الرئيسية » الهدهد » الإمارات تقضي بالسجن المؤبّد على تونسي بسبب استهلاك “الزطلة” والخارجية ترفض التدخّل

الإمارات تقضي بالسجن المؤبّد على تونسي بسبب استهلاك “الزطلة” والخارجية ترفض التدخّل

“خاص- وطن”-  يبدو أنّ السلطات الإماراتيّة خيّرت الإنتقام من التونسيين المتواجدين على أراضيها على طريقتها الخاصّة، وذلك بعد أن وأد الشعب التونسي مشروعها الإنقلابي في بلاده بالإضافة إلى عدم تحقيق سياسييها أماني القيادي الفتحاوي المفصول محمّد دحلان وولي عهد أبو ظبي محمّد بن زايد باستنساخ النموذج المصري في تونس.

 

فبعد أن كشفت تقارير إعلاميّة تونسيّة وغربيّة سعي دولة الإمارات العربيّة المتّحدة لدعم الثورة المضادّة في تونس وضخّ ملايين الدولارات على الساحة الداخلية بهدف إقصاء الإسلاميّين والزجّ بهم في السجون وفشل هذا الرّهان، انتهجت السلطات الإماراتيّة سياسة العقاب الجماعي وذلك عبر رفضها إسناد تأشيرات الدخول إلى أراضيها للتونسيين بالإضافة إلى رفضها إلى حدّ الساعة استقبال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على أراضيها.

 

كلّ هذا التنكيل بالتونسيين من قبل السلطات الإماراتيّة يبدو أنّه تواصل وزاد أكثر بعد تصريحات الرئيس التونسي الأسبق محمّد منصف المرزوقي الّذي أكّد في أكثر من ظهور إعلامي له أنّ السلطات الإماراتيّة كانت تسعى بكلّ الطرق لإسقاطه وإسقاط حركة النهضة من الحكم مهما كلّفها ذلك من أموال ومهما كلّف التونسيين من دماء.

 

هذه المرّة انتقلت السلطات الإماراتية على ما يبدو إلى السرعة القصوى وبدأت تنتظر الفرصة السانحة للتنكيل بأي تونسي يخطئ على أراضيها، فقد علم موقع “بوابة تونس” أن مواطنا تونسيا اسمه هشام عمران تم القبض عليه منذ حوالي سنة بتهمة حيازة مادّة مخدّرة “زطلة” (150 غرام تقريبا) وحكمت محكمة دبي بسجن هشام مدى الحياة كحكم نهائي باتّ لا رجعة فيه.

 

وقال الموقع التونسيّ إنّ القانون في دبي يقضي بأنّه في صورة حيازة مادّة “الزطلة” المخدّرة فإنّ حكمها فقط 3 سنوات كأقصى حدّ ممكن ومدى الحياة للمروّج.

 

كما ذكر موقع “بوابة تونس” أنّه وبحسب مصادر مقربة من العائلة فإنّ العائلة اتجهت إلى الخارجية التونسية لكنهم صدموا من الردّ الّذي يثبت اللامبالاة بأرواح وصحّة وسلامة التونسيين في الإمارات، حيث أجابتهم وزارة الخارجيّة التونسية بالقول “إنّ لدينا مشاكل دبلوماسية مع الإمارات ولا يمكننا التدخّل.”

 

وفي هذا السياق أصدر مغنّي الراب التونسي “AtefBlackPast” وهو صديق التونسي المحكوم عليه بالمؤدّب هشام عمران أغنية بعنوان “الحرية لي خونا هشام”.

 

وفي صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “الفيسبوك”، تفاعل عديد المتابعين التونسيين مع أغنية “الراب RAP” الّتي أصدرها “AtefBlackPast” معلنين عن استغرابهم من هذا الحكم الجائر على ابن بلدهم ومعربين عن غضبهم من عدم تدخّل السلطات التونسية لإنقاذ رعاياها في الخارج ومؤكّدين في الوقت نفسه أنّه لو كان “هشام” أوروبيا أو أمريكيا لما ظلّ في السجن ولما تركته دولته.

 

وكان وزير الخارجية التونسية خميس الجهيناوي قد أكّد في أكثر من مرّة أنّ علاقة تونس بالإمارات جيّدة وأنّ المياه عادت إلى مجاريها وهو ما أكّده الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أيضا خلال جولته الخليجية.

 

وفي شهر يناير الماضي، أكّدت مصادر مطّلعة لصحيفة “وطن” أنّ الإمارات رفضت استقبال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.

وتعتقل السلطات الإماراتيّة عشرات المعارضين من الإماراتيين وغيرهم بالإضافة إلى تنكيلها بهم في معتقلاتها والتنكيل بعائلاتهم.

 

وكشفت تقارير إعلاميّة وتقارير المنظمات الحقوقية الدوليّة خلال الأشهر الفارطة، أنّ أوضاع حقوق الإنسان في الإمارات في وضع مأساوي وأنّ معدّل الإنتهاكات والتعذيب داخل سجونها شهد معدّلات قياسيّة.

 

يذكر أنّ الصحفيين أيضا لم يسلموا من بطش السلطات الإماراتيّة، حيث يقبع الصحفي الأردني تيسير النجار في السجن في الإمارات منذ نحو أربعة أشهر بدون محاكمة وبدون أيّة تهمة تذكر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.