الرئيسية » الهدهد » معهد الأمن القومي الاسرائيلي: بعد عامين.. هل حقا بدأت داعش تنهار؟

معهد الأمن القومي الاسرائيلي: بعد عامين.. هل حقا بدأت داعش تنهار؟

وطن- ترجمة خاصة”-  قال معهد دراسات الأمن القومي إنه بعد عامين من إعلان قيام الدولة الإسلامية كأساس لمشروع الخلافة من قبل أبي بكر البغدادي، وعلى النقيض من وضع التنظيم في السنة الأولى التي نفذ فيها عمليات صنعت له صورة من النجاح وجعلته ينتشر، لكن يبدو الآن أن ممارسات التنظيم تتحرك بعيدا عن تحقيق رؤية إقامة الخلافة في بلاد الشام.

 

وأضاف المعهد في تقرير ترجمته وطن أن الأشهر الأخيرة أكبر دليل على فشل جيش الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، ففي العراق خسر التنظيم قبضته على مدينة الفلوجة وتجري استعدادات لتحرير مدينة الموصل، وهي المحطة الرئيسية للدولة الإسلامية في العراق. كما خسر في سوريا البؤر الاستيطانية وهناك تقارير تسلط الضوء على أن هناك استعدادات لتحرير مدينة الرقة عاصمة الدولة الإسلامية في المنطقة. وكذلك في ليبيا تجري معارك ضارية من أجل تحرير مدينة سرت التي تعتبر معقلا مهما للدولة الإسلامية.

 

ولفت التقرير إلى أن داعش فقدت نحو 50 في المئة من الأراضي التي احتلت العراق، وحوالي 20 في المئة من الأراضي المحتلة في سوريا، ونحو 50 في المئة من عائداتها بسبب الانخفاض الحاد في الإنتاج من احتياطيات النفط التي تسيطر عليها، وهذه التطورات تشير إلى أن البغدادي، والرهان الذي بدأ قبل عامين عندما أعلن نفسه خليفة للمسلمين، تواجه الآن واقعا قاسيا واحتمال خسارة أساسية لمقتنياتها، فضلا عن وجود ائتلاف واسع من الأعداء، الذين يسعون لإثبات أن حسابات البغدادي كانت خاطئة.

 

وعلى الرغم من هذه التقارير، إلا أه لا يزال من السابق لأوانه أن نفترض أن الدولة الإسلامية تنهار ككيان سياسي يسيطر على مساحة إقليمية كبيرة، فأولا، من الصعب تقدير كم من الوقت سوف تستمر الجهود لتحرير المدن من سيطرة الدولة الإسلامية، فتحرير مدينة الموصل على سبيل المثال، قد واجهت العديد من العقبات، بما في ذلك النزاعات الداخلية بين دوائر الحكومة الشيعية العراقية. وفي سوريا أيضا هناك صعوبة كبيرة في العثور على قوة لقيادة حملة لتحرير الرقة، حيث تعتبر القوات الكردية الأكثر فعالية في مكافحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

 

وأكد معهد الأمن القومي الإسرائيلي أن الشرق الأوسط بعد الربيع العربي لا تزال منطقة غير مستقرة وفي أماكن كثيرة تم تدمير البنية التحتية الاقتصادية، وأصبح العديد من سكان مناطق القتال مشردين في الدول المجاورة، وكثير منهم هاجروا خارج حدود منطقة الشرق الأوسط. وفي أماكن كثيرة في أنحاء المنطقة هناك حكم جزئي فقط، أو أن الحكم غائب تماما ولا يمكن تلبية احتياجات السكان المحليين، لذا هذه الأماكن يمكن أن تكون بديلا لوجود الدولة الإسلامية.

 

وبالإضافة إلى ذلك، هناك مصالح معينة ومتضاربة أحيانا بين القوى الإقليمية مثل تركيا والسعودية وإيران، فضلا عن القوى الدولية على مستوى العالم مثل الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يجعل من الصعب تنسيق حملة قوية ضد الدولة الإسلامية ويبطئ نشاط تفكيكها.

 

وعلاوة على ذلك، انتشار القلق الشديد لأن الدولة الإسلامية لا تزال تستطيع تنفذ نظام الإرهاب على نطاق واسع في مدن مختلفة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في الغرب، حيث خلال العامين الماضيين تمكنت الدولة الإسلامية من تسخير الحلفاء المحليين في مختلف البلدان في المغرب العربي والخليج وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، لذا هذه العوامل قد تعمل على نهوضها مجددا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.