الرئيسية » تقارير » مؤرخ أمريكي: السيسي أصبح موضع “سخرية” في الشارع المصري.. وعرشه الان بات مهزوزا

مؤرخ أمريكي: السيسي أصبح موضع “سخرية” في الشارع المصري.. وعرشه الان بات مهزوزا

أكد المؤرخ الأمريكي الشهير خوان كول أن إعادة ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية واعتبار جزيرتى تيران وصنافير سعوديتين يشكل مفارقة ساخرة ليهتز عرش نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

وأضاف المؤرخ الأمريكى فى مقال له بعنوان “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موضع سخرية بعد “بيع” جزيرتين للسعودية”، بمجلة “ذا نيشن” الأمريكية، قائلا:”ستكون مفارقة ساخرة أن يهتز عرش هذا النظام الجديد عبر التصرف في جزيرتين صغيرتين اللاتى لم يكن الشعب المصري يفكر فيهما على مدى عقود”.

 

وأوضح كول أن اتفاق السيسي على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة أثار غضبا ضده في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما اندلعت مظاهرة صغيرة في القاهرة أُلقي القبض على المشاركين  مشيرًا إلى أن وقوع الجزيرتين على جانبي مضيق تيران الذي يتحكم في حركة الدخول إلى خليج العقبة، أكسبهما أهمية إستراتيجية مع افتتاح قناة السويس عام 1869.

 

وروى كول تفاصيل تاريخية بشأن أحقية مصر وتبعية  الجزيرتين لمصر قائلا ”  في أوائل القرن العشرين ادعت مصر أحقيتها في الجزيرتين استنادًا على ترسيم للحدود وضعه العثمانيون”.

 

وأضاف المؤرخ الأمريكى قائلا: “عندما غزا آل سعود الحجاز عام 1926 هيمنوا على أرض تمتد حتى خليج العقبة، وأصروا على أن الجزيرتين سعوديتان وبعد تأسيس إسرائيل عام 1948، ظهر مدع ثالث بشأن الجزيرتين”.

 

وتابع كول قائلا: “وسرعان ما اتفقت السعودية التي كانت تمتلك جيشًا ضعيفًا، مع مصر لاستئجار الجزيرتين عام 1950ثم جاء نظام الرئيس القومي جمال عبد الناصر بعد 1952 ليحيي الادعاءات المصرية بأحقية مصر في الجزيرتين”.

 

وأوضح المؤرخ الأمريكي بأن الموقف المصري كان مفاده أن تيران داخل المياه الإقليمية المصرية وليس ممرًا مائيًا دوليًا وطالبت مصر بخضوع السفن التي تمر عبره للتفتيش، وهو المطلب الذي رضخت له الحكومة البريطانية.

 

وأشار كول إلى أنه بينما شيدت إسرائيل ميناء إيلات على خليج العقبة، احتاجت الدخول إلى البحر الأحمر لإبرام صفقات تجارية مربحة مع شرق وجنوب إفريقيا، وأصرت على أن المضيق داخل المياه الدولية فيما كان على مصر السماح بالمرور ،مؤضحا بأنه خلال هجوم 1956 على مصر الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا استحوذت إسرائيل على تيران وصنافير لكن غضب الرئيس الأمريكي آنذاك دوايت آيزنهاور من هذا العدوان الذي يتسم بأنه مع سبق الإصرار والترصد، وتأكيده على أن ذلك يمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، وخوفه من وقوع مصر داخل أذرع الشيوعية جعل إسرائيل وحليفتيها تتخذان قرارا بالانسحاب. و ألمح المؤرخ الأمريكي بأنه طالما كرر ناصر موقفه في مايو 1967 بأن إسرائيل ليس مسموحا لها اللعب في مضيق تيران فيما اتخذت القيادة الإسرائيلية تصريحات عبد الناصر مبررا للهجوم على مصر في يونيو 1967، واحتلت تل أبيب مجددا الجزيرتين لكن حكومة مناحم بيجين الإسرائيلية أعادتهما إلى مصر عام 1982 نتيجة لاتفاقية كامب ديفيد.

 

وعلى نفس الصعيد ،تمركزت قوة أمريكية صغيرة في الجزيرتين كجزء من جهود حفظ السلام فى نفس الوقت التى تضاعفت أسعار النفط أربع مرات في سبعينيات القرن المنصرم، بما جعل السعودية إحدى أكثر دول العالم ثراء. و تطرق كول فى تفاصيل الجزيرتين التاريخية إلى أنه في أواخر عهد مبارك، وتحديدا عام 2010، اتفقت مصر والسعودية على حدودهما البحرية واعترفت مصر، طامعة في سخاء المملكة، بادعاء السعودية ملكية الجزيرتين.

 

واعتبر كول اعتراف السيسي الرسمي بسيادة السعودية على الجزيرتين هو ببساطة تنفيذ لخطة مبارك ملمحا إلى إنه بالرغم من قمع السيسي الهائل ضد المعارضة في الصحافة المصرية والمدونات، والذي سجن خلاله الآلاف، بينهم قيادات شاركت في ثورة 2011، إلا أن التنازل عن الجزيرتين أغضب العامة، بل وامتد الانزعاج إلى النخبة وهو ما أعاد مجددا مشاعر عدم الخوف التي اتسمت بها الفترة الثورية. و أشار المؤرخ الأمريكى إلى إنه قبل مساء الأحد، أرسلت 28000 تغريدة تحتوي على اسمي الجزيرتين في هاشتاج حيث اجتذب هاشتاج آخر باسم “عواد باع أرضه” والذي يشير إلى شخصية ظهرت في أحد الأفلام 128 ألف تغريدة.

 

ونقل المؤرخ الأمريكي عن سخرية أحد المصريين قائلا إن السيسي أقام أوكازيون على الجزيرتين المصريتين.

 

كما نقل كول فى مقالته تهكم وسخرية المشاهير والسياسيين من اعتراف مصر بتبعية الجزيرتين للسعودية مثل  تهكم باسم يوسف ناقد النظام من السيسي فى تغريدة له : “اشتري واحدة، تحصل على الأخرى مجانا”، وتابع: “الجزيرة بمليار، والهرم بمليارين وعليهم تمثالين هدية” وإلى ذلك تصريحات  الخبير الدستوري نور فرحات التليفزيونية بإن الحكومة لا تمتلك سلطة التنازل عن الأرض بموجب المادة 151 من دستور 2014 الذي وضعه أشخاص عينهم السيسي بالإضافة إلى  رفض أحمد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام لتبعية الجزيرتين للسعودية حين  كتب بجرأة عبر حسابه على فيسبوك إن حدود مصر غير قابلة للمساس.

 

ومن جانبه أيضا، أعلن خالد علي المحامي والمرشح الرئاسي الأسبق عن رفضه لأي تنازل عن أرض مصر. وعلى مستوى  التيارات السياسية  المعارضة ، رفضت بشكل طبيعي، مناهضو النظام، كجماعة الإخوان المسلمين، ما سموه “تنازل السيسي” عن الأرض فضلا عن الجماعات اليسارية المعارضة مثل 6 أبريل.

 

وفى المقابل، قال رئيس الوزراء شريف إسماعيل الراغب على ما يبدو لمنح السيسي بعض الغطاء لقراره – على حد وصف المؤرخ الأمريكى-، فى تعهده فجأة بأن القرار سيخضع لتصويت البرلمان

 

يذكر أن  هذه الزلة المتعلقة بالجزيرتين جاءت بعد شهور من الجدل بشأن مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي كان موضوع بحثه يتناول النقابات العمالية المصرية. واختتم المؤرخ الأمريكى مقالته بتأكيده على إنه الكثير من عامة المصريين رحبوا بالسيسي عام 2013 واعتبروه حصنا ضد عدم الاستقرار  إلا إن التصرف فى جزيرتى صنافير وتيران ستكون مفارقة ساخرة أن يهتز عرش هذا النظام الجديد  على حد تعبيره .

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.