتبر القضية أمر شخصي. والأسباب وراء انقطاع المياه اختلفت في بعض الأحيان، كان لمعاقبة السجناء، وأحيانا كان يرجع إلى مشاكل مالية بين وزارة الداخلية وسلطة المياه.

 

ويضيف الموقع البريطاني إلى أن أحد السجناء ابلغه أن  إدارة السجن تلجأ إلى هذه الممارسات في سجن دمنهور تحت الأرض، وعندما يرتفع مستوى المياه تغمر العديد من الخلايا، ولكن الشكاوى كانت غير مجدية- وفق ماهينور- مضيفة أن الإهمال الطبي في سجن دمنهور بلغ مستويات حرجة. لقد تعرضت لإهانات لفظية وكلمات بذيئة عندما كنت أسأل عن الطبيب.

 

وفي أحد الأيام وضعت إحدى السجينات في زنزانة السجن. واستطردت ماهينور قائلة ” اسمحوا لي أن اقول لكم المزيد عن المآسي الحقيقية، والتي ترتبط في المقام الأول بالقضايا الصحية في السجن. فمعظم السجناء هم عرضة لكثير من الأمراض، بما في ذلك أمراض العظام، نظرا لعدم وجود سرير، والأمراض المعدية والمعوية، والمواد الغذائية غير صحية وفاسدة معظم الأوقات. !!

 

وأشارت ماهينور إلى أن الأمور كانت أكثر صرامة في سجن القناطر، حيث وضعت في خلية كانت تعرف باسم ” السجناء السياسيين أو خلية الإخوان “. وكانت إدارة السجن لا تستجيب لمطالب السجناء وبرغم أنهم بدأوا إضراب عن الطعام للمطالبة بحقوقهم، ولكنها لم تتحقق. وفي أحد الأيام، اندلع حريق في الخلية والإدارة لم تساعدنا، حتى أحرقت النار اثنين من السجناء.

 

وقالت ماهينور إنه في أحد المرات أثناء تفتيش الزنزانة، نفذ الضباط  إجراء تفتيش مفاجئ للأسرة وجميع المواد الشخصية، وحينها اكتشفوا دفتر ملاحظاتي الشخصية التي تشمل ملاحظاتي اليومية الخاصة بي في السجن, طلبوا مني الامتناع عن كتابة الملاحظات والحقائق التي تشمل الاتهامات وأساليب ضباط السجن.

 

وأضافت التقيت عددا من الأشخاص المختفين قسرا في سجن القناطر، بما في ذلك هبة رفعت، المتهم في حادث مقتل النائب العام هشام بركات، حيث بقيت من المفقودين حتى ظهرت في أجهزة أمن الدولة خلال التحقيق معها ونقلت إلى سجن القناطر دون علم والديها. كما التقيت أيضا سارة، المتهم في تفجير سفارة النيجر لقد ” عذبوها وهددوها بالتعرض للاغتصاب واعتقال أقاربها من الدرجة الأولى، حتى أنها أدلت باعترافات كاذبة.” !

 

وعن وضع مصر الراهن، قالت ماهينور إنها ليست ممتازة في الوقت الحاضر. وقد عاث النظام العسكري فسادا في جميع أنحاء البلاد. ولذلك، أصبح التغيير صعبا. لم يكن هناك مثل هذا القمع في ظل حكم الإخوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى