الرئيسية » الهدهد » هذه الدوافع الثلاثة وراء التحالف العربي العلني مع إسرائيل حسب عميدرور

هذه الدوافع الثلاثة وراء التحالف العربي العلني مع إسرائيل حسب عميدرور

نشرت صحيفة إسرائيل اليوم”، المقربة من رئيس الوزراء نتنياهو مقالاً للواء الإسرائيلي، يعقوب عميدرور، تحدث فيه عن ثلاث دوافع قال إنها وراء “العلاقات المتطورة بين دولة إسرائيل وبين الدول السنية الأكثر أهمية”

 

الأول: “هذه دول سُنية تخاف من التعاظم المتصاعد لإيران، التي تقود الكتلة الشيعية في المجال وتهدد سلامة وأمن الدول السنية. نزاع ديني عتيق قائم بين الأقلية الشيعية والأغلبية السنية، أقلية تتمتع بوجود قيادة واحدة لها، مستعدة لأن تستثمر كل ما يلزم لتغير وضع الشيعة في الشرق الأوسط من أساسه.

 

ورأى أن هذه القيادة التي تجلس في طهران تتصدر جهدا مخططا ومركزا، أساسه تحرير الشيعة من عبء السنة في اليمن، في البحرين وفي السعودية، وحماية الحكم او الصدارة الشيعية في العراق، في سوريا وفي لبنان. والغاية هي تشكيل حزام شيعي من طهران عبر بغداد ودمشق وانتهاء ببيروت. وفي الوقت نفسه، تحاول طهران المس بالهيمنة السنية في الجانب العربي من الخليج.

 

الدافع الثاني الذي يحرك مخاوف الدول السنية كلها هو “تهديد أفكار السلفية المتطرفة التي يتصدرها تنظيم داعش”،فقا للجنرال الإسرائيلي، ورأى أن اتساع حجم أعمال التنظيم يشكل تهديدا للدول السنة.

 

وعليه، يقول كاتب المقال، فإنه إذا كان التحالف الذي يعمل ضد التنظيم سينجح في التقليص الشديد لمنطقة سيطرته في العراق وفي سوريا، فلا تزال الفكرة التي يمثلها التنظيم خطيرة جدا على الدول السنية.

 

أما الدافع الثالث، فينبع من الإحساس بأن الولايات المتحدة هجرت أصدقاءها في المنطقة في لحظة الاختبار، وفي نيتها أن تقلص جدا دورها في المنطقة. وفهموا أن الولايات المتحدة ما عادت تقف إلى جانبهم في الصراع حيال إيران بل تتوقع منهم أن يتنازلوا عن قسم هام من مطالبهم.

 

ومن الواضح، وفقا لتقديرات الجنرال الإسرائيلي، أنه بالنسبة للدول السنية، التي ترى في الولايات المتحدة قوة عظمى بمجرد وجودها صدت كل قوة كان يمكن أن تهددها، فقد تغير الوضع. وحتى لو بقيت الولايات المتحدة قوة عظمى فإنها فقدت الرغبة في استخدام قوتها في الشرق الأوسط. وفضلا عن ذلك، حتى وهي تتدخل، مثلا في قيادة الائتلاف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فإنها تتحرك بتقنين وحذر كبير، والولايات المتحدة تساوم خصومها في الميدان مثلما يتبين من ردها الهزيل على تعاظم التدخل الروسي في سوريا.

 

وكتب أن هذه الدول تبحث عن جهة يمكنها أن تساعدها في مثل هذا الوقت. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في كل المنطقة، كما ادعى، هي دولة قوية عسكريا واقتصاديا ولها قدرة واستعداد للدفاع عن مصالحها الحيوية. هذا هو الأساس لشبكة العلاقات الجديدة الناشئة بين إسرائيل وهذه الدول السنية..هذا زواج اضطراري، وفقا لتقدير الكاتب، وليس علاقات حب، ولكن له أهمية كبيرة ومتزايدة.

 

وكتب قائلا: “من أجل الوصول إلى ازدهار حقيقي في العلاقات هناك حاجة للتعاون، مثلما قال لي أمير سعودي ظهرت معه على منصة مشتركة في واشنطن. فقد قال إن اجتماع المال الإسرائيلي والكفاءة العربية يمكنهما أن يغيرا كل المجال إيجابا. هذه النكتة المسلية تتناقض جدا مع الحقيقة: فإسرائيل يمكنها أن تعطي هذه الدول ما ينقصها: الأمن، التكنولوجيا والتحسن الهائل في مجال الماء، الزراعة والصحة”.

 

غير أن التعاون الجدي العلني وبلا قيود، كما رأى، لن يُتاح إلا إذا توصلوا إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، وليس هذا لأن الموضوع ملح لزعماء الدول بل “لأن من دونه لن يسمح لهم الشارع بأن يتقدموا علنا في شبكة العلاقات مع إسرائيل. غير أنه ليس ملحا للفلسطينيين أن يدفعوا نحو الاتفاق وشبكة العلاقات الإسرائيلية في أعقاب ذلك، فالعكس هو الصحيح؛ الفهم بأنهم المفتاح لتحسين هذه العلاقات يرفع أهميتهم وثمنهم”.

 

ووفقا لتقديره، فإن السبيل الوحيد للتغلب على هذا العائق هو تغيير ترتيب المراحل: يجب بناء شبكة علاقات تشكل مظلة مشتركة لعمل الدول السنية وإسرائيل، واليها يقتاد الفلسطينيون كي يبدأوا بالمفاوضات.

 

وخلافا للماضي، كما ختم مقاله، فإن تحسن شبكة العلاقات أمر هام للدول العربية بقدر لا يقل عن إسرائيل، غير أن العائق الإسرائيلي يزعجهم من تحقيقه بالشكل الكامل، وليس مؤكدا أن الدول العربية قادرة على التغلب على هذا العائق رغم ما لديها من مصلحة. ومن المجدي أن تفكر إسرائيل كيف يمكنها أن تساعدهم في هذا، وذلك لأن هذه فرصة تاريخية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.