الرئيسية » الهدهد » خبير عسكري: الحرب في سوريا حاليَا منحصرة في قتال “تنظيم الدولة”.. والمعارضة في هدنة

خبير عسكري: الحرب في سوريا حاليَا منحصرة في قتال “تنظيم الدولة”.. والمعارضة في هدنة

أفاد خبير عسكري ومتابع للتطورات الميدانية في سوريا أن معركة “تدمر” الشرسة والحامية ضد “داعش” حاليَا، جمع لها نظام الأسد قوات من كل جبهاته مع الفصائل، حتى إنه سحب الجند العاملين في الحراسات، بغطاء مدفعي وجوي روسي.

 

وقد استخدمت القوات الروسية والإيرانية راجمة صواريخ جراد 122ملم. وحشدوا عددا كبير من القوات لمعركة حمص مستفيدين من الهدنة مع الفصائل، حيث تم سحب القوات من جبهات الفصائل في حلب، الساحل، دمشق ودرعا، هذا بالإضافة إلى القوات الموجودة أصلا، إلى جانب قوات الحزب اللبناني والحرس الثوري الإيراني “فاطميون والقوات الخاصة”.

 

ورأى هذا الخبير العسكري أن الهدنة لم تتح سحب الجند، وفقط، بل أتاحت أيضا سحب السلاح والراجمات (من حلب واللاذقية وسهل الغاب “حماة”) لزيادة قوة نيران الجيش وتكثيف الغارات.

 

وخلال الساعات الماضية، أعلن الروس شن 150 غارة على جبهة تدمر، علما أن عدد الغارات وصلت 1000 على مدى 14 يوم المنقضية من دون حساب المدفعية.

 

ووفقا لتقدير الخبير، فإنه يمكن القول، حليَا، إن الحرب في سوريا منحصرة في قتال تنظيم “داعش”، فالفصائل والنظام يقاتلونها كلٌ على حدته والمفاوضات جارية لتوحيد الجهود.

 

وتعتبر الحملة العسكرية الحاليَة على تدمر-حمص الثالثة من نوعها التي ترمي إلى استعادة السيطرة على البادية، تحقيقا لأهداف سياسية وعسكرية ومادية.

 

ولنتذكر هنا، كما قال، أن “تنظيم الدولة” سن معركة “أبو مالك التميمي” بعد تمهيد استمر شهرين على دفاعات النظام، ودخل مقاتلوه تدمر بعد أسبوعين من المعركة وصدَ الهجمة المعاكسة. وكانت متزامنة مع نزيف النظام أثناء قتال جيش الفتح في إدلب، وكأي جيش وضع الغزاة خطة إخلاء مشابهة لما فعلوا في مدينة ادلب.

 

وعند العجز عن الصدَ، وفقا لتقديراته، كانت خطة الاحتياط بالانسحاب من ادلب والتحصن خلف حزام الأقليات ومن البادية والتحصن في جبال تدمر.

 

وبعد التقهقر إلى جبال تدمر شنَ نظام الأسد حملتين عسكريتين، تمكنت “داعش” من صدهما، بل وزاحمت النظام على جبال تدمر لزيادة دائرة الأمان حول المدينة.

 

وأفاد أن المهاجمين من الروس وقوات الأسد وإيران يلعبون لعبة إعلامية، فهم يروجون أن معركة تدمر بدأت من أسبوعين، وهذا غير صحيح، كما قال، لأنها بدأت مع التدخل الروسي وعمليا في شهر ينار من العام الجاري.

 

التلاعب هذا، كما رأى، يفيدهم في الاستعراض الإعلامي الحماسي، ويفيد أيضا في التغطية على مصيبة أنهم لم يتقدموا سوى 3كم خلال 3 شهور.

 

وبالنسبة لطرفي الحرب، فإن مدينة تدمر ليست سوى رمز معنوي، لكن أهميتها الحقيقية تكمن فيما بعدها لأنها تعتبر مفترق طرق إستراتيجي.

 

ويظهر من حجم القوات المحشودة والتضحيات على الخط بين تدمر والقريتين أن هدف العمليات الروسية الإيرانية يتعدى السيطرة على رمزية المكان، كما قال الخبير.

 

ورأى أن الأهداف الإيرانية الروسية (نفط، غاز، طرق، حدود) عمليا توازي إعادة بناء دولة الأسد في ظل الهدنة وبموازاة المفاوضات.

 

ويهدفون من السيطرة على “تدمر” وتأمين محيطها إلى إسقاط القريتين، ومن ثم تأمين القلمون، عندها تظهر أهمية محور “اثريا خناصر”، الذي حاول “تنظيم الدولة” اختراقه.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.