يحتفل الأميركيون الخميس بالـ Thanksgiving أو عيد الشكر، من خلال لقاء أفراد العائلة على مائدة عامرة بالمأكولات: الديك الرومي وأطباق القرع المعسل وأنواع من الحلوى والمقبلات، تحضر خصيصا لهذه المناسبة.
تاريخ عيد الشكر
يعود تاريخ الاحتفال بعيد الشكر إلى أوائل القرن 17 عندما بدأت هجرة الأوروبيين إلى القارة الأميركية هربا من اضطهاد الكنيسة الإنكليزية لهم. وتقول مراجع تاريخية إن عددا كبيرا من المهاجرين البريطانيين هربوا في قارب خشبي إسمه “مايفلاور”، وكانت رحلة طويلة وشاقة مات فيها الكثير منهم بسبب التعب والجوع والمرض.
وصلت الرحلة في النهاية إلى الشاطئ الشرقي لولاية ماساشوستس وكان ذلك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1621، غير أن وصولهم تزامن مع دخول فصل الشتاء الذي يتميز بالبرد القارس والأمطار الغزيرة، علاوة على الثلوج التي أهلكت معظمهم بسبب جهلهم طرق الصيد والزراعة، وقد تم إنقاذهم على يد اثنين من الهنود الحمر هما “ساموسيت” و”سكوانتو” اللذان شرعا في تعليم المهاجرين الجدد صيد الطيور والحيوانات والأسماك وزراعة الذرة.
وبعد فترة قرر المهاجرون الذين تحولوا إلى مواطنين أميركيين بعدما استوطنوا العالم الجديد، الاحتفال بالنعمة التي منّ بها الله عليهم في بلادهم الجديدة، ووجهوا الدعوة إلى الهنديّين والقبائل التي ينتميان إليها للاحتفال بما أسموه حينذاك عيد الشكر، وتناولوا معا الديك الرومي في مأدبة مهيبة استغرقت الليل كله، تبادلوا خلالها الأنخاب مع السكان الأصليين من الهنود.
وهكذا تحول عيد الشكر إلى مناسبة سنوية للاحتفال بالنعم التي يتمتع بها الأميركيون، ويُعتبر هذا العيد عطلة رسمية في أميركا، يحتفل به سائر الأميركيين بمختلف طوائفهم وأعراقهم لأنه عيد عام لا يختص بدين أو عرق أو طائفة، يُحتفل به داخل البيوت حيث يجتمع خلاله أفراد العائلة على مائدة مليئة بما لذ وطاب من الأطباق.
عفو رئاسي عن ديك رومي!!
وهناك تقليد طريف يتبعه البيت الأبيض منذ 1989 يتمثل في قيام الرئيس الأميركي بـ”العفو” عن ديك رومي “رئاسي” ليلة عيد الشكر، يعتقه من الذبح أمام حشد كبير من الصحفيين والمصورين الذين يلتقطون صورة الديك الرومي الذي يبدو “سعيدا” بنجاته. وقد قام الرئيس باراك أوباما بالعفو عن ديكين روميين هذه السنة عوضا عن واحد.
الجمعة السوداء
يستهلك الأميركيون في عيدي الشكر أكثر من 11 مليون ديك رومي وآلاف الأطنان من اللحوم الحمراء ومختلف أنواع الجبن والمخللات، ثم يستيقظون باكرا في اليوم الموالي للوقوف أمام المحلات التجارية الكبرى من أجل الاستفادة من التخفيضات الكبيرة التي تعلنها تلك المحلات بمناسبة “الجمعة السوداء” التي تعد أشهر مناسبة للتسوق في أميركا طوال العام.
ويخرج الآلاف من الناس للوقوف في صفوف طويلة منذ الساعة الرابعة صباحا طمعا في الحصول على جهاز كمبيوتر محمول مقابل 250 دولارا أو كاميرا تصوير رقمية مقابل 100 دولار، فيما تحرص محلات الأزياء على عرض تخفيضات قد تصل إلى 70 في المئة.
وتضطر كثير من النساء والفتيات المراهقات إلى الوقوف في الصف منذ الثالثة فجرا للحصول على فستان سهرة أنيق مقابل 100 دولار أو معطف دافئ مقابل 90 دولارا.
وتحرص شبكات التلفزيون المحلية على إيفاد مراسليها لتغطية “حـُمّى” الشراء التي تصيب الأميركيين في ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم، وكثيرا ما تعرض تلك الشبكات بعض المواقف الطريفة التي يتعرض لها المتسوقون المتخمون مثلما حصل السنة الماضية عندما تسبب إصرار سيدة أميركية على الوقوف في صف طويل للحصول على أجهزة كهربائية رخيصة، في ضبطها لزوجها العزيز واقفا مع عشيقته في الصف لإهدائها فستان سهرة من النوع الممتاز، بعدما قال لزوجته إنه مضطر للسفر في مهمة خارج الولاية بذريعة العمل.
معلومتان لم تذكر!! ١- تسمى الجمعه السوداء؛ لأن الأرباح تكون عادة عاليه جدآ من مبيعات هذا اليوم مقارنة باللون الأحمر الذي يمثل الخساره. ٢- تعتبر الجمعه السوداء أول أيام موسم أعياد الميلاد و ما يصاحبها من أحتفالات و مشتروات.