الرئيسية » الهدهد » معاريف: هذه هي الأسباب وراء حرص السيسي على بقاء الأسد

معاريف: هذه هي الأسباب وراء حرص السيسي على بقاء الأسد

قال الصحفي الإسرائيلي “إفرايم غانور” إنه رغم الكراهية التي يكنها العالم العربي والإسلامي للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن مصر تؤيد بقاءه في السلطة.

وأكد في مقال بصحيفة “معاريف” بعنوان “اتفاق الهدنة في سوريا لا يتوقع أن يحقق الهدوء” أن سقوط الأسد سينظر له على أنه انتصار لجماعة الإخوان المسلمين التي تقاتل بعض فصائلها النظام في سوريا، وهو ما قد يشجع -حال حدوثه- الإخوان في مصر على تصعيد صراعهم ضد نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

إلى نص المقال..

يهدف اتفاق الهدنة الذي وُضع بين روسيا والولايات المتحدة للتسبب في إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ونصف في سوريا. التي خلفت حتى اليوم نصف مليون قتيل، ومليوني مصاب ومئات الآلاف من اللاجئين.

لكن بداية فإن هذا الاتفاق سوف يعزز استمرار نظام بشار الأسد برعاية راعيه الرئيس الروسي بوتين. يثبت هذا الاتفاق أيضا أن إدارة أوباما تخلت عن سوريا وعن وضع الولايات المتحدة في هذا الصراع، وبشكل عام في شئون الشرق الأوسط، لصالح الرئيس الروسي الذي لا يكف عن التطلع للمكانة التي كان عليها الاتحاد السوفيتي السابق في الأيام الخوالي لحاكمه نيكيتا خروشوف، كل هذا يحدث برضا وسعادة الإيرانيين ورعاياهم في حزب الله.

احتمالية أن تصمد هذه الهدنة وتؤدي لإنهاء تلك الحرب الطويلة ضعيفة للغاية، لأن النار الأبدية للحرب على الأراضي السورية تشتعل بكامل قوتها. من يعرف قوانين الثأر لدى أبناء إسماعيل يدرك أن ألف اتفاقية بين الأمريكان والروس لن تنجح في إطفاء تلك النار.

بالنسبة لإسرائيل، التي تتابع بسبعة عيون التطورات في سوريا، ويثير الانصياع الأمريكي للمطلب الروسي الذي يهدف للحفاظ على نظام الأسد المخاوف.

أكثر من يتعين عليه القلق هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو أيضا كما هو معروف وزير الخارجية الذي تباهى مؤخرا بإنجازات العلاقات الخارجية لإسرائيل وعلاقته الخاصة التي ارتبط بها مع الرئيس بوتين، لاسيما بخصوص سوريا.

لكن على أرض الواقع، فإن الروس لا “يحصوننا” في كل ما يتعلق بمصالحهم في الحفاظ على نظام الأسد بسوريا، ليس هذا فحسب، بل إنهم لم يهتموا بالاتصال بالقدس وإطلاع نتنياهو على نواياهم.

وفي الوقت الذي خفتت فيه الأصوات التي تتطالب الأسد بالاستقالة، كان بمقدور الأسد الخروج للمناطق الحساسة في سوريا منتفخ الأوداج، والتقاط الصور كبطل هذه الحرب، في وقفة عيد الأضحى، ويقول للعالم :”قوات الجيش السوري عازمة على إعادة السيطرة على كل المناطق التي استولى عليها الإرهابيون”.

بعد ذلك بساعات حرص أن يبث التلفزيون السوري التابع له بثقة :”نجحت قوات الدفاع الجوي السوري أمس بالجولان مستخدمة صواريخ أرض- جو في إسقاط مقاتلة وطائرة إسرائيلية بدون طيار حاولتا الهجوم على مواقع سورية بمنطقة القنيطرة”.

من الواضح أن الأسد تلقى دفعة وثقة كبيرة من اتفاق الهدنة، وبات يسمح لنفسه بما لم يتجرأ على قوله أو فعله قبل شهر أو شهرين.

على الرغم من مفاخر الأسد الذي ذبح شعبه، والكراهية الكبيرة التي يكنها العالم العربي الإسلامي ضده، فإن هناك أسبابا مهمة تؤدي لبقائه. السبب الأساسي هو مصر: سينظر لسقوط الأسد على أنه نصر مفترض للإخوان المسلمين، التي تقاتل أذرعها جيش الأسد على الأراضي السورية. هذا الأمر سوف يشجع أذرع الإخوان المسلمين خاصة في مصر، على التصدي لنظام الرئيس المصري السيسي وخلق مشاكل بالأردن.

وفقا لتكهنات الخبراء في شئون المنطقة وسوريا، لن يصل السلام ونهاية الحرب للمنطقة خلال الفترة القريبة، وستتواصل الصراعات الداخلية- ويستمر الروس في توفير الغطاء الجوي للأسد وجيشه. وبمرور الوقت ستتحول سوريا إلى لبنان ثانية في فترة الحرب الأهلية التي اندلعت فيها بين 1975إلى 1990: منقسمة، مع كثير من الصراعات الداخلية التي ستمزقها إلى أجزاء جغرافية، يسطير كل طرف من القوى المتصارعة بها على منطقة، محاولا توسيع الحدود والسيطرة على أماكن إستراتيجية.

ستواصل إيران بمساعدة حزب الله، رعاية مصالحها في سوريا على حساب الدم، وإسرائيل التي تتطلع من الجهة الأخرى، ستهتم بأن تتمنى- مثلما تمنى رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجين عندما سُئل عن الحرب العراقية الإيرانية فقال :”بالتوفيق لطرفي الصراع”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.