الرئيسية » أرشيف - تقارير » مخططات داعش ستضعف نظام الأسد.. لكنها لن تدمره

مخططات داعش ستضعف نظام الأسد.. لكنها لن تدمره

وطن _ مخططات داعش)">داعش وسعو في سوريا مساحات عملهم بعد أرض خلافتهم شمال شرقي البلاد.

ويقاتل المسلحون الآن في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة، أحد أكثر رموز الصراع المعترف بها دوليًا، وإذا انتصروا هناك فسيملكون قاعدة بمساحة ميل مربع على بعد خمسة أميال فقط عن مركز دمشق نفسها؛ مما يجعلها بمجال صواريخهم، مهددين قاعدة سلطة بشار الأسد بهجمات يومية.

هذا لا يعني أن داعش تمثل تهديدًا مباشرًا  لنظام الأسد إذ إنها لا تملك أعدادًا كافية جنوب البلاد لذلك، كما أنها لا تملك الأعداد الكافية للهيمنة على التنظيمات الثورية الأخرى، التي سيطرت على مناطق شمالي وشرقي الضواحي لأعوام الآن، وأوقفت محاولات سابقة من داعش للسيطرة عليها.

وتزداد ثقة داعش بتكتيكها الجديد الذي تتبعه، الذي يجعل من الصعب للنظام والثوار المنافسين تحديه، القائم على تأسيس خلية، ليست كبيرة بشكل كاف لتكون تهديدًا لأخذها، ثم تعززها حتى تصبح استعادتها مؤلمة، وبذلك تثبت هيمنتها على مساحة صغيرة.

تشارلز ليستر، الباحث في معهد بروكنجز، الذي يتحدث بشكل دوري للثوار السوريين، قال إن داعش طبقت هذا التكتيك بحي الحجر الأسود المجاور لليرموك؛ إذ إن انتقالها لليرموك كان بعد أن امتلكت مساحة كافية مكنتها من رفع علمها الأسود هناك.

كما تمت الإشارة إليه مرارًا، فليس هناك شيء بالتاريخ السوري عن استقبال أعداد كبيرة لتصوراتهم العنيفة، إلا أن داعش لديها تاريخ بإثبات سلطتها، ومن ثم؛ تقديم بعض الخدمات الأساسية بشيء قد يجذب سكان اليرموك الذين قصفوا وجوعوا بشدة عن طريق حصار النظام.

هناك اعتقاد واسع -ليس بدون قليل من التأسيس- أن النظام لا يقصف مناطق سيطرة داعش، وبهذه الطريقة، تستطيع داعش تدريجيًا أن تؤسس عقدًا حول البلاد، حتى لو كانت أراضيها الأساسية تتعرض لهجمات من التحالف الدولي جوًا، والميليشيات الكردية وغيرها برًا.

وضعوا العلم على الأرض وداسوا عليه.. “داعش” يهدد بإعدام كل من يرفع العلم الفلسطيني باليرموك !

وتعزز هذه الأحداث اللغز بأن داعش تضعف في العراق؛ حيث تشن حربًا مخططة تقليدية عليها ويبدو أنها تخسرها، بينما تستمر بالحفاظ على نسقها ورتمها في سوريا، في إشارة إلى ترتيب للأمور لشيء أكبر من ذلك.

كل الحديث حول “انتصار الحرب” من النظام، الفكرة الزائفة التي كانت تروج لعام منذ نهايات 2013، اختفت.

في أسابيع قليلة، خسر النظام مدينة إدلب في الشمال الشرقي، ومناطق حدودية مع الأردن، بينما فشلت كل محاولاته بطرد الثوار من تلك المناطق في ضواحي دمشق، ويخسر أراضي حقيقية في حمص وحماة التي اعتقد أنه قد أمنها.

الاختلاف بين المراحل الآن والفترات السابقة من الحرب، عندما كان وجوده تحت التهديد، هو أن كل القوى المشاركة الآن ضده تقودها كتائب إسلامية؛ فإدلب على سبيل المثال حررها تحالف تقوده جبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، وأحرار الشام، التنظيم السلفي المحلي، كما تمكنت جبهة النصرة من رفع رايتها على المعبر مع الأردن.

جيش الإسلام، القوة المهيمنة في ضواحي دمشق، تدعمه السعودية ويتجنب الخطاب المعادي للغرب مثل باقي التنظيمات، لكنه يظل ميليشيا إسلامية، ويقوده زهران علوش، الذي كان بين السجناء الإسلاميين الذين حررهم النظام في وقت مبكر من الانتفاضة.

بتعزيز داعش لنفسها الآن حول دمشق، بالإضافة للشمال الشرقي، يعد المسرح للجولة الأخرى لما يبدو أنه الصراع الأزلي، الذي ينسحب به النظام إلى قواعده الرئيسة؛ لتصبح البلاد مساحة حرب مقدسة بين الفصائل المتنافسة.

التلجراف – التقرير

تقرير أميركي يكشف عن تعاون اقتصادي بين نظام الأسد وداعش “فيديو”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.