الرئيسية » الهدهد » رئيس بلدية حيفا: “أُصدّق نصر الله بأنّه يمتلك قنبلة نوويّة والحكومة تتجاهل”

رئيس بلدية حيفا: “أُصدّق نصر الله بأنّه يمتلك قنبلة نوويّة والحكومة تتجاهل”

“ما كان سيكون، إنْ لم يكُن أسوأ”، بهذه الكلمات يُمكن تلخيص الفيلم الوثائقيّ الذي بثته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ مساء أمس الأحد، والذي تناول أوضاع الجبهة الداخليّة في الدولة العبريّة بعد مرور 10 سنوات على حرب لبنان الثانيّة.

 

الخبراء والمختّصون وعددٍ من صنّاع القرار أجمعوا على أنّ الجبهة الداخليّة في إسرائيل ما زالت غيرُ جاهزةٍ لمُواجهة صواريخ حزب الله، لافتين إلى أنّ الترسانة العسكريّة للحزب باتت أقوى كثيرًا، من الناحيتين الكميّة والنوعيّة، وبحسب أحدهم فإنّ صواريخ حزب الله باتت تُصيب أيّ بقعة في الداخل الإسرائيليّ. علاوة على ذلك حذّر المسؤولون من عدم قيام الحكومة الإسرائيليّة بتخصيص الميزانيات اللازمة لتحضير الملاجئ وتوزيع الكمامات الواقية من الغازات السامّة.

 

رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، قال للتلفزيون في معرض ردّه على تهديد سيّد المُقاومة بأنّ غاز الأمونيا الموجود في خليج حيفا وصواريخ حزب الله، سيُنتجان قنبلة نوويّة، تُسبب أضرارًا فادحةً جدًا في الأرواح والممتلكات، وقال ياهف: للأسف الشديد، إننّي أُصدّق نصر الله، وما تحدّث عنه كان صحيحًا مائة بالمائة، وعلى الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، أنْ تأخذ الأمور على محملٍ كبيرٍ من الجديّة والمسؤولية، على حدّ تعبيره.

 

وتابع رئيس بلدية حيفا قائلاً إنّه “يشكر” حسن نصر الله، لأنّه بتهديده ضرب خليج حيفا أعاد إلى واجهة الرأي العام الإسرائيليّ ما أسماها بالقنبلة الموقوتة، التي تُسببها المواد القاتلة الموجودة في المنطقة، وقال التلفزيون إنّ نصر الله ضرب على الوتر الحسّاس، الذي يُرعب الإسرائيليين، خصوصًا وأنّه كانت هناك العديد من المطالب الرسميّة بنقل المصانع الكيميائيّة من خليج حيفا إلى مناطق أخرى في الدولة العبريّة لدرء الخطر عن سكّان المنطقة في حال انفجارها، إلّا أنّ وعود الحكومة الإسرائيليّة لم تخرج إلى حيّز التنفيذ. حسبما ذكر المختص بالشأن الاسرائيلي زهير أندراوس.

 

ونقل التلفزيون العبريّ أيضًا عن عدد من سكّان مدينة حيفا قولهم إنّه يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة أنْ تأخذ تهديدات وتصريحات نصر الله على محملٍ من الجّد، لأنّها مُقلقة للغاية. وقال أحد سكّان المدينة للتلفزيون إنّ التهديد على خليج حيفا، وتحديدًا على مصانع الأمونيا، موجود منذ العام 1991، ولكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تقُم حكومات إسرائيل المتعاقبة بعمل أيّ شيء من أجل إبعاد هذا الخطر عن المنطقة.

 

وأضاف للأسف الشديد، لدينا يستفيقون من سُباتهم فقط بعد أنْ تقع الكارثة، على حدّ قوله. ونقل التلفزيون الإسرائيليّ عن جمعية (تسالول) هذه المعطيات ردًا على تهديدات السيّد نصر الله. وقالت الجمعية أيضًا إنّ حزب الله يمتلك قنبلة نوويّة، إذْ أنّه في حيفا يوجد 15 طُنًا من غاز الأمونيا، وكلّ صاروخ يُصيب هذا الموقع من شأنه أنْ يُحوّل المكان إلى قنبلةٍ نوويةٍ، التي ستؤدّي إلى مقتل عشرات ألآلاف. وتابعت الجمعية قائلةً للتلفزيون العبريّ، إنّ السيناريو الذي طرحه نصر الله ليس بعيدًا بالمرّة عن الواقع، كما أنّ جمعيات أخرى تُعنى بشؤون البيئة، لفت الموقع، انضمّت هي الأخرى لمخاوف الجمعية المذكورة.

 

وأشار التلفزيون إلى أنّ غاز الأمونيا تتواجد في خليج حيفا، في منطقةٍ مكتظةٍ جدًا بالسكّان، الأمر الذي يُعرّض مئات ألآلاف من السكّان للخطر، كما أنّ المبنى يعمل بدون رخصة، وهو بناء غير مرخّص من قبل السلطات ذات الصلة. وشدّدّ الموقع على أنّ المكان يحتوي على 12 طنًا من غاز الأمونيا، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ جمعية (تسالول) لا تستبعد البتة أنْ يتحوّل هذا الكابوس إلى حقيقةٍ واقعةٍ، فيما إذا أصاب أحد الصواريخ المنطقة، على حدّ تعبيرها. أمّا زير جودة البيئة، الذي استقال من منصبه قبل أسبوعين، آفي غباي، فقال للتلفزيون إنّ حاوية غاز الأمونيا تُشكّل خطرًا بيئيًا وأمنيًا على حدٍ سواء، ونحن نعمل على نقل الحاوية من خليج حيفا إلى جنوب الدولة العبريّة، ولكنّ التلفزيون لفت إلى أنّ وزيري الطاقة اللذين كانا في السابق، أكّدا على أنّه بحلول العام 2015 ستكون الحاوية الخطيرة قد نُقلت، وهو الأمر الذي لم يتحقق.

 

يُشار إلى أنّه إذا تمّ استنشاق هذا الغاز فإنه يسبّب حساسية شديدة للجهاز التنفسي وحرقة في العيون مع سعال شديد، وقد يؤدّي إلى إغلاق طريق الهواء والتهاب في الرئتين مع بحة في الصوت، وإذا تمّ استنشاقه وهو مُركّز فقد يسبّب الاختناق ومن ثم الوفاة. أمّا المسؤول السابق عن الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، فقال في معرض ردّه على سؤال التلفزيون العبريّ حول الفرق بين صواريخ حماس وصواريخ حزب الله قائلاً: حماس، قامت بإطلاق عددٍ من الصواريخ البدائيّة خلال عملية (الجرف الصامد) في صيف العام 2014، وأضاف أصابت الصواريخ عددًا من المدن الإسرائيليّة، ولكن، شدّدّ، على أنّه لا يُمكن إجراء مقارنة بين ترسانة حزب الله العسكريّة، كمًّا ونوعًا وبين ترسانة حماس، لافتًا إلى أنّ الصواريخ التي يملكها حزب الله تقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، على حدّ تعبيره. عبّر عن شكوكه من إمكانية تمكّن القبّة الحديديّة الإسرائيليّة من اعتراض صواريخ حزب الله، علمًا بأنّ تقديرات الأجهزة الأمنيّة في تل أبيب تؤكّد بأنّ حزب الله قادرٌ على إطلاق ألف صاروخ على العمق الإسرائيليّ يوميًا على مدار ثلاثة أشهر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.