الرئيسية » الهدهد » انترناشونال بيزنس تايمز: الإمارات لا تحتاج إلى وزارة من “السعادة” هي بحاجة “للعدالة”

انترناشونال بيزنس تايمز: الإمارات لا تحتاج إلى وزارة من “السعادة” هي بحاجة “للعدالة”

نشرت صحيفة “انترناشونال بيزنس تايمز” مقالات للباحث والمحلل السياسي إياد البغدادي تحدث فيه عن سيل من الانتهاكات التي ارتكبت بحقه ومن شاهدهم أثناء فترة احتجازه في سجن الصدر “سيء السمعة بأبوظبي” قبل أن يتم ترحيله من البلاد، بسبب نشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي بالرغم من أنه قضى كل حياته داخل الدولة.

 

وقال البغدادي: “في الأسبوع الثاني في سجن الصدر بأبوظبي عندما أتيحت لي القيام بزيارة إلى العيادة، فحسب الإجراءات اضطررت إلى قبل التفتيش قبل وأثناء إعادتهم إلى زنزانتي. وقفت في خط يتألف في معظمهم من العمال الأسويين. جلس الضابط على كرسي ويجري تقديم السجين تجاهه كأسير”.

 

“لم يكن ذلك كما يظهر في المطار- كانت معاملة السجناء خشنة يصعدون بخشونة وملابسهم أمامي ممزقة تقريباً. عندما كنت في سجن الصدر في أبوظبي، رأيت الآسيويين يقفون بانتظام للحصول على اللكم والصفع والإهانة، إنهم لا يجرأون على الاحتجاج أو يطلبون الحصول على العلاج سيكون الوضع أسوأ من ذلك”. قال “البغدادي”

 

وأضاف: “قبل ذلك بأسبوعين استدعاني مكتب الهجرة وأبلغني بأني مطرود نهائياً من البلاد لأودع المنزل الذي قضيت فيه حياتي كلها. لم تكن هناك اتهامات، ولا حكم محكمة، دون اتباع الإجراءات الواجبة، ولا أي فرصة للطعن.”

 

وتسأل كاتب المقال: “هل يمكن أن تكون هناك سعادة- أو تسامح- في بلد بدون عدالة وسيادة القانون؟، في زيارته الأخيرة لدولة الإمارات ديفيد روثكوبف، رئيس تحرير فورين بوليسي، كان معجبا جدا بما رآه لقد كتب قطعه في مقاله يشيد ب”تجارب وترحيب دولة الإمارات العربية المتحدة في البحث لإنتاج دولة ناجحة في المنطقة التي، على الأقل في الذاكرة الحديثة”.

 

ورد البغدادي على روثكوبف في ترجمة خاصة ب”ايماسك”: “أستطيع أن أعجوب فقط في المفارقة المأساوية لتقديم روثكوبف نموذجا للدور الإقليمي في بلد يعاقب معارضين مسالمين مع أحكام بالسجن وتجريد من الجنسية. هذه الدولة التي يهيمن عليها أمثال ضاحي خلفان وسيم يوسف (أكثر ما تجدهم) ​​كصورة على الانترنت. وقد ساهمت هذه الدولة في السياسة الخارجية إلى حد كبير في البؤس الإقليمي، ولكن توصف بأنها “تقدمية” لأنها تحتوي على الوزارة لتحقيق السعادة، وزارة التسامح، وزير الشباب الذين من الشباب فعلا”.

 

كيف يمكن استدامه أي تجربة في الحكم في ظل غياب العدالة وسيادة الأسس القانونية؟!

 

الناس لايمكن أن يكونوا سعداء حقاً وهم يعيشون دون حرية، مهما كان بريق أغلاله عمرهم الذهبية.

 

ما يجب على الوزراء الشباب فعله

وتابع كاتب المقال: “هناك بالتأكيد بعض الأشياء الجديرة بالثناء التي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة. زيادة رقمنة الخدمات الحكومية والكفاءة والإنتاجية ويقلل الفساد، مما يساعد زيادة وتيرة تحول المجتمع. وأنا واثق أيضا أن الوزراء الجدد للسعادة والتسامح في دولة الإمارات أناس طيبون، ولا أتمنى لهم أي سوء”.

 

وأضاف: “لكن جهودهم لو ترتفع قليلاً إن أمكنها- على أقل تقرير- للوقوف في وجه المؤسسة الأمنية في البلاد، التي تعمل على وقف تحرير أي مظهر من مظاهر الشفافية أو الإجراءات القانونية أو سيادة القانون”.

 

وتابع: “عدا ذلك، يجب أن يكون أول عمل من الوزير من التسامح فتح تحقيق مع الفريق ضاحي خلفان، قائد شرطة سابق مشهور بتهمة التعصب للبلاد عند نقطة واحدة اتهام أوباما بكونه شيعي سراً، ودعوته إلى طرد جميع الإيرانيين من دولة الإمارات العربية المتحدة”.

 

“أو ربما فتح تحقيق مع وسيم يوسف أحد المجنسين من قبل الإمارات وهو شخصية تلفزيونية يقود جيشاً عبر الانترنت تابع للحكومة ويخطب خطب مطولة في تويتر ويوتيوب لتشويه المعارضين وما تطلب منه الحكومة”.أضاف البغدادي.

 

وقال البغدادي: “وربما كان يجب على “وزير السعادة” الجديد أن يقوم بزيارة ثلاثة أبناء كبار للسجين السياسي محمد عبدالرزاق الصديق، الذين كانوا في مارس هذا الشهر بدون جنسية وخارج نطاق القضاء ودون تفسير تجريدهم من الجنسية، بافتراض أنهم احتجوا على حبس والدهم. أو بزيارة إلى سجن الصدر في أبو ظبي، حيث يتهافت ضباط الشرطة على صفع العمال الآسيويين، ويبصقون عليهم ويذلونهم”.

 

“أنت لا تحتاج إلى إعلان وزارة للسعادة أو التسامح لتحقيق السعادة والتسامح. كل ما تحتاجه هو زارة مستقلة حقا من أجل العدالة. بدون سيادة القانون وحرية انتقاد أولئك الذين يعرقلون العدالة، كيف يمكن أن يكون هناك أي تسامح أو السعادة في دولة الإمارات العربية المتحدة أو أي بلد آخر!.

 

السعادة في دبي

وعاد إياد البغدادي إلى الحديث عن فورين بوليسي “في مقالته، روثكوبف غنى بالإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبدو مزدهرة في منطقة تعاني من عدم الاستقرار وسوء الإدارة، ويقول إن الانتقادات الغربية لدولة الإمارات العربية المتحدة غير عادلة نظرا لأنها بلد شاب – الأصغر سنا من الولايات المتحدة،- على سبيل المثال التسامح مع العبودية، إبادة السكان الأصليين، ولم يعط المرأة الحق في التصويت”.

 

“ولكن هذا هو بالضبط هذا النوع من التعليق الغربي المتنازل الذي يغضب عربي مثلي. وما يثير الغضب والإحباط أن الصحفيين الغربيين يمكن أن يصرف ذلك بسهولة الصحافي عن طريق الأجسام اللامعة، مثل ناطحات السحاب والطرق السريعة من ست حارات. والمبادرات البراقة مثل وزارات التسامح وزراء الشباب “الذين هم من الشباب في الواقع”. يصرف النظر عن أن هذه المبادرات تعني لاشيء بدون وجود القاعدة الأساسية للقانون”.

 

“ترعرع العديد من هؤلاء الصحفيين الغربيين حتى في الديمقراطيات الليبرالية حيث سيادة القانون هي كلمة مقدسة وحرة ولايمكن التنازل عنها، وتبدو وكأن العرب لا تطمح إلى الحقوق نفسها التي كانوا متميزين معها،كما لو نحن نقبل بالدرجة الدنيا في سلم الكرامة الإنسانية في بداية القرن ال21. نحن بشر أيضا، ومثل أي إنسان، ونرغب بالعدالة”.

 

السعادة دون حرية؟

وقال البغدادي “الناس لا يمكن أن يكونوا سعداء حقاً إذا كانوا يعيشون من دون حرية، مهما كانت براقة الأغلال الذهبية في أعمارهم. يقف خلف وزارة السعادة هي العجز عن السعادة – لا يمكنك أن تكون سعيدا حقا لتعيش في القفص الذهبي، حتى لو كان قفص من فئة الخمس نجوم مع منحدرات داخلية للتزلج، وستة طرق سريعة حارة، وحتى اللوفر وغوغنهايم. وأنت لا يمكن أن تكون حرا حقا إذا كنت تشاهد آخرين يتعرضون للاضطهاد ولا يمكنك رفع صوت أو إصبع للاحتجاج أو للمساعدة”.

 

وتابع: “يفضل أن يكون مفيداً استمرار المعلقين الغربيين في بالإشارة إلى أنه لمعالجة التسامح والسعادة لا تحتاج البلاد العاجزة -بنجاح- إلى إعطاء وزارة لكل واحدة منها. بدلا من ذلك، فإنه يحتاج إلى دعم وحماية حرية الرأي والتعبير ، إصلاح النظام المعيب والمسيس في العدالة، جعل الجميع مسؤول أمام القانون بغض النظر عن رتبته أو موقف أو اتصال الأسرة، وإلقاء نظرة فاحصة على معاملتها غير المواطنين وعلى الإساءات المتفشية والعنصرية في سجونها، وإجراء مراجعات حول الآثار المزعزعة للاستقرار سياستها الخارجية”.

 

واختتم الكاتب بالقول: “ولكن نظرا لهذه القائمة، هو على الأرجح من الأسهل تعيين وزير للتسامح وآخر للسعادة، ودعوة صحفي غربي لناطحة سحاب من 51 طابقا تطل على الطريق السريع من ست حارات”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.