الرئيسية » الهدهد » لهذه الأسباب يعتبر المقاتلون الشيشان سلاح “الدولة الإسلامية” الضارب في المعارك

لهذه الأسباب يعتبر المقاتلون الشيشان سلاح “الدولة الإسلامية” الضارب في المعارك

إرسال وحدات عسكرية من جنود الشيشان إلى سوريا، كانت تلك هي الدعوة التي أطلقها الرئيس الشيشاني رمضان قاديروس إلى سوريا، وذلك لمحاربة من أسماهم «إرهابيين».

 

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن “قاديروف” أن الشيشان كانت عام 1999 في قبضة الجماعات الجهادية، ما خلق نوعًا من الثأر بين المواطنين الشيشان وتلك الجماعات، مرجعًا الأمر في النهاية إلى موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وفتح هذا التصريح المثير للجدل الباب للحديث عن المقاتلين الشيشان الذين أصبحوا خلال العقود الثلاثة الماضية هم كلمة السر في أكثر من جماعة إرهابية أو ذراع الحكومات لمحاربة تلك التنظيمات.

 

ومنذ ما يقرب من شهر أرسل تنظيم الدولة الإسلامية قائدًا شيشانيًا (لم تسمِّه) ليتولى إمارة التنظيم في إقليم برقة على الحدود الغربية المصرية، الأمر الذي عده الكثيرون نذير خطر يجب أن تنتبه إليه الدولة المصرية.

 

وبحسب ما نشرته وسائل إعلام مقربة من التنظيم فإن الخطة الشيشانية في ليبيا ستكون نموذجًا لتكرار ما حدث في سوريا التي تعتمد في الأساس على السيطرة على المطارات وحقوق البترول لحرمان الحكومات من أهم مصادر التمويل.

 

وفي العراق لعب المقاتلون الشيشان دورًا بجوار تنظيم الدولة وذلك بعد انحياز ما يعرف باسم «جيش المهاجرين والأنصار»، المكون من شيشانيين، إلى أبو بكر البغدادي، مما مكنهم من تحقيق نجاحات على أرض الواقع.

 

وفي سوريا، وضع الشيشانيون خطة هجوم التنظيم، ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن قادة حزب البعث المنخرطين في التنظيم كانوا ينتظرون القادة الشيشانيين لوضع الخطط الحربية.

 

وكان أبو عمر الشيشاني من أبرز الزعماء الشيشانيين في العراق الذي لقي حتفه مؤخرًا، وكان يتميز بشراسة وحُسن تدبير حتى أثار الغيرة تجاهه، واتهمته بعض الفصائل الإسلامية بأنه «عميل روسي».

 

وبات المقاتلون الشيشان الأكثر شراسة داخل تنظيم «الدولة الإسلامية» حتى أوكل إليهم مهمة الجهاز الأمني أهم مفاصل التنظيم وأخطرها على الإطلاق، وبات حضور تلك الجنسية حتى داخل التنظيم أمرًا مثيرًا للقلق تارة وللتحفظ تارة أخرى، حتى إنهم وُصفوا كـ”جناح متشدد” داخل التنظيم ذاته.

 

وعلى مدى العقود الماضية عرفت التنظيمات الإرهابية قادة شيشانيين أبرزهم عربي بارييف الذي قُتل على أيدي الروس في الشيشان عام 1999، وأبوالوليد الغمدي قائد المقاتلين العرب في الشيشان، وتم قتله عام 2002.

 

ويرى صلاح الدين حسن، الباحث في الحركات الإسلامية، أن الخلفيات التاريخية والبيئية واللغوية للجنسية دور مهم في تفسير ظاهرة “الشيشانيين”، فقد تعرض هذا الشعب لأسوأ موجات القمع والاضطهاد على مر العصور، وخاض حروبًا طاحنة طوال تاريخه، انتهت بحرب الروس ضدهم بعد إعلانهم الأخير عن استقلالهم. وفق ما نقلت عنه “بوابة فيتو”.

 

ومع أن نضالهم كان قوميًا بخلفية دينية، فإن زحف المقاتلين العرب، وأشهرهم “خطاب”، وتحالفه مع الزعماء القوميين من أمثال جوهر دوداييف، عمل على “سَلفَنة” الصراع، ونقل الفكر الجهادي التكفيري لسلسلة جبال القوقاز.

 

وفعلت الحروب فعلتها في الشيشانيين الذين عُرفوا بقوة بأسهم وجلدهم، فقاموا بقوة مدفوعة بحرْق قراهم ومدنهم، كما شاهدت الأجيال الجديدة منهم عمليات التعذيب البشعة من سحل وحرق وقتل للأسرى علانية، مما زكى في نفوسهم حتمية القتال الأبدي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.