الرئيسية » تقارير » نيويورك تايمز: الجميع يريد إنهاء الحرب في سوريا لكنها تتسع.. وهذا ما يخشاه العلويون

نيويورك تايمز: الجميع يريد إنهاء الحرب في سوريا لكنها تتسع.. وهذا ما يخشاه العلويون

وطنترجمة خاصة”- أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التدخل الأجنبي الواسع دائما ما يؤدي إلى وجود دائرة مغلقة أمام حل الصراع، لا سيما وأن نهاية الحروب الأهلية تكون عندما تستنفد الأطراف جميعا قوتها، وهناك حقيقة واحدة في الحرب الأهلية في سوريا لم تتغير أنها أصبحت أمر محبط وأن كل من يحاول حلها عبر مؤتمرات السلام والتدخلات الخارجية، بما في ذلك التطور التركي الأسبوع الماضي، يصطدم بواقع يظهر معاناة السوريين، ويؤكد أن القادم أسوأ مما هو قائم الآن.

 

وأضافت الصحيفة أن البحث الأكاديمي في الحروب الأهلية يكشف لماذا استمر النزاع خلال الحرب في سوريا حتى الآن؟، حيث هناك بعض العوامل التي من شأنها مد الحرب وتصعيد العنف وجعل الأمر أكثر صعوبة إذا ما كانت هناك أي محاولة لوضع حد لها، خاصة في ظل توافر كل هذه العوامل في سوريا.

 

ويعتبر البعض أن التدخل الأجنبي يهدف إلى وضع حد للحرب، لكنه في الحقيقة بدلا من ذلك، فإنه يؤدي بها إلى طريق مسدود، حيث يكثف العنف ذاته، ويغلق كل الطرق المعتادة للسلام، كما أن هناك حقيقة تؤكد أن الحرب في سوريا جارية بين العديد من الأطراف، لا تصعب مهمة إيجاد حل.

 

وأوضح البروفيسور باربرا والتر من جامعة سان دييغو، وهو متخصص في الحروب الأهلية، أن النزاعات على مر التاريخ كانت ديناميكية ومختلفة عن تلك التي تشهدها سوريا، كما أنه تنتهي معظم الحروب الأهلية عندما يفقد جانب واحد سواء هزم عسكريا، أو أنه يستنزف السلاح الذي في حوزته، أو فقدان الدعم الشعبي، وحينها يضطر إلى الاستسلام، حيث أن نحو ربع الحروب الأهلية تنتهي في اتفاق السلام، وليس لأن أحد الجانبين قد استنفد قوته، وهذا الشيء قد يحدث في سوريا.

 

وأكدت الصحيفة أن سوريا شهدت خلال السنوات الماضية مرارا وتكرارا أعمال القتل الجماعي للمدنيين بشكل عشوائي، وفي معظم الحروب الأهلية، تعتمد القوات المسلحة على الدعم الشعبي لنجاحها، وهذا أمر تفتقده قوات بشار الأسد، لأن ذلك كما يسميه الخبراء يوفر حافزا لجميع الأطراف لحماية المدنيين والتقليل من الفظائع، كما أنه في سوريا، تعتمد الحكومة والمعارضة بشكل كبير على الدعم الأجنبي، وهذا يشجع السلوك المعاكس تماما.

 

وشددت نيويورك تايمز على أن كل قوة أجنبية تدرك أنها لا يمكن أن تفوز، ولكن تخشى من انتصار الجانب الآخر وأن يكون الوضع لا يطاق، فالمملكة العربية السعودية وإيران، على سبيل المثال، وفرت لهما سوريا ساحة معركة في صراعهما من أجل الهيمنة الإقليمية، وحال خسارة أحد الطرفين فإن وجهة نظره تهدد الأنظمة الخاصة به والمتحالفة معه.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد سنوات من القتال، وفقا لخطوط الديموغرافية، يخشى العلويون أنهم ربما يواجهون الإبادة الجماعية إذا الأسد لم يحقق النصر الكامل ولذلك يعتقد القادة السوريين المأزق الحالي هو أفضل وسيلة لحماية أمن العلويين اليوم، حتى لو كان ذلك يزيد من خطر وجود صراع طويل الأمد.

 

ووفقا لمقال كتبه البروفيسور والتر وكينيث بولاك، خبير شؤون الشرق الأوسط، ونشر في عام 2015، “النصر العسكري في حرب يعني ارتفاع خسارة المدنيين في كثير من الأحيان عبر الإبادة الجماعية، وهذا يمكن أن يثير صراعات جديدة في منطقة الشرق الأوسط.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.