الرئيسية » أرشيف - تقارير » لوموند : قتال حزب الله اللبناني في العراق يزج المنطقة بمواجهة مدمرة

لوموند : قتال حزب الله اللبناني في العراق يزج المنطقة بمواجهة مدمرة

وطن- بعد مواجهته لإسرائيل في جنوب لبنان، ومكافحته تسلل الإرهابيين على الحدود السورية اللبنانية، وحتى داخل الأراضي السورية، حيث قاتل إلى جانب القوات المؤيدة لنظام الأسد؛ هاهو حزب الله يفتح جبهة رابعة في العراق. ففي خطابه، يوم الاثنين 16 فبراير، اعترف الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن قواته متواجدة في العراق.
ولم يعد سرًا تورط حزب الله في الحرب في العراق؛ حيث تم كشف هذه المعلومة منذ يوليو تموز، عندما تم ترحيل ودفن رفات أحد قادة حزب الله، الذي قتل على يد تنظيم داعش بالقرب من الموصل، في لبنان. وقبل ذلك بشهر، قال نصر الله إنه مستعد “للتضحية في العراق بعدد من الشهداء أكثر بخمسة أضعاف من الذين سقطوا في سوريا؛ دفاعًا عن البقاع المقدسة الشيعية باعتبار أهميتها البالغة“.
وصول حزب الله إلى بلاد ما بين النهرين، كان ردة فعل مباشرة نتيجة صعود تنظيم داعش في هذه المنطقة. ويعتبر حزب الله اللبناني ذراع إيران في الحرب الطائفية التي تلتهم الشرق الأوسط؛ إذ إن هذه الميليشيا اللبنانية لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي عندما يتم تهديد الحكومة الشيعية في بغداد، حليفة طهران، من طرف هذا التنظيم الجهادي.
ويعترف حسن نصر الله أن وجوده حاليًا في العراق لا يزال “محدودًا“، فهو يقدر ببضع المئات من الرجال، بينما يصل هذا العدد في سوريا، بحسب التقديرات، إلى حوالي 5000 مقاتل.

المئات من الحرس الثوري شدوا الأحزمة.. “نيويورك تايمز”: الشرق الأوسط على فوهة بركان وحزب الله يجهز الآلاف في سوريا

ويبين فيليب سميث، الباحث في جامعة ميريلاند والمتخصص في التطرف الشيعي في الشرق الأوسط، أن تواجد حزب الله في العراق يتمثل في: “وجود مدربين ووحدات قتالية صغيرة موجودة لدعم الجماعات الشيعية العراقية المسلحة التي أنشأها حرس الثورة الإسلامية الإيراني، ومن بين هذه الجماعات توجد كتائب حزب الله؛ وهي استنساخ لحزب الله اللبناني“.

حزب الله.. “العكاز” الذي لا تستطيع دمشق الاستغناء عنه
وهذا الدور الذي يضطلع به حزب الله اللبناني ليس بجديد، فقد أرسل كوادر من الجناح المسلح للعراق في منتصف سنوات 2000، وكان ذلك في ذروة التمرد المناهض للولايات المتحدة؛ لتأطير ما أسمته الولايات المتحدة “بالجماعات الخاصة“.
وقد تم تدريب العراقيين في معركتهم ضد الاحتلال الأمريكي باستعمال تقنيات حرب العصابات، التي وضعها حزب الله في قتاله ضد القوات الإسرائيلية، في جنوب لبنان.
ومن بين المجموعات شبه العسكرية التي دربها حزب الله، نجد كتائب حزب الله، كما نجد أيضًا عصائب أهل الحق التي أصبحت واحدة من بين أقوى الميليشيات الشيعية العراقية.
ومهندس هذا البرنامج السري، هو اللبناني علي موسى دقدوق، الذي اعتقل في البصرة سنة 2007، لتورطه المزعوم في هجوم ضد قاعدة أمريكية، في واحدة من أجرأ العمليات العسكرية التي قامت بها عصائب أهل الحق والتي انتهت باعتقال وإعدام خمسة جنود أمريكيين. ولكن في عام 2012، أفرجت محكمة عراقية عن دقدوق مما أثار استياء واشنطن. ويقال إن دقدوق عاد إلى لبنان.
ومن خلال عودته إلى الساحة العراقية، فإن أهمية حزب الله ستزداد في هذا البلد. ففي سوريا، كان الدور الذي يقوم به حزب الله في البداية سريًا، وتدخله العسكري كان متواضعًا، قبل أن يعترف حسن نصر الله وتتدفق التعزيزات إلى درجة أن حزب الله أصبح الآن “العكاز” الذي لا تستطيع دمشق الاستغناء عنه. لكن الوضع مختلف في العراق؛ إذ إن العديد من الميليشيات الشيعية تشارك بالفعل في القتال. ولكن عدم قدرة التحالف الدولي على التصدي لتنظيم داعش، الذي تزايد نفوذه بسرعة مذهلة، وخاصة في ليبيا؛ دفع بحزب الله للعب دور إقليمي متزايد الأهمية.

المبارزة المدمرة
والعلامة المنبّهة في خطاب حسن نصر الله، يوم الاثنين، هي وضعه الحرب ضد الحركات السنية المتطرفة، مثل تنظيم داعش، في نفس مستوى مواجهته لإسرائيل التي تأسست الحركة من أجل محاربتها. ومن خلال رده الغير مباشر على رئيس الوزراء السني السابق سعد الحريري، الذي كان قد دعا، يوم السبت، في الذكرى 10 لاغتيال والده رفيق الحريري، إلى انسحاب حزب الله من سوريا؛ أجاب حسن نصر الله رافضًا هذا الطلب، وقائلًا بلهجة تحدي: “فلنذهب معًا للقتال في العراق“.
إضفاء الطابع الرسمي على وجود حزب الله في العراق قد يكون له تأثيرًا مزدوجًا؛ إذ إنه سيحشد على حد السواء القوات الشيعية المسرورة بتواجد حليف في خبرته، كما أنه سيحشد الجهاديين الحريصين على مقاتلة هذا العدو اللدود. وهكذا فإن هذه المواجهة بين حزب الله وتنظيم داعش ستجعل الشرق الأوسط أمام مبارزة مدمرة.

“عن لوموند الفرنسية

هل يستخدم مقتدى الصدر قوته لتحرير العراق من التدخل الإيراني ورأب الصدع الطائفي؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.