الرئيسية » الهدهد » أستاذ علوم سياسية مصري عن “السيسي”: غاصب للسلطة ومفرّط في حقوق وطنه ومقدراته

أستاذ علوم سياسية مصري عن “السيسي”: غاصب للسلطة ومفرّط في حقوق وطنه ومقدراته

“خاص- وطن”- هاجم الكاتب والباحث المصري سيف الدين عبد الفتاح، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وذلك في إطار تعليقه على خطاب الرئيس المصري الأخير.

 

وقال سيف الدين عبد الفتاح وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة القاهرة في مقال له بصحيفة العربي الجديد الجمعة بعنوان “ما ينفعش”.. الثورة قادمة” إنّ المنقلب أضاف في قاموسه المستجد في “معجم السيسي” “ما ينفعش”، بعد “ما يصحش كده”.كان ذلك في خطابٍ من طرف واحد، أعلنت عنه الرئاسة المدّعاة، لكنها وصفته بالحوار الذي لم يكن إلا واحداً من خطاباته الاستبدادية الممتلئة بكلمة أنا المهوّمة على معاني الشعب الذي يحتكر الحديث باسمه من غير استحياء، فهو يزهق إرادة الشعب، ويتحدث عنها باعتباره الممثل غير الشرعي والوحيد، حينما اقتنص السلطة غصباً ورهباً بقوة السلاح، في انقلاب فاجر متكامل الأركان، ويتحدث فيه عن الدولة بتكرار واستمرار، موحياً بأنه الدولة والدولة هو. كان هذا الخطاب بمناسبة التنازل عن الجزيرتين، تيران وصنافير، للسعودية.

 

وأضاف الكاتب المصري “وكعادته، صدر الخطاب مفككاً، لا يملك إفادة أو بياناً، يغيم ويعتم أكثر مما يوضح أو يبين، يعتمد على فائض الكلام، ومفردات الأوهام لا تدل على واقع الحال، أو حقيقة المقال.”

 

وهاجم عبد الفتاح الرئيس المصري قائلا “علق المنقلب الغاصب للسلطة، المفرّط في حقوق وطنه ومقدراته، على تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بقوله “إحنا مش بنبيع أرضنا لحد، ومبناخدش أرض حد”، في عبارات لا معنى لها ولا مبنى، يحاول أن يغطي بها على حقيقة أمره وقبح فعله.”

 

وتابع “يقول إن ذلك من قبيل رد الأمانة، فلماذا يتلقى أموالاً من جراء تنازله، إلا أن يكون بيعاً في مساومةٍ على العرض والأرض، فإذا حاسبه أحد، أو استدرك عليه، وهو من يتصوّر أنه يفعل ما بدا له من غير مساءلةٍ أو تعقيب، وإذ لا يملك الرد إلا من فائض الكلام الذي اعتاده، والحديث عن الشعب والدولة والمؤامرة عليهما كلامه المكرر والمعاد، فيؤكد “أن هدف ما يحدث هو إحباط الشعب وتماسكه، والوصول إلى ما سماه الانتحار القومي”، أي “التشكيك في كل شيء”.”

 

وأكّد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنّ الانتحار القومي هو ما يفعله بسياساته، وما يقوم به من قتل لبعض شعبه، ومطاردة كل من قاومه أو عارضه واعتقال الآلاف، وقد تعدوا الخمسين ألفا، وإن من هدم تماسك شعبه وجماعته الوطنية، بخطاب الكراهية الذي دشنه، فانقسم الشعب إلى شيع يسلمها بخطاب الكراهية إلى حواف الحرب الأهلية.

 

وعدّد الباحث المصري تناقضات الرئيس المصري قائلا “يتحدّث عن الثقة بين الناس، وهو يوصلها إلى حال الاقتتال، ويزرع الفرقة بتصنيفاته المخبولة وغير المسؤولة. يمارس الكذب مع شعبه ويتحرّاه من كل طريق، فكيف يمكن أن يصنع الثقة، يعدّد عيوب شعبه، وهو المسؤول، ويتوهم مؤامرةً، ويكرّر كلاماً حول حروب الجيلين الرابع والخامس.”

 

وأشار الدكتور سيف الدين عبد الفتاح إلى أنّ “السيسي” بهذا الخطاب المتهافت في طبيعته، المركّب في خيبته، ينتقد شعبه ويُخلي ساحته، ويذكّر بحديث المؤامرة، يبدو أبو العرّيف المعصوم الفاهم، وهو الغاصب المبرّر المزور، ثم يولول “لا يوجد أمل في الغد، وبدون ثقة بين الناس، هذه الحالة تشكلت، على مدى سنوات طويلة ماضية، هناك تشكّك وعدم تصديق من سنوات، وأنا لست ضد أحد خالص، ولكني أقول وجهة نظر رأيتها، فلماذا في وجدان المصريين حالة التشكك وعدم الثقة أكثر من بلاد كثيرة، فنحن أكثر ناس لا تصدّق بعضها البعض، ويجب أن يتوقف المصريون أمام هذا الأمر وحله، وخاصة أن هناك حروب جيل رابع وخامس”، إنه فائض الكلام الذي يجيده للتبرير والتمرير.

 

وأردف معدّدا الأخطاء الّتي ارتكبها الرئيس المصري قائلا “يشتكي من الفرقة وعدم التماسك بين عموم الشعب، ثم يدس سموم الفرقة، ويفت في عضده، ويتمحّك في شعبٍ يروّعه ويعتقله ويطارده ويقتله، غادر تطارده غدرته وهاجس انقلابه وغصبه سيظل يطارده ما كان حياً، “للأسف فيه في وسطنا ناس كتير مش كويسين، محدش يقول للرئيس كدا.. في رده على هجوم مواقع التواصل بشأن التخلي عن الجزيرتين للسعودية، البلد دي ليها صاحب.. صاحبها شعبها، فيه في وسطنا ناس كتير مش كويسين.. فينهم من مصلحة الوطن، نحن في أصعب ظروف تواجه الوطن في تاريخه المعاصر، قدّمنا للرئيس الأسبق تقديرا عن حالة التحديات، اللي اتقدم للإخوان قبل 3 يوليو.. عملية سياسية جديدة.. ومحصلش لحد عصر 3 يوليو أي شيء من جانبهم للوحدة، الموضوع ما خلصشي”.

 

ورأى الكاتب المصري أنّ “السيسي” لم يكلف خاطره أن الأمر لم ينته، فمن سبب عدم انتهائه، وماذا مثل انقلابه إلا انقلاباً للأمور وقطع الطريق على استحقاقات انتخابية، ومسار ديمقراطي لرئيس مدني اختطف، وسلطة شرعية اغتصبت.

 

وبحسب أستاذ العلوم السياسية فإنّه في تصور عليل وكليل لواقع الأمر، يحاول تزييفه لمصلحته، يلقي بعبء فشله على غيره، يريد فحسب، وفق عقليته الفرعونية، أن تُعطى له صكوك التأييد المجاني، وعلى بياض من دون سؤال أو حساب، “حروب الجيل الرابع.. كيان موجود وبيشتغل.. كتائب إليكترونية بتشتغل ضد البلد، حجم الإنجازات اللي اتعمل في سنتين ما يتعملش في 20 سنة.. طب ليه الناس مش حاسّة.. عشان الشغل المضاد والسلبي، في ناس بتطلع ميكروباصات تكلم الناس ضد النجاحات القائمة، شراسة الهجمة تعكس حجم الإنجازات، حاولو يكسرونا ولم ينجحوا.. أرجو أن تنتبهوا كويس لدا. في الـ30 سنة الأخيرة.. الدولة القوية والمؤسسات العريقة هي اللي بتحمي بلدها من الشر وأهله.. فخلوا بالكو، ما يتم طمس للحقيقة وتزييف الواقع.. وإفقاد الثقة في كل شيء جيد وتعظيم النقد في كل شيء غير جيد.. هذه هي السياسة القائمة حالياً، والتي ستؤدي إلى انتحار قومي والخروج عن كل شيء…ترسيم الحدود مع السعودية كان بناء على قرار صدر عام 1990عن الجزيرتين.. وفيه برلمان أنتم اخترتوه هيناقش هذه الاتفاقية يمرّرها أو لا.. ويشكل لجان زي ما هو عايز”.. وبناء على هذا التصور لواقع يزيفه لمصلحته، يصل إلى ما يريد ” مش عايزين كلام في الموضوع دا تاني..”، هل يعقل هذا؟، يا هذا، سنتكلم، لن نصمت، ولن نقبل تكميم أفواهنا بعد بيع الأرض والعرض.

 

وبحسب الباحث المصري فإنّ تكميم الأفواه سياسته، يفعل كل قبيح ولا معقب عليه، متطرقاً لمقتل الشاب الإيطالي.. “نعزي أمه في وفاته.. ولكن لينا ابن اسمه عادل مفقود هناك منذ نوفمبر الماضي، بمجرد ما اتقال عن مقتل الشاب الإيطالي.. ناس مننا وبعض الإعلاميين قالوا إن الأجهزة الأمنية هي اللي قتلته وكمان ناس على السوشيال ميديا، إحنا بنعمل كدا في نفسنا، في مننا وجوانا ناس شر قاعدة بتشتغل الشغل دا.. أي مشروع يشكّكوا فيه، وأي قضية يتهموا الدولة فيها، أقول للإعلاميين.. من أول يوم قلت إنهم طرف في المعادلة لحفظ مصر.. وأنتم مسؤولين عن دا إوعى يكون مصادركم شبكات التواصل الاجتماعي، بيننا وبين الإيطاليين علاقات متميزة جدا، يجب أن ننتبه إلى إن الأكاذيب من أشخاص، ومنا نحن المصريين، ثم قمنا نحن من خلال تداولنا لها بصناعة المشكلة لمصر.. إحنا اللي صنعنا مشكلة مقتل الشاب لنفسنا”.

 

وألمح الدكتور سيف الدين عبد الفتاح إلى أنّ أجهزته تكذب وتقتل، ونحن من صنعنا المشكلة، يوقع على اتفاق المبادئ متنازلاً منبطحاً ومفرطاً، ونحن المسؤولون عن تعقيد المشكلة، وحينما يحاول أحدهم أن يتحدّث، بعد أن فرغ من حديثه، يمنعه من الكلام، وقد سمى اللقاء حواراً “أنا ما أذنتلش تتكلم وما تخلونيش أبطل أعمل اللقاءات ديه”. وانقطع بث التلفزيون.

 

وختم أستاذ العلوم السياسية مقاله المشار إليه بالقول “يقول المنقلب للمصريين في النهاية: “من فضلكم عاملوني بالمثل”، وله نقول لو عاملناك بما عاملت شعبك لانتهى أمرك، “ما ينفعش”، إنها الثورة ترد على خطابك، إنه الأمل مشفوعاً بالعمل.”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.