الرئيسية » تقارير » بفضل “ماما ميركيل”.. لبنانيون يتحولون إلى سوريين وينشدون “أنا سوري آه يا نيالي”

بفضل “ماما ميركيل”.. لبنانيون يتحولون إلى سوريين وينشدون “أنا سوري آه يا نيالي”

حمزة الهنداوي -وطن -خاص

لا حديث في الشارع الطرابلسي بشمال لبنان ينافس سيرة هجرة الشبان اللبنانيين، كما السوريين، إلى أوروبا.

عشرات الشبان يوميا، بعضهم برفقة عائلته، ييممون وجوههم شطر البحر أو الجو نحو تركيا أو اليونان حسب الوضع الأمني لكل شخص، حيث لم يعدم المطلوبون أمنيا وسيلة للهروب بعد انتقال عدوى قوارب الموت إلى شواطئ لبنان أيضا بداية الصيف المنصرم.

والمفارقة المضحكة المبكية أن مقولة “شعب واحد في بلدين” التي طالما رددها النظام السوري كأحد مبررات وجوده في لبنان، صار تطبق عمليا مع سعي حثيث للبنانيين لإثبات جنسيتهم السورية بكل ما أوتوا من طرائق.

مصادر من طرابلس أكدت لـ”وطن” أن شبانا لبنانيين يستصدرون لأنفسهم بطاقات شخصية “مزورة” في لبنان، حيث شاع بيع وثائق سورية مزورة بكل أنواعها، ثم يتوجهون إلى تركيا ليتحصلوا على بطاقة “كيمليك” خاصة باللاجئين السوريين بناء على تلك البطاقة، التي تدعم إثباتهم بأنهم سوريون لدى وصولهم إلى الفردوس الأوروبي، وخاصة ألمانيا التي قررت استثناء اللاجئ السوري فقط من شرط تكرار البصمة حسب اتفاقية “دبلن”.

قرار لم يكتفِ السوريون بالترحيب به، بل بادروا، فضلا عن تكثيف هجرتهم، إلى تشكيل حملات شكر على مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق ألقاب على المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”.

وعجت تلك المواقع بصور المستشارة وهي تأخذ لقطات “سيلفي” مع لاجئين سوريين، حتى صارت لدى الكثير منهم “ماما ميركل”، حسب عنوان إحدى الحملات الفيسبوكية.

وفي مدينة اسطنبول التركية، ساد مشهد السوريين خاصة والعرب عامة وهم يحملون “سقط المتاع” مع ستر الإنقاذ التي انتعشت أسواقها قبل التوجه إلى “ازمير” أو الحدود البلغارية على أطراف العاصمة الاقتصادية لتركيا، قادمين عبر ما يشبه جسرا جويا بشريا قوامه أكثر من 5 رحلات طيران يوميا إلى مطار “صبيحة” في القسم الآسيوي من اسطنبول، ناهيك عن الرحلات التي تهبط في مطار “أتاتورك” في القسم الأوروبي منها، إضافة إلى مطارات تركية أخرى، ورحلات بحرية تصل إلى 3 أسبوعيا قادمة من طرابلس إلى مرسين.

* أحرقوا سفنهم

أما المطلوبون أمنيا، فقد قرروا إحراق ماضيهم اللبناني والتوجه بقوارب الموت من لبنان صوب اليونان فورا، ليبرزوا تلك البطاقة الشخصية آنفة التزوير، كما لو أنهم يرددون مع لاجئين آخرين من جنسيات أخرى وأجناس وألوان مختلفة الأغنية المشهورة “أنا سوري آه يانيالي”.

وأخيرا قُدّر للسوري -على ما يبدو- أن يفخر بسوريته ولكن خارج بلاده وليس بالداخل كما يفترض حين غنى الفنان “عبد الرحمن آل رشي” تلك الأغنية، في مشهد “سوريالي” أكثر من كونه سورياً، حسب وصف ناشطين وإعلاميين سوريين.

وبالعودة إلى انتشار هجرة اللبنانين وخاصة أبناء طرابلس، فقد عزا المحامي اللبناني نبيل الحلبي مدير مؤسسة “لايف” تلك الظاهرة إلى مذكرات التوقيف الغيابية، فضلاً عن أعداد غير معروفة من وثائق الاتصال بحق العديد من شباب مدينة طرابلس، جعلت منهم مطاردين من “عدالة انتقائية”.

وأضاف في تصريح لـ”وطن” بأن “فقدان العدالة في لبنان وتسييس القضاء منع هؤلاء الشبّان من تسليم أنفسهم، ليفضّلوا الهجرة وركوب البحر والخطر بدل أن يتعرّضوا للتعذيب والإهانة وتصويرهم عراة وهم يُجلَدون داخل الزنازين ومعهم أكثر من 4000 شاب مكدَّسين في السجن ينتظرون محاكمةٍ لا تأتي”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.