الرئيسية » تحرر الكلام » ماذا يريد محمد بن زايد

ماذا يريد محمد بن زايد

توفي صاحب السمو  الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله وقد ملىء الدنيا بجودة وكرمه ولطفه ، وضع دولة الإمارات بفطرته النظيفة وقلبه الكبير وقيادته الحكيمه في قلوب العرب والعالم ، وسجل على صفحات التاريخ  وفي أوج ساعات العسر واليسر أنصع عبارات الوفاء لشعبه وامته،  وبرحيل الشيخ زايد رحمه الله اصبح هناك مساحة واسعة من الفراغ يصعب ان يملؤها سواه او ان ينهص بحملها احد بعده ، فالعظماء حينما يرحلون يتركون فراغا في الزمان والمكان ، ومع انه ترك الإمارات صرحا شامخا تعلوا هاماته فوق السحاب  الا أن الجلوس على كرسي جلس عليه زايد،  والسير على خطى خطاها زايد ، كان تحديا كبيرا ومخيفا ليس على مستوى الإمارات فقط وإنما على المستوى الإقليمي والدولي ، وقد راهن الكثيرون على ان زايد ظاهرة لن تتكرر ، وان البنيان الذي بلغ تمامه سوف ينقض حجرا حجرا  وسوف تتساقط لبناته واحدة تلو الاخرى ، فبناء دولة من العدم وفي قلب الصحراء معجزة قل ما تتكرر ، فمن ذا الذي يستطيع ان يملئ مكانا شغله زايد ، او يسير على خطى خاطاها زايد ،  وبقدر ما زاغات الابصار وبلغت القلوب الحناجر لرحيله الى الرفيق الاعلى ، بقدر ما شخصت الابصار إلى الخلف الذي كان الرهان على شتاته ، واختلافه،  وعجزه عن النهوض بامانة تنوء بحملها الجبال  اكبر من الرهان  على صموده وقدرته ونجاحه في حمل راية مسيرة الإمارات الظافرة  والمضي بها الى الامام ، وظلت الهواجس تتقاذف الكثيرين حتى اثبتت الأيام أن زايد لم يبني دولة فقط ، وإنما بنى و ربى قادة قادرين على استلام دفة القيادة بقوة واقتدار وان الصرح الشامخ الذي أقامه زايد طيب الله ثراه  سوف يبقى شامخا مصانا مادامت الدنيا لها حركة تدور

جاء خليفة ، خير خلف لخير سلف ، وحوله اخوة تلاحمت سواعدهم لتصبح جسرا لدولة الإمارات وشعبها يسموا بها إلى المعالي ، ويرتقي بها مرقى النجوم المتلألئة  في كبد السماء، وتوالت الأيام والاحداث وازدادت الدولة قوة ومناعة ، وروح زايد وانفاسه حاضرة في كل قطرة مداد يخطه قلم ، او حجر يرفع فوقه حجرا، في  دولة العلم والحضارة الذي أسس زايد بنيانها و وضع لبناتها بفكره ورؤيته الثاقبة،

ومع ان مقالنا هنا بصدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد  الا ان استهلالنا بالحديث عن الشيخ زايد طيب الله ثراه  كان ضروريا املته علينا تكرار الظاهرة نفسها ولقرب التشابه الجسدي والروحي وقوة الشخصية والثقة بالنفس والتي تتجاوز في بعض منعطفاتها ومحاورها حدود المنطق  ، الذي يجعل المراقبين حتى البسطاء امثالنا يتساءلون عن هذا الرجل الذي ظهر على مسرح الاحداث في منطقة ملتهبة واستطاع في فترة وجيزة ان يكون احد صناعها  والرقم الصعب فيها رغم ان دولته حديثة النشأة عدد شعبها اقل من مليونين ولا تتجاوز نسبتهم ال٢٠٪ من عدد السكان في الإمارات العربية المتحدة ، الامر الذي يدفعنا الى طرح الكثير من التساؤلات حول شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ودوره القيادي في المنطقة ، والأبعاد التى يتطلع اليها وظاهر طموحاته وآماله لشعبه ومنطقته وامته  وهذا ما سنتطرق اليه في محور حديثنا في الجزء الثاني من هذا المقال .

قد يعجبك أيضاً

4 رأي حول “ماذا يريد محمد بن زايد”

  1. الفرق بين زايد وبين محمد بين زايد كالفرق بين السماء والارض . فالاول رجل سلام والثاني رجل مجازر ودسائس .
    الاول جعل الناس تحب الامارات من اجله والثاني العكس تماما
    الاخ سعيد اترك التطبيل لاقطاعي العصر ووفر جهدك لما هو افضل واحترم قلمك الجميل والله سيعوضك خيرا ورزقا من عنده .

    رد
    • هناك فرق كبير بين الثرا والثريا
      هذا كاتب متملق….لا غير
      كثيرين لم يجدوا الرغيف إلا بهذه الطريقة…عباد الدرهم والدينار

      رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.