الرئيسية » الهدهد » “تيران” و”صنافير”.. من يملك الخبر اليقين؟ وهل سيتواصل الجدال العقيم إلى يوم الدّين؟

“تيران” و”صنافير”.. من يملك الخبر اليقين؟ وهل سيتواصل الجدال العقيم إلى يوم الدّين؟

“خاص- وطن”- كتب شمس الدين النقاز- بعد 4 أيّام من اتفاق مصري سعودي يقضي بتبعيّة جزيرتي صنافير وتيران للمملكة العربيّة السعوديّة لازالت التقارير الإعلاميّة وتصريحات الخبراء والسياسيين متواصلة بين من يرى أحقّيّة المملكة بجزرها وبين غاضب يعتبر ما قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تنازلا عن أرض مصريّة.

 

وفي هذا السياق، قالت وسائل إعلام مصريّة إنّ مركز فض المنازعات البحرية والدولية التابع للأمم المتحدة، كشف عن مفاجأة كبرى مفادها أن جزيرتى “تيران وصنافير” التي تطالب السعودية بضمهما لأنهما أراض سعودية، هما جزيرتين مصريتين.

 

وأكد الباحث نور الدين التميمى، أن الخريطة تم الحصول عليها من فرع المركز ببلغاريا، لافتًا إلى أنها تثبت ملكية مصر الجزيرتين خاصة بعد عام 1982، والذي تم فيه حسم كل ملفات النزاعات الحدودية البحرية تم وضع الجزيرتين تحت اسم مصر، وهو الأمر الذي ينفى المزاعم السعودية بتبعية الجزيرتين لها.

 

دولة هرتليا العظمى

من جهته سخر، الدكتور حازم حسني، الأستاذ بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية، من آداء السلطة الحاكمة لمصر، وذلك عبر تغريدة نشرها على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” تحت عنوان “دولة هرتليا العظمى”.

 

وتستهل “حسني” تغريدته بقوله: “هرتل .. يهرتل .. هرتلة” !هذا هو ملخص أداء السلطة الحاكمة فى مصر منذ سنوات طويلة، لكنها حالة تفاقمت خلال الشهور الأخيرة بشكل يسارع بوضع الدولة المصرية فى حالة سقوط حر يخرجها من كتب التاريخ والجغرافيا والوجود الإنسانى”!

 

وـضاف “حسني” صباح الثلاثاء “فاجأتنا جريدة الأهرام – المسماة بالقومية – بخريطة على صدر صفحتها الأولى، تدعى الجريدة أنها تعود لسنة 1900، وأنها تبين بوضوح أن “تيران” و”صنافير” تتبعان الجزيرة العربية! دعونا من مسألة سنة 1900 هذه ودعونا نركز فى مضمون الخريطة وفى فهم إعلام النظام لها :

 

من الواضح أن النظام وإعلامه يخلطان خلطاً مشيناً للعقل بين شبه الجزيرة العربية باعتبارها كياناً جغرافياً طبيعياً وبين المملكة العربية السعودية ككيان جيوسياسى لم يكن له وجود قبل سنة 1932! … فحتى لو قبلنا بأن الجزيرتين تتبعان شبه الجزيرة العربية جغرافياً (أعنى بمفاهيم الجغرافيا الطبيعية) فإن هذا لا يعنى بأى حال من الأحوال أنها تتبع المملكة العربية السعودية جيوسياسياً (أعنى بمفاهيم الجغرافيا السياسية)!

 

واستطرد قائلاً “بطبيعة الأمور، فإن من حق المملكة العربية السعودية أن تعمل على بسط نفوذها على كل شبه الجزيرة العربية، وحتى على ما بعدها إن استطاعت، لكن هذا لا يلزم الكيانات الجيوسياسية الأخرى بالقبول والإذعان، اللهم إلا إذا كنا بصدد الحديث عن دولة “هرتليا” العظمى التى تسبح فى وهم أنها ستكون يوماً ما – بفضل هذه الهرتلة – دولة “قد الدنيا”، وبكرة تشوفوا! … أدينا شفنا والحمد لله!!”

 

وأردف “حسني” “دعونا من هذه النقطة العلمية، التى تناولها النظام وخبراؤه باعتبارها هزلاً لا جد فيه، ولننظر للمضمون الجيوسياسى للخريطة التى قامت “الأهرام” بنشرها، فهى لا تتعلق بالجزيرتين فحسب، وإنما بشبه جزيرة سيناء، إذ تقتطع الخريطة “المرجعية معظم شبه جزيرة سيناء وتلحقه بشبه الجزيرة العربية لوناً واسماً!”

 

واختتم تغريدته بالقول “هل صدقتم الآن أننا لسنا بصدد الحديث عن مصر التى نعرفها – أو التى كنا نعرفها – وإنما نحن بصدد الحديث عن دولة أخرى دستورها هو “الهرتلة” التى يسارع لتأكيدها لفيف من “الخبراء” الذين لا يعرفون ألف باء إدارة دولة كانت فى يوم من الأيام بحجم “مصر” ثم صارت بفضل “خبرتهم” بحجم “هرتليا” التى تظن نفسها “قد الدنيا”؟!!ولله الأمر من قبل ومن بعد!”

 

جزيرتي “تيران” و”صنافير” مصريتان إلى الأبد

من جهة أخرى، قال الدكتور أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، إن جزيرتي تيران وصنافير “مصريتان إلى الأبد.”

 

وكتب “النجار” على صفحته على “فيسبوك”، صباح الثلاثاء، تحت عنوان “تيران وصنافير مصريتان إلى الأبد” “الوطن: أرض وحدود وعَلَم وبشر، صخر وجبال ورمال وشجر، تفاصيل عمرها الحب والدفء والحماس والضجر.. مرابض للمدافعين حين تلوح نذر الخطر، نقوش بالدم تروي قصص التاريخ والحضارة والقدر، الوطن ليس غرفة للإيجار أو محطة سفر، الوطن لا يُعار في الوغى ويُستعاد في السمر، الوطن المزروع فينا لن تقتلعه توقيعات من حبر على ورق.”

 

وأضاف “المسألة ليست رأيًا بل حقائق وقواعد لملكية الأوطان، وغدا أكتب موقفي على ضوء الحقائق التاريخية والقواعد المؤسسة للأوطان.”

 

وكانت جريدة “الأهرام” قد خرجت الإثنين، تحمل اعتذارًا منه، عن كتابة مقاله اليومي، وجاءت افتتاحية جريدة الأهرام، تحت عنوان “وعادت الوديعة لأهلها”، للتأكيد على أن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان خضعتا للسيادة المصرية رسميا عام 1950.

 

وكانت آخر تدوينة كتبها الدكتور أحمد النجار، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” عن جزيرتي تيران وصنافير، قائلًا: “سلاما لحدود مصر من جزر تيران وصنافير إلى السلوم، الشعب المصرى العظيم بذل أذكى الدماء وأنبل الأرواح دفاعًا عن استقلاله الوطني وحدوده من حلايب وشلاتين وجزر تيران وصنافير وطابا ورفح شرقًا إلى السلوم والعوينات غربًا، ومن أبو سمبل جنوبًا إلى البحر المتوسط شمالًا، وما زال مستعدا للبذل والعطاء بلا حدود من أجل صون كنانته وسيدة حضارات الدنيا”.

 

وتابع: “تبقى أم الرشراش جوهرة مسروقة، ويقيني أننا سنستعيدها يومًا، ومن بين مناطق الحدود تبرز جزر تيران كجوهرة دافعت عنها مصر ببسالة استثنائية وبذلت الدماء والأرواح، لأنها المضايق التي يمكن أن تحكم خليج العقبة في لحظات المصير، سلامًا لكل مفردات حدودنا الوطنية غير القابلة للمساس، لأنها لحم ودم مصر وخريطة بطولات شعبها وحدود وجودها الباقي إلى الأبد”.

 

وقالت صحيفة “التحرير” المصرية إنّها علمت من مصادر مقربة من رئيس مجلس إدارة الأهرام، طلبت عدم ذكر اسمها، أن اعتذار النجار عن كتابة مقاله أمس، وإغلاقه حسابه على “فيسبوك”، يرجع إلى موقفه الرافض لتحرك الدولة الأخير بشأن إعلان تبعية جزيرتى “تيران وصنافير” للسعودية، لافتة إلى أن النجار علم باعتزام مصر إعلان تبعية الجزيرتين للسعودية قبلها بساعات، وقام بكتابة تدوينته، على الرغم من مشاركته في حفل توقيع الاتفاقيات بين مصر والسعودية.

 

“هآرتس” تعلّق على الموضوع

وفي سياق تعليقها على قضيّة جزيرتي تيران وصنافير، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: إن تبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، يعد أفضل لـ”إسرائيل”، مشيرة إلى أنه يمهد لتوسيع الإطار الضيق لتبادل الأراضي المقترحة بين “إسرائيل” والفلسطينيين، وإمكانية استئجار جزء من سيناء وضمها لغزة.

 

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أنه على الرغم من التصنيف الخاص بحرية الملاحة في البحر الأحمر، والذي يعود لعامي 1956 و1967، فإن الحربين التاليتين لحرب 1967 حدثتا على خلفية رفض “إسرائيل” التخلي عن شريط من قاع البحر بين العريش وشرم الشيخ، لافتًة إلى أنه قبل ذلك كان الرئيس الأميركي هاري ترومان قد اعترف أن مدينة إيلات أراضٍ “إسرائيلية”، خلال اجتماع فبراير 1945 بين سلفه وعبد العزيز آل سعود، والد العاهل الحالي سلمان بن عبد العزيز.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن العاهل السعودي كان ضيفًا على المدمرة الأميركية “يو إس إس كوينسي”، ووضع مع الرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت أساس التحالف السعودي الأميركي؛ حيث أقنع روزفلت السعودية بفكرة توطين لاجئي المحرقة اليهودية “الهولوكوست” وعودة اللاجئين اليهود، لكن في غضون شهرين مات روزفلت وترومان، وبعد ثلاث سنوات من التردد اتخذ آل سعود موقفًا مؤيدًا لـ”إسرائيل”.

 

ووصفت الصحيفة الإسرائيليّة مصر بأنها دائمًا في ضائقة مالية، بينما السعودية تفتقر للقوة العسكرية؛ فالمصريون أقوياء وفقراء، في حين أن السعوديين ضعفاء وأغنياء، ولكن كان التعاون بينهما خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر غير متناسق، وساعد عبد الناصر أعداء السعودية في اليمن، مشيرةً إلى أن هذا التعاون مثل في عهد الرئيس السادات توافقًا جيدًا؛ حيث حدثت علاقات تجارية جيدة مع السعودية وتبادل معلومات، تمثلت في رئيس المخابرات السعودية كمال أدهم وصديقه المصري أشرف مروان.

 

وترى الصحيفة أن الاتفاق الجديد بشأن الجزر مع مصر يقوّي الاتفاقيات السابقة، ويزيد من فرص الترتيبات المتعددة الأطراف بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، مشيرة إلى إمكانية إعطاء السعودية لمصر جزءًا من الضفة الشرقية للبحر المتوسط، والحصول على اعتراف بشأن وضع جبل الهيكل.

 

“العربيّة نت”: حسنين هيكل يعترف بأن “صنافير” “وتيران” سعوديتان

من جهة أخرى تحدّث موقع “العربيّة نت” في تقرير لها الثلاثاء عن مفاجئة مفادها أن الكاتب الصحفي حسنين هيكل كانت قد أكّد في أحد كتبه على أنّ صنافير وتيران سعوديتين.

 

وقالت “العربية نت” إنّه “بعد أن أعلنت الحكومة المصرية تبعية جزيرتي” تيران” و”صنافير” للمملكة العربية السعودية، وذلك في بيان رسمي استندت فيه للتاريخ والجغرافيا وترسيم الحدود البحرية، وفقا لأحدث القياسات الفنية تبين أن الصحافي المصري الراحل محمد حسنين هيكل أكد قبل 28 عاما ملكية السعودية للجزيرتين.”

 

وأضاف تقرير “العربيّة نت” أنّ هيكل قال في كتابه “حرب الثلاثين سنة – سنوات الغليان” وتحديدا في الصفحة 91 منه حول حركة الملاحة في خليج العقبة والتعهدات الأميركية لإسرائيل، إن السياسية المصرية استقرت على خيار يعطي للملك سعود بن عبدالعزيز مهمة مواصلة البحث مع الإدارة الأميركية في هذه القضية وكان هو – أي الملك سعود – أكثر المتحمسين لهذا الخيار لعدة اعتبارات.

 

وبحسب “العربيّة النت” يسرد هيكل هذه الاعتبارات في كتابه قائلا:

أولها: أن جزر صنافير وتيران التي كانت مصر تمارس منها سلطة التعرض للملاحة الإسرائيلية في الخليج هي جزر سعودية، جرى وضعها تحت تصرف مصر بترتيب خاص بين القاهرة والرياض.

 

والثاني: أن خليج العقبة والبحر الأحمر بعده هو طريق الحج إلى الأماكن الإسلامية المقدسة التي تتحمل المملكة العربية السعودية مسؤولية حمايتها.

 

والثالث: أن المملكة العربية السعودية تربطها – نتيجة لحجم المصالح – علاقة خاصة بالولايات المتحدة تسمح لها بأكثر مما هو متاح لغيرها.

 

ويضيف هيكل: وبالفعل فإن الملك سعود نشط لهذه المهمة فأثارها مع الرئيس الأميركي “أيزنهاور” أثناء زيارته لواشنطن في الشهور الأولى من سنة 1957 ثم عاود الإلحاح برسائله على “أيزنهاور” طوال النصف الأول من هذه السنة وبلغ من حماس الملك سعود لهذه المهمة أن أوفد إلى واشنطن ممثلاً خاصاً له وهو السياسي المصري عبدالرحمن عزام، الذي كان من قبل أميناً عاماً للجامعة العربية ثم أصبح مستشاراً خاصاً للبلاط الملكي السعودي بعد انتهاء خدمته في الجامعة.

 

ويتابع هيكل في كتابه: أن ملف الشرق الأوسط في مجموعة أوراق أيزنهاور المودعة بالمكتبة الخاصة به في ابيلين بولاية “كنساس” يحتوي على عدة وثائق لها أهمية خاصة في شأن الاتصالات، التي دارت بين الملك السعودي والرئيس الأميركي عن خليج العقبة.

 

وتكشف هذه الوثائق أن الولايات المتحدة لم تواجه الملك سعود بتعهداتها السرية لإسرائيل، ولكنها راحت تراوغ، بغية كسب الوقت وحتى تغطي التطورات المستجدة على إلحاح الملك سعود في قضية خليج العقبة أو يفتر حماسه لها فينساها، ولقد وصل الأمر بأيزنهاور – كما يقول هيكل – إلى حد أنه اقترح على الملك سعود أن تعرض السعودية قضية خليج العقبة على محكمة العدل الدولية، وعلى ضوء حكمها في الموضوع يتم التفاوض بشأن ما يتم اتخاذه من ترتيبات”.

 

بقى القول إن الكتاب الذي يؤكد فيه هيكل ملكية السعودية للجزيرتين صدرت الطبعة الأولى منه في العام 1988، أي قبل 28 عاما من إعلان مصر تبعية الجزيرتين للمملكة العربية السعودية.

 

قضيّة أخذت أكبر من حجمها

قضيّة “صنافير وتيران” اعتبرها البعض قد أخذت أكبر من حجمها، حيث قال الدكتور فاروق الباز، العالم المصري البارز، تعليقا على الجدل الذي أثير مؤخرا حول قيام مصر بتسليم جزيرتي “تيران” و”صنافير” للمملكة العربية السعودية، إنه أخذ أكبر من حجمه بكثير رغم أن الجزيرتين أراض سعودية في الأساس -بحسب قوله.

 

وأضاف “الباز”، خلال تصريحات صحفية له على هامش مؤتمر “بيوفجين 2016″، والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية على مدار 3 أيام، أن المسألة تم حسمها بالوثائق والقوانين، وأن مصر كانت تحمي الجزيرتين لفترة تاريخية محددة، ومن حق السعودية استردادهما لأنهما أراض تابعة لهما.

 

وأشار الدكتور “الباز” إلى أن الحكومة المصرية شرحت الأمر للرأي العام باستفاضة كاملة، كما أن البرلمان أيضا يتابع الأمر ولم يتم الاعتراض عليه رسميا.

 

كما استند “الباز”، في رأيه لعدد من خبراء القانون أمثال الدكتور مفيد شهاب، الذين قالوا كلمتهم في أحقية السعودية بالجزيرتين.

 

وكان السفير المصري حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء، قد أعلن يوم السبت الماضي، أنه تم عقد لجان لترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتم وضع جزيرتي صنافير وتيران ضمن الحدود السعودية؛ لوقوعهما في المياه الإقليمية للمملكة، بحسب بيان الحكومة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.