الرئيسية » أرشيف - تقارير » النووي الإيراني.. المحطة الأخيرة تقترب والخليج على الهامش

النووي الإيراني.. المحطة الأخيرة تقترب والخليج على الهامش

وطن- رغم أن النتائج النهائية لاجتماعات وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف، بشأن ملف المفاوضات النووية الإيرانية لم تعلن بعد، إلا أن الملف يشهد تطورات نوعية تشير إلى اتفاق ربما يظهر للعلن عما قريب، ففي نفس اليوم “أمس الثلاثاء” الذي تأكد فيه رفع إيران وحزب الله من قوائم التنظيمات الإرهابية الأمريكية أعلن مسؤول إيراني رفيع أن الولايات المتحدة وإيران اتفقتا على 90 في المئة من القضايا التقنية المتعلقة ببرنامج إيران النووي خلال المحادثات التي جرت في مدينة لوزان في سويسرا هذا الأسبوع.

من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن فرص التوصل إلى اتفاق لا تزال 50 %، وهو ما يؤشر لأمور عالقة لم تحل بعد أبرزها موقف الكونغرس الأمريكي المتأثر بضغوط رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتياهو والذي أعلن فوزه بالانتخابات الإسرائيلية الجديدة، وكذلك توجس إيران بشأن ملف رفع العقوبات المفروضة عليها.. فيما يقف بين الطرفين ملف معقد يتعلق بموقف دول الخليج التي تبدو مهمشة ولم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الحليف الأمريكي، بل يراها مراقبون خارج المعادلة أو الخاسر الأول الباحث عن حلفاء جدد.

وكانت قد استأنفت جولة جديدة من المفاوضات، الأحد الماضي بسويسرا بين إيران ومجموعة “5+ 1″، وعلى رأسها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق إطار بحلول نهاية مارس واتفاق نهائي بحلول 30 يونيو القادم.

تفاؤل إيراني

وقال المسؤول الإيراني علي أكبر صالحي، في تصريح رسمي أمس: “إن الولايات المتحدة وإيران اتفقتا على 90 % من القضايا التقنية المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وإن الطرفين توصلا إلى اتفاق على معظم القضايا، وبقي خلاف على قضية جوهرية واحدة سيحاولان التوصل إلى اتفاق بشأنها في الاجتماع المسائي بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف”.

ويعد ذلك مؤشرًا على تفاهمات عميقة حيث سبق وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، “بتجميد إيران لأنشطتها النووية لـ10 سنوات على الأقل، من أجل التوصل لاتفاق نووي”، ولم يتحدث “أوباما” عن تفكيك أو تدمير قدراتها وبنيتها التحتية النووية، وجاء ذلك مبكرًا قبل بدء جولة المفاوضات الجارية.

ويعد موقف الكونغرس أحد العراقيل، حيث سبق وصرح زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش مكونيل الأحد الماضي، في حديث لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “يبدو أن الإدارة على وشك الدخول في اتفاق سيئ للغاية مع واحد من أسوأ الأنظمة في العالم سيسمح بمواصلة امتلاك بنية تحتية للأغراض النووية”، معربا عن قلق الكونغرس لعدم وجود رغبة لدى أوباما بإشراك الكونغرس في أي اتفاق.

عمليات تفتيش متقدمة جدًا

وردًا على سؤال عن تصريحات مسؤول إيراني قال فيها إن البلدين اتفقا على 90 % من القضايا التقنية، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن فرص التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي لا تزال 50 %، وفق ما أعلن المتحدث باسمه الثلاثاء.

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست: “بالنسبة إلى الرئيس، فإن الاحتمال لم يتغير لبلوغ اتفاق، رافضًا الخوض في تفاصيل المفاوضات”، مضيفًا: “لكي تنجح المفاوضات على القادة الإيرانيين، بمن فيهم من لا يشاركون في المفاوضات، أن يوقعوا هذا الاتفاق والواقع أنه من الصعب التكهن بما سيكون عليه قرارهم بالضبط”، وأنه على إيران أن تعلن التزامات محددة جدًا وصعبة جدًا لتبديد قلق المجتمع الدولي حيال برنامجها النووي، كما عليها أن تقبل بمجموعة عمليات تفتيش متقدمة جدًا”.

تحالفات إقليمية جديدة

وبينما تواصل الولايات المتحدة تعميق تحالفها مع إيران وتعظم دورها بمنطقة الخليج وسوريا والعراق بحسب مراقبين، تتجه دول الخليج وعلى رأسها السعودية للبحث عن تحالفات إقليمية جديدة مع تركيا ودول آسيوية على رأسها كوريا واتجهت لسباق للتسلح النووي فعليا، حيث وقعت السعودية اتفاقا للتعاون النووي مع كوريا الجنوبية يشمل خطة لدراسة إمكانية بناء مفاعلين نوويين في المملكة.

ووقعت الرياض كذلك اتفاقات للتعاون النووي مع الصين وفرنسا والأرجنتين، كما تنوي بناء 16 مفاعلا نوويا خلال السنوات العشرين القادمة.

ويؤكد ذلك تصريح الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق لجهاز للمخابرات السعودية في 16 مارس الجاري بأن “الاتفاق مع إيران سيشعل سباقًا نوويًا بالمنطقة، وقد يدفع دولًا أخرى في المنطقة لبدء تطوير وقود ذرّي، وإن السعودية وغيرها من الدول ستسعى في هذه الحالة للحصول على الحق نفسه”.

شؤون خليجية

كيري: الرد الإسرائيلي على الاتفاق الدولي النووي الإيراني (هستيري)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.