الرئيسية » غير مصنف » غضفان الإنسان و صحار الميناء

غضفان الإنسان و صحار الميناء

وطن-غضفان الإنسان و القرية في مواجهة صحار الميناء والجشع ”

منذ الوهلة الأولى لخبر إنشاء ميناء صحار الصناعي والمصفاة أصبت بالدهشة من موقع الميناء و في نفس تِلك الفترة إعلان المعهد أو المنظمة الحاصلة على جائزة جلالة السلطان في صون البيئة هناك تناقُض كبير في هذا الأمر ميناء صناعي جرت تهيئته من أجل أن يكون أحد أكبر الموانئ الصناعية وفي فترةٍ لاحقة يتم تحويل ميناء السلطان قابوس لميناء سياحي و توجيه جميع عمليات الإنزال و الشحن التجارية لميناء صحار و فيما بعد يتم إقرار المنطقة الحرة للميناء جميع هذه القرارات تتخذ و تفعل و “غضفان” الإنسان مغيب عن أي إعتبار ، لا نحتاج لأجهزة قياس الإنبعاثات لنعلم إن ميناء صحار كارثة بيئية وفق أعلى المقاييس الإنسانية ، فقط نكتفي بالنظر لنعلم حجم هذه المعاناة .

أجل أتذكر تِلك القرية الحالمة جيداً عِندما نستعد للذهاب إليها في يوم الخميس مره كُل شهر للحضور و المشاركة في ذاك التجمع “مصارعة الثيران” في هذا المكان يلتقي أهالي ولايات شمال الباطنة نتبادل الأخبار وتتقوى الصلات وننشد الأشعار و نستقي الكثير من الحكم في حديث الأمس البعيد من كبار السن ، ويا لكرم أهل غضفان إن وجدوك ما فارقوك إلا مكرماً سعيداً طيبا و تعلو وجوههم إبتسامة الكرم العربي العماني ، واليوم هناك من سرق روح غضفان وشوه أبناءها وبناتها وقتل نخيلها .

تتجمع كبرى المصانع لتشكل بكياناتها آلات القتل الخبيث في إنسان ” غضفان ” لتبعث برائحتها و سمومها أقذر أشكال الرأسمالية والإستبداد بالبشر، تحرك أهل لوى كثيراً لم يرضوا الإذعان والقتل بالسموم على المدى الطويل ، نخرت تِلك المصانع وبثت خلاياها السرطانية في جسد ” غضفان ” الإنسان و تستمر بإبادة الأرض والزرع واليوم عِند حاجة تلك المصانع والميناء للتوسعة بادروا بالحل من باب الحاجة لأراضي القرية و ليس من باب الإنسانية و الأعتبارات البيئية إن كانت دواع الحل اليوم هي إنسانية وبيئيه أين كانت عِندما أقرت تِلك اللجان و رفعت التوصيات أن تكون “غضفان” موقع الميناء وفي مرحلة أخرى منطقته الحره .

يرحل من عقول البعض منا صوت المنطق عندما نواجه بكلمات رنانة مثل المصلحة العامة ، التنمية الإقتصادية ، بناء الوطن … إلخ إلى آخره من عبارات تصدر من منابر الحكومة ، نصمت لكي لا تتعرقل مسيرة البناء و التنمية ونوصف بالمتآمرين ضد الوطن حتى و إن كان هذا الصمت يعني موت الضمير عندها بأي الضمائر سوف يبنى هذا الوطن ، يجب أن لا نورث الظُلم لأبناءنا يجب أن نمهد لهم المعرفة الكاملة بالحقوق و الواجبات بممارستها على أرض الواقع ، وهذا الواقع يبلغنا الآن أن ” غضفان ” وما حولها يقتل على المدى الطويل و أن الإنسان فيها يهمش و يُظلم أجل الإنسان الذي هو أساس نهضة و قيام أي مظهر من مظاهر التنمية في العالم المتمدن و المتحضر ، لكي لا نكون مجرد إحصائية يجب أن نُفعل أدوات الحقوق الممنوحة و المكفولة لكل فرد من قوانين و شورى بالشكل الإيحابي يجب ألا ندع قرية
” غضفان ” تأن في أجساد أطفالها مستقبلاً بفعل الإنبعاثات السامة و الروائح الخانقة و الكريهة وما أكثر ” غضفان ” في وطننا .

هسهسة : تنمية الوطن من تنمية الإنسان إن ظلم فرد أمام مجتمع بأكمله دون رد فعل لنصرته بالوسائل المباحة سوف يؤدي إلى ظُلم المجتمع بأكمله لينتصر لأفراده فيما بعد بالوسائل الأشد قسوة على تنميته .

بن ماجد
Twitter : @iBnMd

الاسطول الإيراني تحرك باتجاه ميناء عدن في اليمن

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.