الرئيسية » تقارير » إنهم يحرقون “قلب العالم”…تحالفات على كل المستويات تعمل تحت شعار “الأسد أو نحرق البلد”

إنهم يحرقون “قلب العالم”…تحالفات على كل المستويات تعمل تحت شعار “الأسد أو نحرق البلد”

وطن حمزة هنداوي- ما كان الكثير من السوريين يظنون أن ما تلقوه في مراحل تعليمهم الأولى عن أهمية الموقع الجغرافي لبلادهم حقيقة، ولم يخطر ببالهم أن تحتوي خطابات مسؤوليهم في المناسبات القومية والوطنية -وما أكثرها- جزئية صدق تتمثل بأن البلد التي حكمها آل الأسد لأربعة عقود ونصف تمثل “قلب العالم” وصلة الوصل بين الشرق والغرب.

ومن ينسى من السوريين لقاء الأسد مع إحدى الصحف الأجنبية، بعد اجتياح الربيع العربي تونس ومصر، حين أنذر بمواجهة “أفغانستانات” وليس أفغانستان في حال اقترب أحد من عرشه، ردا على سؤال الصحفي عن احتمال حدوث ثورة في سورية.

وحدثت الثورة السورية لتنطلق عمليات حرق “قلب العالم” بأيدٍ محلية وإقليمية ودولية تحت شعار “الأسد أو نحرق البلد”.

*الأسد أشعلها

وحقق الأسد قصب السبق في تلك العمليات مستنفرا جيشه لمواجهة المظاهرات السلمية، قبل أن يجبر المتظاهرين على حمل السلاح، لتنحو الثورة منحى آخر دفع إلى تسريع حركة انشقاق ضباط وأفراد جيش النظام، الأمر الذي عوّضه النظام باستدعاء تحالف ميليشيات محلية وعربية إقليمية على أساس طائفي مكشوف، مثل “الدفاع الوطني” سوريا و”حزب الله” لبنان و”عصائب أهل الحق”، و”أبو الفضل العباس” العراق ثم “فاطميون” أفغانستان و”زينبيون” باكستان، فضلا عن قوات إيران الداعم والممول الرئيسي لتلك الميليشيات.

طرح إسرائيلي: تقسيم سوريا إلى دويلات تقوم على أساس المكونات العرقية والمذهبية

على الضفة الأخرى تدفقت عناصر تحالف مضاد لمواجهة داعمي النظام من عدة دول أيضا، فتشكلت تنظيمات جهادية على رأسها “داعش” و”النصرة” فرع القاعدة في بلاد الشام المصنفين على قائمة الإرهاب العالمية، علما أن أيا من الميليشيات المدافعة عن الأسد غير مصنف على اللوائح الدولية للإرهاب.

وفي آخر التحالفات على الأرض أعلنت مجموعات سورية عربية وكردية ومن السريان، توحيد جهودها العسكرية داعش، تحت تحالف جديد باسم “قوات سوريا الديمقراطية” والذي يضم كلا من (جيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة)، بالإضافة إلى (المجلس العسكري السرياني، المسيحي، ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة).

ولم تخلُ تصرفات وأساليب التحالف المذكور من ممارسة الانتهاكات بحق سكان بعض البلدات العربية، بذريعة الارتباط أو التعامل مع داعش، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية وروايات سكان محليين.

وتوسعت دوائر التحالفات لتنتقل من مرحلتها الأرضية إلى السماوية، حيث تم الإعلان عن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، يضم أكثر من 20 دولة، ويهدف لمحاربة “داعش” ووقف تقدمه في سوريا والعراق. وانطلقت الغارات الأميركية يوم 7 أغسطس/ 2014.

وبعد أقل من عام التحقت روسيا المنافس التقليدي للولايات المتحدة لتعلن بدء عملياتها الجوية في 30 سبتمبر الماضي، في تدخل بدا أنه تغطية جوية لتحالف الأسد وحلفائه على الأرض، خاصة وأن 90% من هجماته لم تستهدف داعش، وإنما فصائل كانت تحارب النظام والتنظيم.

وكشف تقرير حقوقي أن القوات الروسية قتلت 583 شخصا في سوريا بينهم 570 مدنيا، منهم 152 طفلا و60 سيدة، بينما وصل عدد المسلحين الذين قتلهم الروس 13، وذلك منذ تدخلهم.

وآخر التحالفات الدولية ما أعلن عنه ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي “محمد بن سلمان”، والحديث هنا عن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، بمشاركة 34 دولة نصفها عربية ومثلها إسلامية، ما يؤشر إلى سعي “أشقاء” محسوبين على الثورة السورية إلى حصاد مكاسب تعزز مواقعهم على كراس حالية أو مستقبلية.

وضمن هذا السياق رأت “وطن” في تقرير سابق لها “تسلسل الأحداث وتعاقبها السريع ودور الرياض فيها، “ومحمد بن سلمان” بالذات، يوضح بلا شك ترابط كل من هدنة اليمن بإعلان التحالف الإسلامي بموضوع الدعم السعودي للسيسي، الذي يصب كله في النهاية في خانة تقوية ابن سلمان وتعزيز موقعه كخليفة قوي لوالده”.

وأضافت “وطن” بأن “محمد بن سلمان الذي أعلن عن تأسيس التحالف الإسلامي، هو الذي أعلن بنفسه مساء الثلاثاء عن حزمة الدعم السعودي للسيسي، وهو الذي أطلق من قبل “عاصفة الحزم” التي تحولت سريعا إلى “إعادة الأمل”، دون أن تنجح كلتا العمليتان على تباعد اسميهما في تحقيق أهداف الرياض كاملة، ما يعني أن محمد بن سلمان ومن قبله والده أخفقا إلى حد ما في تقديم ولي ولي العهد ووزير الدفاع الشاب بوصفه شخصية قيادية خارقة تستحق تولي دفة الحكم في السعودية، لتنتقل بها من جيل الأبناء –أبناء عبدالعزيز- إلى جيل الأحفاد، حيث سلمان هو آخر ملك من أبناء الملك المؤسس”.

ولا يستبعد محللون سوريون أن يتجاوز التحالف الأخير الاقتصار على سلاح الجو، ليشن عملية برية في سوريا، خاصة وأن وزير الخارجية السعودي “عادل جبير” صرح مؤخرا من باريس حول مناقشات تجريها دول الخليج لإرسال قوات خاصة إلى سوريا.

وفي خلفية كارثية للتقرير نذكر بأن تلك التحالفات أسفرت عن مقتل نحو 300 ألف سوري، وهو الرقم الذي توقف عنده العد الدولي للضحايا، إضافة إلى مثل هذا العدد من المعتقلين، وأكثر منه من المصابين والمعوقين، فضلا عن تهجير أكثر من نصف سكان البلاد البالغ نحو 22 مليونا.

أخيراً .. هكذا سترد السعودية على “التدخل الروسي” في سوريا

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.