الرئيسية » الهدهد » “نيويورك تايمز”: العلاقات الأمريكية السعودية في أسوأ مراحلها

“نيويورك تايمز”: العلاقات الأمريكية السعودية في أسوأ مراحلها

العلاقات السعودية الأمريكية ربما تمر بمرحلة من أسوأ مراحلها على الإطلاق في الوقت الراهن، وهو ما يظهر بوضوح في تعليقات المسؤولين السعوديين على انتقادات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لسياسات المملكة لأول مرة بشكل علني منذ بداية العلاقات بين البلدين في الثلاثينات من القرن الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن الرئيس باراك أوباما وصف الحكومة السعودية بـ” حكومة قمعية”، بالإضافة إلى حكومات أخرى سنية، زاعمًا أنها “تستخدم تفسيرات إسلامية ضيقة تساهم بصورة كبيرة في انتشار التطرف في تلك المجتمعات”، موضحة أنها المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة أن يقدم رئيس أمريكي على انتقاد حكومة صديقة بشكل علني.

 

وكان أوباما، في حوار له مؤخرا مع صحيفة “ذي أتلانتك”، انتقد السياسات السعودية، قائلًا “إنهم يسعون للاستفادة المجانية من أمريكا، فدائما يطلبون منا القتال في معاركهم، ويستغلون القوة الأمريكية في تحقيق مصالح طائفية، ما أسهم في زيادة نطاق الصراع الطائفي بمنطقة الشرق الأوسط”، بحسب زعمه.

 

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن أكثر ما أثار السعوديين في حوار الرئيس الأمريكي هو مطالبته لهم بالبحث عن طريقة لتقاسم النفوذ مع إيران في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي تحقيق نوع من السلام البارد معها، الأمر الذي دفع رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل، لمهاجمة أوباما، واتهامه بعدم تقدير كل ما قدمته المملكة لصالح بلاده.

 

وأشارت الصحيفة إلى التحالف الذي جمع واشنطن والرياض لسنوات طويلة، موضحة أنه ولد بالأساس من رحم الكراهية للاتحاد السوفيتي، وكذلك اعتماد أمريكا على النفط السعودي بصورة كبيرة، إلا أن انهيار الاتحاد السوفيتي، وظهور النفط الصخري في الولايات المتحدة ربما أدى إلى فتور العلاقة بصورة كبيرة في المرحلة الراهنة، خاصة منذ أن أقدمت واشنطن على قيادة الجهود الدولية للتوصل إلى الاتفاق النووي مع طهران.

 

وأضافت “نيويورك تايمز” أن الاتفاق النووي، والذي تم توقيعه بين طهران والقوى الدولية الكبرى في يوليو الماضي، ربما ساهم بصورة كبيرة في زيادة مخاوف المملكة من جراء زيادة النفوذ الشيعي لطهران على حسابها، الأمر الذي دفع السعودية لإشعال حروبا بالوكالة ضد المصالح الإيرانية، في سوريا واليمن والعراق، بحسب الصحيفة الأمريكية، في محاولة لوأد الاتفاق النووي، ودحض التقارب الأمريكي الإيراني.

 

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها بالقول إن أوباما بحواره مع “ذي أتلانتك” دفع خبايا الخلافات بين إدارته والحكومة السعودية إلى العلن للمرة الأولى، ولم يعد أمامه الكثير من الوقت لإصلاح الأمر، في ظل اقتراب نهاية فترته الرئاسية الثانية، وبالتالي فإن إعادة العلاقات بين واشنطن والرياض إلى مسارها يبقى مسئولية الإدارة الأمريكية الجديدة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.