ثمن إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد الخطوة التي قامت المملكة العربية السعودية من إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واصفا إياها بأنها عاصفة حزم جديدة.
وقال خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس إن التحالف العسكري الإسلامي عاصفة الحزم من نوع آخر، فبعد التحالف النموذج الناجح يأتي تحالف كبير مبارك، تحالف يجسد المبادرة الأولى من نوعها في التاريخ الحديث التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير من الدول الإسلامية تحالف إسلامي مبارك ينقل الدول الإسلامية من ردة الفعل إلى صناعة الفعل والمبادرة به ، والاستباق لما يستدعي الاستباق،حزم ،وأمل ،وانعتاق من التبعية، تحالف يعزز اللحمة الإسلامية، ويفضح القوى الانتهازية والشريرة التي تريد النيل من المصلحة الإسلامية العليا من أجل مصالحها الضيقة تحالف يحسم – بإذن الله – العبث بالمنطقة وبديار الإسلام تحالف من أجل عزة هذا الدين ، وكرامة الأمة ، والعيش الكريم ، والاستقرار ، والنهوض والتنمية مما يجسد قدرة أهل الإسلام وعزيمتهم فيحل المشكلات بمفهومهم الإسلامي الصحيح ، والدفاع عن دينهم وديارهم بأنفسهم.
وأكد الشيخ بن حميد أن هذا التحالف المبارك الذي يتطلع إليه كل مسلم، ويعيش في وجدانه، وهو يرى أمته بقادتها وساستها وقد صارت أمة واحدة، وهدفها واحداً، رسمت جادتها، وثبتت خطاها به يظهر الوجه الصحيح القوي للإسلام – بإذن الله – وتظهر الأمة المسلمة التي تنشد العيش بسلام ووئام مع نفسها ومع الآخرين تحالف مبارك يسير نحو الوحدة الإسلامية المنشودة مع احترام للاختلاف المذهبي السائغ ، وعدم التدخل في شؤون الدول ، والبعد عن إثارة الفتن والنعرات تجمع نبيل غايته جمع الكلمة ، والعيش الكريم ، وبسط الأمن ، ومحاصرة الإرهابيين والمتطرفين غلاة وجفاة ، واحترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية ، في توحيد لصفوف الأمة أمام الخطر المحدق بها وبمصالحها.
وأفاد إمام الحرم المكي أن هذا التحالف يؤكد موقف الدول الإسلامية الموحد في تجريم الإرهاب ومحاربته ومحاصرته وتجفيف منابعه ومصادره مما يؤكد أن الإرهابيين وعملياتهم الإرهابية لا علاقة لها بدين الإسلام بل إن داعش وهي أم الإرهاب وأحدث صوره ليست دولة وليست إسلامية ، بل هي مجموعة عصابات تجمعت من آفاق شتى يقف وراءها من يمولها ويسلحها ويدعمها لافتاً الانتباه إلى أن هذا الإرهاب وإن وجد فيه من ينتمي لأهل السنة فإنه ليس مقصوراً عليهم ، بل هناك أكثر من ثلاثين منظمة إرهابية من المذاهب والطوائف الأخرى ، كلها تقتل على الهوية ، وتسهم في تشريد الشعوب ، وتمزيق الدول وتشتت الأسر ، وتخدم الفوضى الخلاقة مشيراً إلى أن هذا التحالف هو الذي سوف يحمي – بإذن الله – من شرور هذه الجماعات والمنظمات الإرهابية ، أيا كان مذهبها وانتماؤها أو تسميتها ، والتي تعيث في الأرض فساداً ، وفي الأمة تمزيقا ، وفي الإسلام تشويها كما يكشف هذا التحالف حقيقة من يدعمون الإرهاب ويساندونه ويغذونه فكريا وسياسيا ومالياً داعياً الله عز وجل أن يبارك في الجهود ، ويسدد الخطى ، ويجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى والسنة.
كفا عن التطبيل والتدمير لخونة التاريخ