الرئيسية » تقارير » فايننشال تايمز: ليس للأسد الان إلا إيران

فايننشال تايمز: ليس للأسد الان إلا إيران

 

ما يتفق حوله المراقبون هو أن نظام بشار الأسد سيواجه خيارات صعبة بعد بدء الانسحاب العسكري الروسي.

 

لكن الرحيل الروسي، الجزئي حتى الآن، يمكن أن يفهم على أنه إحباط بوتين من الأسد واعتراف بحدود النفوذ الذي يمكن أن تمارسه موسكو على النظام السوري الذي يتحدث عن خطوط حمر ويحلم باستعادة السيطرة على البلاد كاملةً أي العودة لوضع ما قبل انتفاضة عام 2011.

 

وفي هذا، يرى يزيد صايغ، الباحث البارز في معهد كارنيغي- بيروت، أن بوتين اكتشف “حدود النفوذ الروسي على نظام الأسد والذي يتحدث بشكل مفتوح عن السيادة والاستقلال منذ إعلان وقف العمليات القتالية في شهر فبراير”، مضيفا أن روسيا قريبة من الجيش السوري الذي تعرقل عمله شبكات النظام. وهو بهذه المثابة لا يحظى بنفوذ .

 

وأشار كل من “ديفيد غاردنر” و”إريكا سولومون” في تقرير لهما نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” إلى أن نظام الأسد وإن تحدث عن استعادة السيادة على البلاد، إلا أنه مدين ببقائه لكل من روسيا وإيران.

 

ففي كل الأزمات التي تعرض لها نظامه اعتمد على البلدين لحمايته ومنع انهيار حكمه. فقبل وصول الروس في خريف عام 2015 واجه الأسد أزمتين كادتا تطيح بنظامه، الأولى في صيف عام 2012 والثانية في صيف عام 2013 ونجا منهما بمساعدة وإنقاذ من الحرس الثوري الإيراني ووكلاء إيران في لبنان والعراق: حزب الله والميليشيات الشيعية.

 

وما أمَنت هذه التدخلات الخارجية إلا العاصمة دمشق ومناطق العلويين في شمال وغرب البلاد، أما بقية المناطق فهي مقسمة بين “تنظيم الدولة” وأكراد سوريا والجماعات السورية المعارضة، والتي وإن عانت الكثير من الضربات الروسية إلا أنها لا تزال تسيطر على مناطق في الشمال والجنوب شرقي دمشق.

 

ولا يزال جيش النظام ضعيفاً رغم الجهود التي بذلها الروس لإعادة تشكيله، فهو يعاني بشكل مزمن من نقص الجنود. وبات يعتمد على مجموعة قليلة من الوحدات الموالية للنظام وميليشيات بنتها إيران وحزب الله.

 

ويرى الكاتبان أن هناك إجماعاً على فكرة نفاد صبر بوتين من الأسد ورفض الأخير التغيير، واعتماده على الطيران الروسي والقوات الإيرانية على الأرض من أجل تحقيق النصر. فكما يقول معلق لبناني نقلا عنه، فطموح النظام كان تحقيق نصر في الشمال عبر حصار حلب والوصول إلى الحدود التركية.

 

وشعر الروس بالإحباط من طموح الجانب السوري استعادة السيطرة على كامل البلاد. ومن هنا، فهناك خلاف بين الروس والنظام حول ما يمكن تحقيقه من المحادثات في جنيف. فما زال الأسد يتعامل مع المحادثات من خلال فكرة تشكيل “حكومة وحدة وطنية” وليس “حكومة انتقالية”، كما تتحدث المعارضة. وعلى العموم، يرى الكاتبان أن الأسد في وضع أقوى مما كان عليه في الخريف.

 

ورغم الدعم الروسي الجوي، إلا أن النظام كافح من أجل السيطرة على مناطق. ولن تتغير حسابات النظام والحالة هذه في بلد تبلغ فيه نسبة المسلمين السنة 70%، حتى مع مستويات العنف الكارثية والتشرد والمعاناة التي عاشها السوريون. وفي محاولة من نظام دمشق الحصول على ضمانات من إيران فإنه أرسل فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية، إلى طهران.

 

ووفقا لدبلوماسي عربي مؤيد لروسيا، فتوقع النظام حصوله على دعم من إيران يمنعه من التغيير وتقديم تنازلات إلا عندما “يشعر بأنه على حافة الانهيار”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.