الرئيسية » تقارير » الانقلاب جعل أردوغان زعيم أكثر قوة.. هذه المحاولة الثانية

الانقلاب جعل أردوغان زعيم أكثر قوة.. هذه المحاولة الثانية

وطن- ترجمة خاصة”- أكدت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا مؤخرا جعلت الرئيس رجب أردوغان أكثر قوة، وأثبتت أنه زعيم جدير بالثقة لدى شعبه، معتبرة أن أبرز مكاسب هذه المحاولة الانقلابية إضعاف النفوذ السياسي للجيش في البلاد.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها بعض القيادات العسكرية التركية تثبت مرة أخرى أن بقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في السلطة رغبة شعبية قوية لا يمكن أن تواجهها أي قوى أخرى.

 

واعتبرت هآرتس أن محاولة الانقلاب هي في الواقع تحقيق لسيناريو كابوس ظهر منذ انتخاب أردوغان في عام 2002، حيث كان يخشى أن الجيش سيحاول إزاحته عن السلطة، لكن في نهاية الأمر نجح في إضعاف النفوذ السياسي للجيش في البلاد ابتداء من فترة ولايته الرئاسية، بعد أن كان رئيسا للوزراء وحقق كثيرا من الإنجازات الرئيسية في جميع أنحاء البلاد.

 

وقالت الصحيفة إنه في الواقع هذا هو التعامل بالفعل مع محاولة انقلاب عسكرية ثانية خلال حكم أردوغان، حيث كانت المرة الأولى في عام 2007، عندما كان عبد الله جول رئيسا للبلاد وأردوغان رئيسا للحكومة، وبعد خلاف مع الجيش تم إجراء انتخابات مبكرة، فاز بها حزب العدالة والتنمية فوزا عظيما.

وأوضحت هآرتس أن استخدام الوسائل العسكرية في تحدي النظام السياسي الحاكم أمر قديم ومتعارف عليه في تركيا، حيث في عام 1997، نجح الجيش في الإطاحة برئيس الوزراء التركي حينها نجم الدين أربكان، وكان يسمى هذا الانقلاب “ما بعد الحداثة” لأنه طالب بحل البرلمان وتمرير دستور جديد، وفي عام 2007 كان الجيش يستعرض على موقعه على شبكة الانترنت من دون استخدام العنف قوته ضد النظام السياسي الحاكم، مؤكدة أن إحياء الوسائل العسكرية مرة أخرى خلال الأيام الماضية كان تعبيرا واضحا عن قوة أردوغان في الوقت الحاضر.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن فشل محاولة انقلاب سيعطي دفعة قوية لأردوغان لأن يصبح النظام الحاكم في تركيا من البرلماني إلى رئاسي سواء تم فعل ذلك عن طريق الاستفتاء أو القيام بذلك عن طريق إجراء انتخابات مبكرة، فالمؤكد بعد هذه المحاولة أن الرئيس التركي بإمكانه أن ينجز هذا التغيير.

 

ولفتت هآرتس إلى أن السؤال الكبير هو ماذا سيفعل أردوغان بعد يوم من تحقيق الهدف الذي يسعى له منذ فترة طويلة؟، معتبرة أنه في المرحلة الأولى قد يكون هناك مشاريع ضخمة يخطط للاحتفال بها بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الجمهورية التركية في 2023، وربما أيضا تعميق عملية الفضاء العام ووضع مزيد من التركيز على تجربة بناء قدرات مستقلة لصناعة الدفاع بتركيا.

 

واستطردت الصحيفة بأن محاولة الانقلاب العسكري وقعت في الوقت الذي كانت هناك محاولة لإعادة صياغة السياسة الخارجية التركية، وأصبح هناك تغيير في النهج تجاه إسرائيل وروسيا وظهرت التصريحات التي تفيد بأن تركيا بحاجة إلى مزيد من الأصدقاء وعدد أقل من الأعداء، وهو ما دفعها لإعادة النظر في العلاقات مع مصر وسوريا، معتبرة أن محاولة الانقلاب الفاشلة ستؤدي إلى صعوبة إصلاح العلاقات مع مصر التي وقع فيها انقلابا عسكريا قبل 3 أعوام.

 

واختتمت هآرتس بأن فشل الانقلاب كان له صدى في العديد من عواصم العالم، وذكر كثيرون أنهم يحترمون الحكومة المنتخبة في أنقرة، وشددت الدول الغربية، التي تقودها الولايات المتحدة، أنها تدرك أنه من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية يجب التعاون مع تركيا، وحتى بالنسبة لقضية اللاجئين، يتعين على الاتحاد الأوروبي مواصلة التعاون مع أنقرة.

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.