الرئيسية » تحرر الكلام » من فتح نافذة الهجرة الى بوابات الجحيم؟

من فتح نافذة الهجرة الى بوابات الجحيم؟

لا تلمني يا عزيزي أن قلت أن للسؤال الف باب بحث و الف سؤال.

نحن أوطان اكتفت عند الولادة بشهادات الميلاد,و هللنا وكبرنا لانتصارات الأعداء علينا وما زلنا نبتهج فارحين,دون ان نسأل ما هي الأسباب و من هم المسببين,و رسمنا للزيف صور و حدود لا نهاية لها,ما كان لنا فيها رؤيا لنهايات المطافات إلا الطلول الباليات,و قد صقلنا من خرافات الماضي مرآة للأجيال ترى بعين واحدة حجوب معايبنا,و قد استحكمت بها عاهة عمى الالوان, أصعب للرؤيا من منال  خيالات سرابات المحال في عالم ما قبل حضارات المهاد.

مصيبتنا اليوم,ان التدين و التعبد و التقوى فرض كتب على الفقراء,و جواني الأوطان تبددها الاقوياء,و الاغنياء تنعم بغنائم الغنى و الكبرياء.

ليست الأمم اديم أرض في صحار ميتة, إحالتها رياح الاحقاب الى بطاح رمال جاريات تبتلع الديار و الواحات النخلاء,أو حدود جبال راسيات,روابيها حلل جلال سندس,و سفوحها نضرة كستها ازاهر ورود الجمال,ولا سهول أو شواطيء ساحرات لبحار باهرات.

كيف يجري فيض النيل بماء الكوثر متمايلا بين تروع بساتينها و كرومها المثقلات, و الفقير لا يجد كوز ماء يروي به ظمأ الاطفال,أو رغيف شعير يشبع خواء بطون الاجيال.

انظر ايها الكريم للأجيال كيف استسلمت  بسلام لمشيئة الأقدار,و اعتادت العيش بين قبور كلساء في مقابر الأحياء.

ليست الأوطان ساحات معارك و حروب عنتريات لمجرد التضحيات بالأحباء و الأبناء,أو مواكب مليونية تكتظ بحشود التعساء,شبه بحيرات تطوف بالدموع و التنهدات خلف محامل نعوش الشهداء.

رويدا يا اخي,في بلاد الشام,من بردى للزوراء تعرجت غضاضة شطوط انهار الدجالي باسمة لفراتها المنساب بنعيم خير وافر الدنيا المعطاء,فما بالنا نغرق بالجهالة ثم نفر من جحيم البطش و الظلم لنقع في لهب جحيم النكباء.

نعم, كان لنا صبيحة انوارها مصابيح علم لأجيال ارتقت بالمحبة و الأخوة و الألفة و السناء,و امتلكت الاجداد عهد أمجاد الاندلسية و عز غرناطة و القصور الشامخات.

و ها نحن نتسكع على مفارق شوارع الفقر و ازقة النفي,رعبا ننام,نتلحف غطاء الشك فاتحين الاجفان نلثم جراح العقود,نغفو تحت إدراج اليأس هربا من غدر شفار سيوف حادة بالحقد بين أكداس حجارة ردم,و بقايا نفايات تراث قديم و اطلال حضارات غشتها العقود و غمرتها تفاهة الاجداد,و سهام عسائس اغراب تتعقب خطى نساءنا و تتربص براءة أطفالنا تحت جفن عبسة عمى مقل ليالينا العتماء.

  انظر بيروت هضابها و بساتينها و دمشق و خصيبها,لو انها لبست انيق رونق الحلى,و بغداد الرشيد الم تكن بالماضي ابهى و اجملا؟

اليمن و السودان و عمان و جزائر خليج العرب أما كانت للعروبة انضر و اسلما.

فما بالنا لو نظرنا للمكرمة بما حاق بها باحداق الحكمة و الهدى,و تقوى الف ربيع مزهر بالإيمان يحرسها,هل من بين اصابع الدهر نتركها تذهب سبا؟ و امام ارمش احداق الحساد من قديم الازمان نتركها لمكائد ريح الفرس تضيع هبة؟! فلما نحن نتقلب بدماءنا القانية كالقار,و أهل الرياض من جبيل وتبوك للاحساء اسما و احسنا.

منا من ترك أهل العروبة سابحة تطفو بالجهالة و الضلالة و برك الدماء! و حكام كجباة الارواح,ازلامها لم تترك لكرامة الأجيال كسرات خبز يابسة تأكلها,لكن دفعت بها على مسالك النزح و الاحزان,لتموت على شواطيء بحور الردى  بمراكب و افلاك و أطفالها غرقى تحت طيات الدجى.

كيف استولى ابالسة العصر على حضارة بلادي؟و جبلوا عرق جباه الأحرار بغبار  التعسف و الظلم و العار,و وسموا بالفقر و الجوع و الحرمان كرامة الانسان.

لما لا نهاجر نازحين و باب التوبة اقفلت علينا بالتعسف و الظلم و رمتنا الاقدار ضحية بين نيوب الارهاب و نواجذ الجبن و براثن الطائفية و الطغيان؟

كيف تحولت أنظار الأجيال عن جنات بلادي؟ لجحيم دنيا الإحباط و التخازل و الارهاق,و قطع الأرزاق و حز الاعناق؟

كيف لا تثور شعوب بلادي على نفسها و على الظلم و التعسف و احكام الظلام؟ وهي ترى الفقر مع الليقظة على صدقة جفاف خبز الكفاف,تواكب الموت الزهاق اشتياقا للقاء وعود ورثتها من احقاب باليات خاليات إلا من العيب و الحيف تلحد مصائرها ترنحا  بنعوش النزح و اللامبالاة محمولة على الاكتاف!

فيا رفيق الدرب كل هذا ما هو إلا و أحد من الأسباب!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.