الرئيسية » تحرر الكلام » خيانة العهد والوطن (٢)

خيانة العهد والوطن (٢)

تعمد على ان ارصد فى المقال جرائم الخونة السياسية الذين خانوا العهد والوطن وكانت لخيانتهم اكبر الاثر فى تغير مجرى الاحداث وتغير خرائط الدول والبلدان فاللخيانة اشكال متعددة ولكن الخيانة السياسية من اكبرالنكبات على الامم لمالها من تاثير بالغ واضرار جسيمة والاف الضحايا

الخائن الثانى (خاير بك نائب حلب)

نائب السلطان الاشرف قنصوة الغورى على حلب وقائدالجبهة اليسرى فى جيش المماليك فكان موضع ثقة قنصوة الغورى وتدرج الى اعلى المناصب الى ان جعلة السلطان الغورى نائبة على حلب

لعب دورا موثرا فى زوال دولة المماليك وسقوط دولتهم وانتهاء ملكهم فى معركة مرج دابق 1516كان مواليا للسلطان العثمانى سليم الاول وموالسا على السلطان الغورى فى الباطن عمل على اثارة الفتن بين المماليك

وبان المماليك الجلبان لهم مكانة سامية فى نفس السلطان دون غيرهم ويغدق عليهم بالاموال والقماش . وكان يفعل نفس الشئ مع المماليك القرانصة وعمل على نشر الاكاذيب والاخبار المضللة بين الجند وتفعيل الانشقاقات لاضعاف الهمة واسقاط العزيمة وكان دورة الاكبرفى الخيانة الذى لا يعفرة التاريخ انسحابة من ميدان القتال اثناء معركة مرج دابق فانكشفت الجبهة اليسرى للجيش المصرى مما تسبب فى انكسارالجيش بعد ماكان منتصرا فى اول الامر .

ويخبرنا ابن الياس فى كتابة بدائع الزهور عن الاحداث المؤثرة فى المعركة الفاصلة مرج دابق فيقول . قاتل المماليك قتالا شديدا وكانت لهم الغلبة فهزموا عسكر ابن عثمان وكسروهم كسرة مهولة واخذوا منهم سبعة صناجق واخدوا المكاحل التى على عجل ورماةالبندق فهم ابن عثمان على الهروب او طلب الامان وقد قتل من عسكرة فوق عشرة الاف وكانت النصرة لعسكر مصر اولا وفى هذة الاحداث جاء دور الخائن خاير بك باثارة الفتنة بين العسكر وبلغ المماليك القرانصة ان السلطان قال المماليك الجلبان لا تقاتلوا شئ وخلوا المماليك القرانصة تقاتل وحدهم فلما بلغهم ذلك ثنوا عزمهم عن القتال واثناء القتال هرب خاير بك فكسر الميسرة وكان اول من هرب هو قبل العسكر قاطبة ونفذ القضاء والقدر .

فلما ملك السلطان سليم الامور العثمانى الامور وزمام الدولة صار خائر بك من جملة امرائة ولبس زى التراكمة العمامة المدورة والدلامة وقصص دقنة وسماة ابن عثمان خاين بك كون انة خان سلطانة واطاع ابن عثمان فسماة كذلك وكان منة على حذر لما بدر منة .

الخائن الثالث(محمد ابو الدهب )

احد المماليك المشهود لهم بالكفاءة العسكرية والقدرة على التخطيط وادارة المعارك وقائد قوات على بك الكبير الذى اراد الاستقلال بمصر وانفصالها عن الدولة العثمانية قاد محمد ابو الدهب الجيش المصرى وزحف الجيش المصرىمتجها الى الشام لمحاربة الدولة العثمانية فى الشام وتوسيع النفوذ و السيطرة المصرية وحقق الجيش المصرى انتصارات متتالية على العثمانين فى الشام وسقطت المدن الخاضعة للحكم العثمانى المدينة تلو الاخرى وكاد الجيش المصرىيصل الى الاستانة عاصمة الدولة العثمانية فما كان من العثمانين الا التفاوض مع محمد ابو الدهب قائد الجيش المصرى واغواءه بالانفراد بحكم مصر وبعض المدن فى الشام تحث النفوذ والحكم العثمانى واستجاب محمد ابو الدهب سريعا لاغواءهم لعدم ولائة لقائدة على بك الكبير واستجاب لطلبهم وانقلب على سيدة ورئيسة على بك الكبير وقاد حملة عسكرية مضادة وعكسية واسقط لواء على بك الكبير من المدن التى تم فتحها مسبقا وعمل على تثبيت الحكم العثمانى واسترضاء السلطان العثمانى واردت لمقاتلة على بك الكبير وهزمة وانفرد بحكم مصر تحت حكم العثمانين .

الخائن الرابع ( يعقوب يحنا القبطى )

المعلم يعقوب كما كان ينادوة المصريون حليف الفرنسين عمل فى بداية حياتة بخدمة سليمان اغا رئيس الانكسارية واستطاع جمع ثروة ضخمة خلال ادارتة لاملاك رئيس الانكشارية وعندما جاءت الحملة الفرنسية لغزو مصر 1798بقيادة نابليون بونابرت عرض خدماتة على الفرنسين وباع نفسة لهم وقبل الارض تحت اقدامقادتهم وتجاهل عروبتة ووطنة ليكون سوطا بين يدى الجلاد على ابناء وطنة فكان اداة فى ايدى الفرنسين لقهر المصرين ولم يسلم من اذاة وشرة مصرى فتعاون مع الفرنسين وساعدهم بكل الطرق على تثبيت حكمهم وادارتهم لمصر لما كان يتمع من خبرة فى ادارةالاملاك ومعرفة بكل نواحى الاقليم المصرى وحث واجة الفرنسين مقاومة عنيفة من المصرين ولم يكن لمصر نظام ادارى ومالى يديرالبلاد ولذلك عمل الفرنسين على تنظيم الموارد المالية والادارية للدولة واستعان نابليون ببيانات وتسجيل الايرادات والمصروفات للبلاد لتسهيل جلب الضرائب منالشعب فتم الاستعانة بالمعلم يعقوب كاحد الجباة للاموال ولولائة التام للفرنسين واستعان يعقوب باعوانة من المسحين للعمل معة وجلب الاموال والضرائب من الفلاحين والتجار . واستعان بشباب من الاقباط لدعم الحملة والفرنسين وتسليحهم وتدريبهم على استخدام السلاح.

ونشير هنا برسالة كتبها الجنرال فرانسوا مينوا الى بونابرت يقول فيها ( اننى وجدت رجلا ذو دراية ومعرفة واسعة اسمة المعلم يعقوب وهو الذى يؤدى لنا خدمات باهرة لمساعدتنا وتعزيز قوة الجيش الفرنسى بجنود اضافية من القبط )

ويقول شيخنا الجبرتى عن يعقوب القبطى (اما يعقوب فانة كرنك فى دارة بالدرب الواسع جهة الرويعى واستعد استعداد كبيرا بالسلاح والعسكر المحاربين وتحصن بقلعتة التى شيدها بعد الواقعة الاولى فكانمعظم حرب حسن بك الجداوى معة )حسن بك الجداوى هوبطل المقاومة الشعبية الذى قاد حركة المقاومة الشعبية ضد الفرنسين فى اكثر الميادين قتالا وراى الناس من حسن بك الجداوى و من اقدامة وشجاعتة وصبرةعلى مجالدة الفرنسين ليلا ونهارا ما ينبئ عن فضيلة نفس وقوة قلب وسموا همة وقل ان وقع حرب فى جهة من الجهات الا وهو مدير رحاها وقائدها

تعمد يعقوب سلب اموال المصرين واستخدم هو واعوانة اعنف الوسائل وابشع الطرق اللاانسانية لجلب الاموال للفرنسين من المصرين لاكتساب رضى الفرنسين لتاكيد مدى ولائة لهم .

وقام بقيادة حملة عسكرية للقضاء على حركة المقاومة للفرنسين فى الصعيد ولاخضاع الصعيد الكامل للفرنسين واستطاع ان يهزم المماليك فى معركة القوصية ولمدى ولائة التام وتعاونة مع الفرنسين انعموا علية بلقب جنرال وساهم فى القضاء على ثورة القاهرة وقام بامداد الفرنسين بالسلع الرئيسة من الغلال وحمل على التجار والفلاحين مالايطقون من اموال ونهب اموالهم وممتلكاتهم واعوان يعقوب اشد قبحامن الفرنسين فى معاملاتهم مع المصرين فكانوا عونا للمحتلين ضد ابناء بلادهم وعندما توفى على ظهراحد سفن الحملة الفرنسية العائدة الى فرنسا بالعساكر الفرنسين بعد فشل الحملة الفرنسية على مصر بعد اصابتة بالحمى القوا الفرنسين بجثتة فى البحر وتجاهلوا وصيتة التى كتبها الى القادة الفرنسين بان يوصى على ارض فرنسا بجوار صديقة الجنرال ديسية .نكمل القال القادم

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.