الرئيسية » أرشيف - الهدهد » وول ستريت جورنال: إيران عززت (بهدوء) علاقاتها مع طالبان الافغانية

وول ستريت جورنال: إيران عززت (بهدوء) علاقاتها مع طالبان الافغانية

 

أفاد تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن إيران عززت بهدوء علاقاتها مع حركة طالبان الأفغانية، وتعمل الآن على تجنيد وتدريب مقاتليها.

وروى التقرير قصة عبد الله، الذي وصفه بأنه “أحد قادة حركة طالبان في وسط أفغانستان”، أنه عندما يحتاج المزيد من البنادق والذخيرة، فإنه يلجأ إلى الأشخاص الذي يدفعون راتبه شهريا: 580 دولار: رعاته الإيرانيون. وفي هذا صرح قائلا في مقابلة مع مراسل الصحيفة: “إيران تُمدنا بكل ما نحتاج إليه”.

وكشف مسؤولون أفغان وغربيون، نقلت عنهم الصحيفة، أن إيران زادت بهدوء من إمداداتها من الأسلحة والذخيرة والتمويل لحركة طالبان، وتجند وتدرب الآن مقاتليها، مما يشكل تهديدا جديدا للوضع الأمني الهش في أفغانستان.

وقال هؤلاء المسؤولون إن إستراتيجية إيران في دعم طالبان ذات شقين: إضعاف النفوذ الأمريكي في المنطقة ومواجهة تنظيم الدولة الإسلامية داخل مناطق طالبان في أفغانستان.

ورأى التقرير أن الحملة العسكرية لطالبان وكذا الزخم الجديد لمفاوضات السلام بينها وبين كابول أيضا قد يدفعان بعض أعضائها للعودة إلى أحضان السلطة في نهاية المطاف.

“إيران تراهن على عودة ظهور طالبان”، كما قال دبلوماسي غربي. وأضاف: “إنهم ليسوا متأكدين إلى أين تتجه أفغانستان في الوقت الراهن، لذلك هم يحتاطون لرهاناتهم”.

وقد نفت طهران مرارا تقديم المساعدات المالية والعسكرية لطالبان في محادثات مع مسؤولين أفغان وغربيين. “كلما ناقشنا معهم ذلك، يتمسكون بالإنكار والنفي”، كما قال مسؤول أفغاني رفيع سابق.

بينما قال السناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة، إن زيادة الدعم الإيراني لحركة طالبان هو استمرار لسلوكها العدواني في اليمن وسوريا والعراق ولبنان”، وهو “دليل آخر على استمرار التجاهل المتعمد للإدارة لحقائق على الأرض في ضوء العدوان الإيراني على المنطقة”.

ورفض مسؤولون أمريكيون التعليق بشكل محدد على توثيق العلاقات بين إيران وطالبان، ولكنهم قالوا إن الدبلوماسية مع إيران لا يؤثر فيها القلق من النفوذ الإيراني في زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقد استخدمت طالبان منذ فترة طويلة الأراضي الباكستانية مقرا لها وقاعدة رئيسة للتجنيد. لكنَ مسؤولين أفغان وغربيين يقولون إن إيران قد برزت كحليف مهم لطالبان عبر جهاز الحرس الثوري.

ما هو أكثر من ذلك، كما يقولون، أن طهران تستغل المهاجرين الشيعة الأفغان داخل حدودها لتجنيد مرتزقة جدد للقتال في سوريا دعما لنظام الأسد.

وهنا عاد التقرير إلى قصة “عبد الله” وهو واحد من مقاتلي طالبان المدعومين من إيران. وادعى أنه بعد احتجازه للعمل بطريقة غير شرعية في ميناء بندر عباس الإيراني، اقترب منه أحد ضابط المخابرات الإيرانية.

“سألني كم جمعت من المال، وتعهد بأنه سيضاعف راتبي إذا ذهبت للعمل لديهم في أفغانستان”.

وقال “عبد الله” إن المهربين الذين يتعاونون مع إيران عبر الأراضي الحدودية التي ينعدم فيها القانون، في النقطة التي تلتقي عندها حدود إيران وأفغانستان وباكستان ينقلونهم ويسلمونهم إلى وحدات طالبان في الأراضي الأفغانية. وأضاف أن قاتليه يتلقون الأسلحة التي تشمل مدافع الهاون 82mm والرشاشات الخفيفة وبنادق AK-47 وقذائف صاروخية ومواد لصنع العبوات الناسفة.

ويرى مسؤولون عسكريون واستخباراتيون في دعم إيران لحركة طالبان تحالفا مناسبا. فتاريخيا، كانت العلاقات بين إيران، الدولة الثيوقراطية الشيعية وطالبان الحركة السنية المتشددة، متوترة. فقد أوشكت إيران على خوض حرب ضد نظام طالبان في عام 1998 بعد قتل 10 دبلوماسييها عندما احتجزوا في قنصليتهم بمدينة مزار الشريف في مدينة شمال أفغانستان.

كما إن إيران لم تعارض الإطاحة بطالبان في عام 2001، وحافظت منذ ذلك الوقت على علاقات ودية مع الحكومة المدعومة من الغرب في كابول.

لكن إيران بدت غير مرتاحة للوجود العسكري الأمريكي على حدودها، ولذلك قدم ضباط الحرس الثوري أسلحة لطالبان وهذا منذ عام 2007 على الأقل، وفقا لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية في أكتوبر 2014.

ثم شهد تحالف إيران مع طالبان منعطفا جديدا في يونيو 2013 عندما دعت طهران رسميا وفد طالبان للمشاركة في مؤتمر حول الإسلام ولقاء كبار المسؤولين الإيرانيين.

وقال مسؤولون أمنيون أفغان إنه بحلول خريف ذلك العام كان لديهم دليل واضح على أن إيران تقوم بتدريب مقاتلي طالبان داخل حدودها. وتشرف طهران اليوم على ما لا يقل عن أربعة معسكرات لتدريب طالبان، وفقا لمسؤولين أفغان وأحد مقاتلي طالبان “عبد الله”، وتوجد في طهران ومشهد وزاهدان وفي محافظة كرمان.

وكشف مسؤول أفغاني كبير، وفقا لما نقل عنه التقرير: “في البداية، كانت إيران تدعم طالبان ماليا..ولكن الآن تقوم بتدريبهم وتجهزهم أيضا”.

وقد سهل انسحاب القوات الأمريكية والمتحالفة معها لمقاتلي طالبان والمهربين عبور الحدود واختراقها. “في الماضي، كان للولايات المتحدة قدرات كبيرة للمراقبة”، كما قال سيد وحيد قتالي، وهو سياسي مؤثر من غرب مدينة هيرات، التي تملك فيها إيران نفوذ منذ فترة طويلة. وأضاف: “لكن الآن، غادر الأميركيون لتتحرك إيران بحرية أكبر”.

 وقال مسؤول أجنبي، كما نقل عنه مراسل الصحيفة، إن إيران أضفت طابعا رسميا على تحالفها مع طالبان من خلال السماح للحركة بفتح مكتب في مدينة مشهد، والحفاظ على وجود هناك على الأقل منذ بداية عام 2014. وقد اكتسب المكتب الكثير من النفوذ، حتى إن بعض المسؤولين الأجانب يصفونها بأنها “مشهد الشورى”، وهو مصطلح يستخدم لوصف مجالس قيادة طالبان.

وكشف مسؤولون أفغان وأجانب أن ضابط الاتصال الرئيس بين طهران وطالبان هو رئيس المكتب السياسي للحركة في قطر، طيب أغا. وكانت زيارته الأخيرة إلى إيران في منتصف مايو. وقد نفت طالبان تلقيها دعما من إيران أو أي دولة أجنبية أخرى، ولكنها تقول إنها تريد علاقات جيدة مع الدول المجاورة لأفغانستان.

ورأت الصحيفة أن دعم إيران لحركة طالبان له ما يبرره إستراتيجيا، إذ يقول مسؤولون أفغان إن طهران تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وهي قلقة من خط الجبهة الجديد الناشئ على مقربة من حدودها الشرقية. وكما قال مسؤول أمني أفغاني: “تسعى ايران لمواجهة داعش بطالبان”.

ومع ذلك، يقول التقرير، فإنه ليس من الواضح إلى أي مدى سوف تمضي إيران في دعمها لحركة طالبان. وفي هذا، رأى مسؤول أجنبي آخر أن الإيرانيين “لا يريدون لحركة طالبان أن تصبح قوية جدا”، وأضاف: “إنهم يريدون التأكد، فقط، من أن لديهم بعض العتلات في أيديهم، لأنه إذا انتصرت طالبان، فإن إيران تكون قد فقدت كل ما لديها من النفوذ”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.