الرئيسية » الهدهد » لماذا تقلق دولة “عيال زايد” من زيارة الملك سلمان لمصر في هذا الوقت؟!

لماذا تقلق دولة “عيال زايد” من زيارة الملك سلمان لمصر في هذا الوقت؟!

ظهرت مؤشراتُ عدّة على قلق إماراتي متزايد من زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخية لمصر، والتي رسخت أسسا لمرحلة جديدة من علاقات قطبي العالم العربي .

 

الاحتفاء المصري الكبير بضيف مصر الأكبر الملك سلمان والذي تجلى على كافة الأصعدة الإعلامية والشعبية وحتى في الشارع المصري وعلى المستويات الروحية بزيارة خادم الحرمين للأزهر الشريف ولقائه ببطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني يبدو أنه قوبل ببعض القلق في أبوظبي التي كانت تعتقد أن لها الفضل الأكبر في مساندة ودعم نظام ما بعد 30 يونيو اقتصاديا وسياسيا وكانت تعتقد أن لها اليد الطولى في مصر لكن هذه الزيارة قلبت كل الموازين فلم يحظ أي مسؤول إماراتي ولا دولي بربع مثل هذه المقابلة في مصر من قبل .

 

وطبقا لمراقبين للشأن الخليجي فقد بدا القلق الإماراتي أو عدم الارتياح بمعنى أدق في تسريبات بطريق غير مباشر أطلقها مستشار ولي عهد أبوظبي الدكتور عبدالخالق عبدالله والذي تحدث على استحياء عن ضرورة تأكد الملك سلمان من أن المساعدات التي تقدمها دول الخليج تذهب للشعب المصري وذلك في إشارة إلى ما يعتبره البعض صرف هذه الأموال في غير وجهتها الأصلية وفي محاولة للتشكيك في الحكومة المصرية .

وفتحت تغريدة مستشار ولي عهد أبو ظبي هذه باب هجوم عشرات المغردين الاماراتيين على مصر والتشكيك في قدرة النظام على التعامل مع المعونات بل وصل الأمر لاتهام البعض منهم النظام المصري بسرقة المعونات والمنح الخليجية .

 

كذلك فإن ثاني المؤشرات على عدم الارتياح الاماراتي هو تغطية إعلام الإمارات المتواضعة وعلى استحياء لزيارة الملك التاريخية لمصر وتجاهل العديد من المغردين الإماراتيين المعروف ارتباطهم بالأجهزة هناك للزيارة بل وصل الأمر بالبعض للتشكيك في نتائج الزيارة ذاتها غمزا ولمزا.

 

ويقول المراقبون انه يبدو أن الإمارات التي كانت ترى أن قادتها هم الأحق بهذه الحفاوة والتكريم نظرا لكونهم تحملوا العبء الأكبر من دعم النظام الحالي بمصر قد أسقط في يدها سحب السعودية للبساط من تحت قدميها .
لكن هؤلاء المراقبين بحسب “بوابة القاهرة” يشيرون إلى أن الدول ومكانتها لا تقاس بالأموال فقط خاصة إذا كان ذلك مع دولة بحجم مصر لديها مصالح استراتيجية عليا ولن تتمكن دولة أخرى بالمنطقة في مجاراتها والتعاون معها في ذلك سوى السعودية التي استطاعت قيادتها الجديدة منذ تولي الملك سلمان الحكم ومعه الأمير محمد بن نايف وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد تسخير الإمكانات الثقافية والجغرافية والبشرية والمالية التي تملكها المملكة لتضع نفسها في مصاف الدول المؤثرة إقليميا وعالميا .

 

كذلك فإن السعودية ومن خلال توازن سياستها الخارجية تستطيع أن تضيف الكثير لمصر ونظامها حاليا من الناحية السياسية فهي الوحيدة القادرة على قيادة وتحريك ملف العلاقات المصرية التركية جراء توازن علاقاتها مع الطرفين بعكس الإمارات التي اتخذت موقفا عدائيا شديدا وغير مبرر مع تركيا ونظامها وبعض دول المنطقة وبما أفقدها أي قدرة على القيام بأي وساطات بين مصر وغيرها، كما أن السعودية تكاد تكون الدولة الوحيدة القادرة على قيادة مصالحة داخلية لمصر إذا قدر لها أن تكون من خلال التوازن في علاقاتها مع أطراف الأزمة المصرية بما فيهم الإسلاميون وحتى الليبراليون .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.