الرئيسية » الهدهد » رويترز: فشل حملة الجيش المصري في تجنيد قبائل سيناء لمحاربة داعش

رويترز: فشل حملة الجيش المصري في تجنيد قبائل سيناء لمحاربة داعش

نقلت وكالة “رويترزالعالمية عن مصادر أمنية وسكان من سيناء وشخصيات قبلية أن حملة الجيش المصري لتجنيد وتسليح مقاتلي القبائل لمواجهة “داعش” في سيناء قد فشلت.

 

وقد بدأ الجيش العمل بهذا البرنامج العام الماضي وصاحبته ضجة عارمة، وتعهد زعماء القبائل بتوفير مئات من المقاتلين. لكن، وفقا لمصادر أمنية، لم يتجاوز عدد المجندين في الميدان أكثر من 35 مقاتلا. وقد أعاق هذا المخطط تردد الجيش في تقديم أسلحة إلى المقاتلين المحليين وكذا الهجمات التي يشنها مقاتلو ولاية سيناء.

 

وقال التقرير إن هذا الفشل يشكل ضربة قوية للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتشددين، الذين يعتبرهم تهديدا وجوديا لمصر. وقد مكنَت حركة التمرد في سيناء “تنظيم الدولة” من إشعال رابع جبهة له في الشرق الأوسط بعد العراق وسوريا وجيوب من ليبيا.

 

وفي يناير الماضي، كتبت “تنظيم الدولة” في مجلته الأسبوعية “النبأ”، التي تغطي أخبار فروعه، أن ولاية سيناء قتلت 1400 شخصا من أفراد الجيش والشرطة وكذلك المتعاونين ومقاتلي القبائل خلال 15 شهرا الماضية.

 

وكان الجيش يأمل في خطته التي بدأت في ابريل من العام الماضي في أن يحقق تفوقا وتقدما في منطقة واسعة، تمتد من قناة السويس شرقا إلى قطاع غزة والأراضي المحتلة في فلسطين، حيث كان يريد أن يعمل كفريق واحد مع زعماء القبائل والمقاتلين المحليين الذين يعرفون التضاريس.

 

وقد وعد المقاتلون المحليون توفير 300 من الرجال الذين يمكنهم توفير معلومات والمساعدة في إغلاق الطرق المستخدمة في تهريب السلاح من الدول المجاورة، وكان من المقرر أن ينتظم هؤلاء المقاتلون فيما يسميه الجيش ب”اللجان الشعبية”.

 

لكنَ باحثا في مكافحة الإرهاب، يراقب عن كثب التطورات الميدانية في سيناء، ورفض الكشف عن اسمه بسبب التهديد، قال إن هذه الإستراتيجية تتخبط، معلقا: “هذه الميليشيات هي لعب أطفال. إنها مبادرة فاشلة…”.

 

وبالنظر إلى تاريخ التوتر بين البدو والجيش، فإن مخططا كهذا لن يكون سهل التنفيذ، وفقا لما أورده تقرير وكالة “رويترز”.

 

ويقول زعماء القبائل إن البعض في الحكومة المصرية ينظر إلى بدو سيناء كما لو أنهم طابور خامس، في حين يشعر رجال قبائل منذ فترة بإهمال من قبل السلطة المركزية. وفي البداية، أظهر بعض كبار المسؤولين، قلقهم إزاء تسليم الأسلحة إلى المقاتلين المحليين.

 

وكشف ضابط الشرطة المتمركزة في شمال سيناء أن المقاتلين القبليين لا يتلقون أي تدريبات قتالية رسمية، ولكن تُوجه لهم نصائح من قبل الجيش والشرطة.

 

كما إن بعض زعماء القبائل مترددون في تسليح رجالهم. وقال أحد وجوه القبائل البارزين، الذي كان سابقا في طليعة الحملة العسكرية، إن تسليح المقاتلين القبليين يمكن أن يسبب في اقتتال داخلي.

 

“مساعدة الجيش؟ نعم. ولكن حمل السلاح، لا. نحن لا نشكل ميليشيات”، كما قال أحد رجال القبائل المطاردين من مقاتلي ولاية سيناء وقد هرب بعيدا عن شمال سيناء بؤرة التمرد، بعد أن هاجم مسلحون بيته.

 

ولكن السبب الرئيس فيما واجهه الجيش من صعوبات في تجنيد المزيد من مقاتلي القبائل، وفقا للتقرير، كان العقاب القاسي الذي واجهه من انضموا لصفوف المقاتلين عندما وقعوا في أيدي مسلحي ولاية سيناء.

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.