الرئيسية » تقارير » آخر نكتة في سوريا.. قرار حكومي جوي تحت سماء تزدحم بمقاتلات متعددة الجنسيات

آخر نكتة في سوريا.. قرار حكومي جوي تحت سماء تزدحم بمقاتلات متعددة الجنسيات

“خاص- وطن”- حمزة هنداوي-  رغم ما تشهده سوريا من حرب أشبه بالعالمية لكثرة الأطراف المتشابكة والمشاركة بها، لم يتوقف النظام عن حالة الإنكار لما يحدث، معلنا الانفصال التام عن الواقع بعد نحو 5 سنوات على اندلاع الحراك الثوري في البلاد مارس/2011.

 

ولم يتوقف إعلامه عن الترويج لأكاذيب عصية على التصديق والإقناع لتحقيق شعارات نظرية طالما رددها من قبيل “خلصت”، والتاء ضمير يعود إلى “الأزمة”، و”سوريا بخير”، في حين كان “الأسد أو نحرق البلد” الشعار الحقيقي الذي يعمل بموجبه النظام وحلفاؤه.

 

الصورة مثالية أو شبه مثالية، ووصف “أزمة” نال القبول بعد تنازلات “مؤلمة” لإعلام درج على قلب الحقائق، فقتل السوريين مرات ومرات بعد أن فعل عناصر جيش وميليشيات يستميت ذلك الإعلام في تلميع صورتهم وغسل جرائمهم ولو استحموا بنهر من دماء، حسب ما يتحدث معارضون.

 

“سوريا بخير” والجو ربيع والطقس بديع والعصافير تزقزق والسماء صافية، كما شاشات وصفحات إعلام النظام! بينما، لا صوت يعلو على صوت أنين الثكالى والأرامل والأيتام ثم المهجرين داخل البلاد وخارجها، كما يصف ناشطون.

 

طالما أن التلفزيون الرسمي يبث من مقره في ساحة الأمويين، الذين تعرضوا لهجوم بشار ذات خطاب “تاريخي ديني”، وطالما أن هذا الأخير قابع في قصر المهاجرين، فـ”سوريا بخير” والأمور تسير على ما يرام، وكل فترة مراسيم رئاسية جديدة، منها ما يخدم من يدافع عن البلد وليس أبناء البلد حسب “النظرية الأسدية” الأخيرة (البلد لمن يدافع عنها)، وكل يوم قرار حكومي وقانون وتعميم وكأن السوريين لم يفقدوا نحو مليون بين قتيل ومعتقل ومغيب قصرا، ولم يُهجر منهم أكثر من نصفهم ليبقى “مختار المهاجرين” قابعا في قصره، كما كرر معارضون وناشطون.

 

وآخر “صرعات” الإنكار ما تفتقت عنه مخيلة حكومة “وائل الحلقي” الذي تحداه ناشطون بأن يستطيع زيارة مسقط رأسه في ريف درعا “مهد الثورة السورية”، وتجسدت (آخر الصرعات) بإصدار تعميم يعلن فيه التوقف عن قبول طلبات ترخيص شركات النقل الجوي الخاصة ريثما يتم الانتهاء من صياغة مشروع تحرير النقل الجوي، الأمر الذي يوحي أن الشركات مازالت تتقاطر من أجل العمل في أجواء بلد تعج بالطائرات متعددة الجنسيات، في ازدحام عز نظيره تحت أي سماء، ما حدا بقادة الدول التي تتبع لها إلى التنسيق الجوي المسبق تجنبا لأي تصادم، أثناء طلعاتها التي تتذرع بالحرب ضد “داعش”.

 

وينص التعميم على التوقف عن البت بوضع طلبات الشركات التي تقدمت للترخيص (وعددها 13 حسب الحكومة)، “ريثما يصدر مرسوم أو قانون تحرير النقل الجوي”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.