وطن _ العرب في ذاكرة التاريخ ووعيه (4) الهوية الإسلامية للذات الحضارية :
لكل حضارة هوية معينة ، تحدد طبيعة المرتكزات والمقومات التي ترتكن عليها ، وتبين حقيقة الأشكال والنماذج والتعبيرات التي تظهر فيها وتبدو عليها ، فماذا تعني الهوية الإسلامية للحضارة ؟ إن الهوية الإسلامية للحضارة تعني أن مقومات الحضارة تصطبغ بصبغة معينة ، وأن أشكالها ونماذجها وتعبيراتها تتسم بسمة محددة ،وعلى أساس طبيعة المقومات وحقيقة النماذج تحدد الهوية.
كذلك فالهوية تعني الانبعاث من مصادر ومنابع بعينها تمثل المرجعيات للحضارة ، كما أنها في ذات الوقت تعني الانتهاء إلى مقاصد وغايات بذاتها تجسد الأهداف لتلك الحضارة .
وعند تتبع هوية الذات الحضارية للإسلام نجد أنها تحدد بأربعة معالم رئيسية تتدرج في منطلقات متتابعة ، فثمة مرجعيات نهائية تمثل المصدر والمنبع وتتمثل في عقيدة التوحيد والشريعة الإسلامية ، وثمة مقومات تتسم بالطابع الأخلاقي والوازع الديني ، وثمة أشكال تصطبغ بالسمة الشعائرية ، وثمة أخيراً خصائص وغايات تستهدف تحقيق الحياة الطيبة وإقرار مبدأ التوحيد .
ومن هذه المعالم الأربع تتحدد ملامح الهوية الإسلامية للذات الحضارية ، وهي دلالات تنطق وتعبر عن ذاتية الحضارة ، وتدل على انتماءاتها ، وفي هذا المقال سوف نناقش كيف ارتسمت المعالم الأربع لهوية الحضارة الإسلامية ، ونحلل في ذات الوقت علاقة العقيدة المكافحـة بتثبيت وترسيخ معالم هـوية تلك الحضارة .
أولاً : مرجعيات الحضارة الإسلامية :
بعد الخروج إلى عالم الآخر في انطلاقة إنسانية لا مثيل لها شرعت الحضارة الإسلامية تحدد لنفسها معالم واضحة ، وتعين علاقتها بالعقيدة المرتبطة بها ، عند هذه اللحظة كان على الحضارة الإسلامية إبراز هويتها التي عرفها الناس والعالم من خلالها ، وقد ارتسمت تقاسيم وملامح تلك الهوية من خلال مجموعة من المحددات كان أول تلك المحددات متمثلاً في مرجعيات تلك الحضارة ، وقد انقسمت تلك المرجعيات إلى شقين : الشق الأول تبلور في مرجعيات شرعية فكرية ، والشق الثاني تعين في مرجعيات نظامية حركية ، ويمكن الإشارة إلى هذا المحدد تفصيلاً في الآتي :
أ : المرجعيات الشرعية الفكرية :
المرجعيات الشرعية الفكرية هي تلك المصادر والمنابع الأساسية العليا التي تستقى منها الحضارة الإسلامية أصولها وأسسها وقواعدها ذات الطبيعة الفكرية ، فهي تمثل الأطر العامة والمرجعيات النهائية التي تضبط مسارات الحركة وتقومها ، وتصيغ المعايير التي يقاس عليها كل أمر ذي شأن في الحضارة ، وتتوزع تلك المرجعيات الشرعية الفكرية التي تقع في موقع شديد التمييز بالنسبة للحضارة الإسلامية على مرجعيتين هما :
(1)عقيدة التوحيد : عقيدة التوحيد هي أساس الكون ، والغاية من خلق مخلوقاته وإيجاد موجوداته من أجلها انتصب وعليها أرتكن ، كل دقائق الكون وعناصر الوجود تفرد الإله الخالق بالعبودية وتدين له بالطاعة والتبعية المطلقة ، من أجلها بُعث الرسل ولإقرارها أُرسلت الرسالات .
تعد عقيدة التوحيد الأساس الأول والمرجعية النهائية لحضارة الإسلام ، فتحت لها الآفاق ، وعمقتها في نفوس المسلمين ، وسحبت على مقوماتها ونماذجها وسماتها وغاياتها سمة التوحيد التي هي أساس جميع رسالات الله إلى الخلق ، ثم أكسبتها خاصية الكفاحية التي لازمتها حتى وقتنا الراهن ، وجعلتها أهم خصائصها إلى الأبد ومن ثم يبدو التلازم إلى درجة الذوبان بين الحضارة الإسلامية وعقيدة التوحيد.
(2)الشريعة الإسلامية : الشريعة الإسلامية هي دين الإسلام الذي نزل على الرسول الكريم محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم ، ولـه أركانه المعروفة التي أولها وأساسها التوحيد ، وتتمثل مصادره الأساسية في القرآن الكريم الذي هو كلام الله نزل به الوحي الأمين على الرسول محمد صل الله عليه وسلم ، وفي السنة النبوية المطهرة التي هي جماع أقوال الرسول الكريم وأفعاله .
وثمة مصادر احتياطية أخرى يعتد بها مثل نموذج دولة الرسول الكريم والخلفاء الراشدين ، وإن كنا نعتبر ذلك المصدر ضمن المصادر الأساسية ، ومن المصادر الاحتياطية فعلاً إجماع ثقاة الأمة من ذوي الرأي والمنطق .
وكان للشريعة الإسلامية دورها المهم في تحديد الهوية الخاصة بالحضارة الإسلامية ، فقد ساهمت إلى جانب العقيدة في تحديد ملامح مقومات الحضارة ووسمتها بسمات الشريعة ، وكذلك بالنسبة إلى الأشكال والنماذج والخصائص والمقاصد والغايات .
ومعلوم مدى عضوية العلاقة بين عقيدة التوحيد والشريعة الإسلامية ، فالأولى هي مصدر كل الشرائع وغايتها النهائية ، أما الثانية فهي رسالة هدفها إقرار عقيدة التوحيد ونشرها من خلال مقومات وأركان وسلوكات محددة تضمنتها الشريعة .
ب : المرجعيات النظامية الحركية :
نرى أنه من الضروري اعتبار نموذج دولة الرسول الكريم إحدى المرجعيات الخاصة بالحضارة الإسلامية ، وذلك لأن النموذج المذكور قد شهد أول نموذج فعلي وضع الأسس والأصول النظامية التطبيقية لحضارة الإسلام ، كما أنه شهد نزول القرآن الكريم ، وفيه تمت السنة النبوية المطهرة بالتمام والكمال .
لقد ساهمت المرجعيات بشقيها في تحديد ملامح هوية الحضارة الإسلامية ، فقد مثلت مصادرها ومنابعها وأطرها العامة ومعايير ضبط قواعدها وأصولها ، فهي المصادر والمنابع التي تستمد منها الحضارة مفرداتها وحيويتها ، ثم هي الأطر العامة التي تتحرك الحضارة بداخلها ولا تخرج عن نطاقها ، وهي كذلك التي تضع معايير ضبط القواعد والأصول والأسس ومسارات الحركة وجملة التفاعلات التي تتم داخل تلك الحضارة ، فالحضارة الإسلامية إذن حضارة منضبطة ومسيجة ومحصنة بتلك المرجعيات التي تضرب حولها سوراً من القيم والمثل والمبادئ لا يمكن اختراقه أو تسوره ، فلا يمكن للتفاعلات وديناميات وحركة الحضارة أن تتجاوزه خارجة عليه ولا يمكن كذلك للدخيل المتسلل من الأفكار أن يتسوره قافزاً على قيم وأصول وقواعد حضارة الإسلام .
ثانياً : العامل الأخلاقي يصبغ مقومات الحضارة الإسلامية :
مقومات وأبعاد الحضارة الإسلامية هي نفسها مقومات وأبعاد الحياة في أي مجتمع كان ، فالحضارة الإسلامية نمط وطريقة وأسلوب حياة اجتماعية متكاملة ، فالحياة داخل المجتمع ترتكز على تنظيم تلك الحياة إدارياً وسياسياً ثم على تشكيل نظام اجتماعي يتفق مع طبيعة تلك الحياة ووفق إطار فكري يعرف بالأيديولوجيا ، ثم على نمط معين وطور محدد من المدنية والعمران ، ثم على نسق من القيم العلمية والمعرفية ، وأخيراً على جيش يحمي تلك الحياة بكاملها ويفرض احترام قيمها وأصولها داخلياً وخارجياً .
وهكذا كانت الحضارة الإسلامية حياة متكاملة ، ولكنها وفق ما جاء في المرجعيات التي ذكرناها آنفاً ، فقد حددت تلك المرجعيات نمط تلك الحضارة من خلال تحديدها وتقعيدها وتأصيلها لطريقة وأسلوب التعامل مع عناصر الوجود وموجودات الكون .
فقد أرتكنت الحضارة الإسلامية على الدعوة الدائمة والدائبة لدين الله ولعقيدة التوحيد ، فهذا ركن ركين وأساس مكين من أسس ومقومات الحضارة الإسلامية ، وبدونه تفقد كل معنى لها ، كذلك أرتكنت على تنظيم خاص بها يحمل ملامحها وخصائصها لكافة مناحي الحياة الإدارية والسياسية والاجتماعية .. إلخ ، ثم أرتكنت على نظام اجتماعي تم وضع أصوله وتشكيله بطريقة ذات خصوصية ، حيث استنبطت تلك الأصول من المرجعيات الإسلامية المصادر الأصلية العليا للحضارة الإسلامية ، ثم أرتكنت الحضارة الإسلامية أيضاً على جيش أعد وتحددت أهدافه بما يتفق مع أهداف تلك الحضارة حيث يحمي نماذجها ويدرأ عنهــا الجور والتعدي ، كما أرتكنت الحضارة الإسلامية على نمط فريد من المدنية والعمران برزت من خلاله معالمها وملامحها وهويتها ، واستقيت أصوله كذلك من مرجعيات الحضارة الإسلامية ، وأخيراً أرتكنت الحضارة الإسلامية على نسق من العلوم والمعارف كان لها دورها الرائد في التقدم العلمي والتقني للحضارة الإنسانية .
إن كافة المقومات والأركان التي انتصبت عليها الحضارة الإسلامية قد حكمها وتغلغل في ثناياها العامل الأخلاقي ، ومن ثم غلّبت دوماً البعد الروحي في الإنسان واهتمت به وسمت على البعد المادي ، في الوقت الذي لم تهمل البعد المادي ، بل منحته من الاهتمام ما يكافئ وزن المادة في حضارة الإسلام ذات البعد الأخلاقي .
إن ما تقدم يعني أن الحضارة الإسلامية هي حضارة أخلاقية روحية ، وأن كافة الأركان والمقومات التي أرتكنت عليها قد حملت هذه الخصيصة ، بدا ذلك واضحاً في ركنها الأول الذي تثبت في الدعوة إلى عقيدة التوحيد والشرع الإسلامي في كافة الأنحاء وفي جميع الأوقات والأزمان ، فهو الأساس الأول لتلك الحضارة ، ثم بدا في ركنها الثاني المتعلق بالتنظيم الإداري والسياسي الذي غلب عليه الطابع الأخلاقي الروحي لا الطابع السلطوي القهري ، وبدا في ركنها الخاص بالنظام الاجتماعي الذي أسس على أصول شرعية قيمية أخلاقية ، وبدا في ركنها الخاص بالجيش وهدفه الأخلاقي الذي لا يستهدف الاعتداء أو التعدي ، وبدا في ركنها المتعلق بالمدنية والعمران حيث قام نمط مدنيتها وعمرانها على الأخلاق والقيم والأبعاد الروحية ، وبدا في نسق العلوم والمعارف وهو ركنها الأخير الذي قام هو الآخر على القيم وتغليب الأبعاد الروحية الأخلاقية .
إن طغيان البعد الأخلاقي على مقومات الحضارة الإسلامية وأبعادها المختلفة يحمل في طياته اتصالاً مباشراً عميقاً بمرجعيات تلك الحضارة وحضورها المستمر ووجودها الدائم في تلك المقومات والأبعاد ، كما يبرز في ذات الوقت سمة الكفاحية تلك الخاصية التي اكتسبتها الحضارة من عقيدة التوحيد التي لازمتها ، وتلك الكفاحية تبدو في إصرار الحضارة الإسلامية على رفض منطقها الخاص ورؤيتها الذاتية التي ترتقي بالبعد الروحي الأخلاقي في حياة البشر وتقدمه على البعد المادي ، وذلك في واقع كان يرفض تماماً ذلك المنطـق ويتصدى لتلك الرؤية ، إلا أنه أمام تلك الكفاحية بإصرارها ومضائها قُدر لحضارة الإسلام أن تحقـق تفوقاً مبهــراً في فرض منطقها وتحكيم رؤيتها .
ولا تزال الحضارة الإسلامية على موقفها الذي أخذته من عقيدتها المكافحة تكافح من أجل استمرار ذلك المنطق وإقرار تلك الرؤية على مر العصور والأزمان ، حيث اشتدّ صراعها مع حضارات وثقافات وأفكار سارت في عكس اتجاه ذلك المنطق وتلك الرؤية وقاومت بشراسة ضدهما ، ولم يزد ذلك حضارة الإسلام إلا إصراراً ومضاءاً على التمسك بمنطقها وتغليب رؤيتها التي ترى في الأبعاد الأخلاقية والروحية أساس الحضارة وهدفها وضابط حركتها ومقوم مساراتها .
ثالثاً : السمة الشعائرية تميز أشكال الحضارة الإسلامية :
كذلك تتميز الحضارة الإسلامية عن سواها من الحضارات الإنسانية بسمة طغيان الشعيرة والنسك والعبادة على معظم أشكال هذه الحضارة ، وهذا يعني أن الشعيرة لها وزنها وقيمتها داخل الحضارة الإسلامية .
وكانت نماذج وأشكال الحضارة الإسلامية تحمل سمات التميز والتفرد والذاتية ، من خلال رموز شعائرية تجسد روح العقيدة الإنسانية العالمية المكافحة ، ولم يحدث ذلك أبداً إلا في الحضارة الإسلامية ، يبدو ذلك في الدعوة إلى العقيدة ومحاولة نشرها ، ويبدو كذلك في أشكال ونماذج التنظيم وفي أنماط وطرز العمارة والتخطيط العمراني وحتى في التشكيل ، وأخيراً يبدو في العلوم والمعارف ، وقد كانت كل تلك النماذج والأشكال تنطلق دوماً من منطلقات عقائدية وتستهدف بث القيم الخاصة بتلك العقيدة .
ولقد تبدت السمة الشعائرية في الأشكال والمظاهر التي تعكس الحضارة الإسلامية – كما سبق الإيضاح – وتبدت كذلك في السلوكات والأفعال الصادرة عن المسلمين ، إذ أن الكثير من تلك السلوكات تأثر بتلك السمة ، واستهدفت في معظم الأحوال تهذيب الجوارح وضبط السلوكات .
ولقد أساء بعض المتابعين والدارسين للحضارة الإسلامية فهم هذه السمة ، ونتج عن ذلك الفهم السيئ الانتهاء إلى نتيجة مؤداها أن الإسلام لا يعدو كونه ديانة تتكون من نسق من الشعائر والنسك والعبادات ، ولم يكن نظاماً اجتماعياً أو نمطاً حضارياً مميزاً ! .
والعلاقة بين الشعيرة والشريعة هي عينها العلاقة بين العبادة وما تمثله من غذاء للروح ، وبين حركة الإنسان وتفاعلاته في الحياة ، فالأولى تغذي الروح وتهذب الجوارح بما يكفل ضبط حركة الإنسان ، وعليه يبدو التكامل والتناسق بين الشعيرة التي هي العبادة وبين الشريعة التي هي حركة وتفاعل وتطور وعلاقات ومعاملات وأحكام وحدود ، ولعل الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي تقيم ذلك التكامل والتناسق الذي لا نظير لـه بين الشعيرة والشريعة ومن ثم كانت حضارة شعائرية وأصبحت السمة الشعائرية من محددات هوية الحضارة الإسلامية .
رابعاً : خصائص وغايات الحضارة الإسلامية :
ثم ننتقل إلى المحدد الأخير من محددات هوية الحضارة الإسلامية وهو المنصرف إلى خصائص وغايات تلك الحضارة ، فكل من الخصائص والغايات يساهم بقسط وفير في تحديد هوية تلك الحضارة بالتضافر مع ما قدمنا من محددات .
فنظرة متأنية إلى خصائص الحضارة الإسلامية المتمثلة في : الخلود والأبدية والإنسانية والعالمية والأخلاقية والروحية والأصالة المعاصِرة ، تقود إلى نتيجة مفادها أن حضارة هذه خصائصها لابد أنها ترتبط بعقيدة خالدة هي عقيدة التوحيد ، وعليه فالخصائص المذكورة ترتبط بهوية الحضارة الإسلامية فهي تدل عليها وتشير إليها .
والخصائص المذكورة تسم كافة مفردات ومكونات الحضارة الإسلامية ، تسم المرجعيات الخاصة بها ، وتسم المقومات والأبعاد ، وتسم كذلك الأشكال والنماذج ، وتسم أخيراً الغايات والأهداف النهائية .
وإذا انتقلنا إلى الحديث عن غايات ومقاصد الحضارة الإسلامية ، فسوف نضع أيدينا على هدفين أو غايتين أساسيتين للحضارة الإسلامية :
أ : الهدف أو الغاية الأولى :
غاية دنيوية تتجسد في تقديم النموذج الأمثل للحياة الطيبة ، وهذا يعني أن الإسلام كنظام اجتماعي يقود إلى السعادة في الدنيا من خلال تقديم البعد الروحي والترقي به في الإنسان ، ولا يعني ذلك إهمال الجانب أو البعد المادي ، كما لا يعني أيضاً تحقيق الثراء والغنى والراحة والدعة في الحياة كهدف في حد ذاته ، ولكن الحياة الطيبة تقوم على الإيمان العميق بالله والقناعة بعطائه والزهد في الدنيا مع حيازة ملذاتها .
ب : الهدف أو الغاية الثانية :
غاية أخروية هي توحيد الله وإفراده بالعبادة ، وإعمار الكون بطاعته وذكره لنيل حياة أبدية بالقرب من الله .
وهكذا تابعنا كيف خرجت عقيدة التوحيد إلى عالم الآخر وبصحبتها الحضارة الإسلامية ، وكيف ساهمت كافة الأعراق والعناصر في بناء تلك الحضارة ، ثم استقرت تلك الحضارة وتحددت هويتها من خلال محددات ومعالم معينة ، وبدأت تنتقل إلى طور آخر من أطوارها برزت فيه كفاحيتها بشكل واضح ، وهو طور الكفاح من أجل الاستمرار وامتصاص الأزمات حيث لاقت الحضارة الإسلامية الكثير من المعوقات والتحديات ، وهذا هو موضوع لقائنا التالي .