الرئيسية » أرشيف - تقارير » التليغراف: لماذا يبدو بشار الأسد مطمئنا جدا؟

التليغراف: لماذا يبدو بشار الأسد مطمئنا جدا؟

وطن- سيمثل شهر مارس القادم الذكرى الرابعة للأزمة السورية، وهو الصراع الذي حول مهد الحضارة القديمة إلى مقبرة جماعية؛ حيث قتل قرابة الـ 210 ألف شخص، ونزح ما يقرب من نصف سكان سوريا الذين واجهوا كل أهوال الحرب التي يمكن تخيلها، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية.

ولكن بشار الأسد لا يزال رئيسًا. وكان زعماء العالم، بما في ذلك الرئيس أوباما، قد دعوه للتنحي في شهر أغسطس من عام 2011.

ويبدو أن الأسد قد أصبح أكثر ثباتًا من أي وقت مضى. ففي الأشهر الأولى من الانتفاضة كان تحت تهديد شديد من الاحتجاجات الجماهيرية التي لم يسبق لها مثيل في سوريا. ولكن في أوائل عام 2015، يبدو أنه يحكم سيطرته على الأجزاء التي يسيطر عليها في سوريا. وبدلًا من مطالبته بالتنحي، فإن الولايات المتحدة تتعاون ضمنيًا مع نظام الأسد ضد داعش.

لا عجب بعد ذلك أن الرئيس السوري سعيد لمواجهة موجات الأثير الدولية. فقد كررت آخر مقابلة له مع جيريمي بوين على محطة بي بي سي نفس الرسائل.

القول بأن سوريا تواجه مؤامرة دولية، وأن الأزمة كانت من الخارج وليست في الداخل، ربما كان الأمر الأكثر إزعاجًا للسوريين وهم يشاهدون إنكاره الروتيني لارتكاب جيشه أي مخالفات، وبالتأكيد عدم استخدام غاز الكلورين ولا الأسلحة الكيميائية.

كما يصر الأسد على أنه لم يكن هناك مدنيون في المناطق المحاصرة في سوريا. لكن الأمم المتحدة عارضت ذلك قائلة إن هناك 11 منطقة محاصرة. ففي مدينة واير، قرب حمص، هناك ما لا يقل عن 75 ألف شخص لا يزالون تحت الحصار. كما كان هناك العديد من المدنيين الذين تم إجلاؤهم من المدينة القديمة في حمص العام الماضي.

5 دول عربية وغربية “لا” تقترح عزل الأسد ضمن بنود وثيقة أخيرة قدَّمتها لحل الأزمة السورية

ويرفض الأسد إلقاء اللوم على الجيش في أي شيء، نظرًا لدوره المركزي في إبقائه في السلطة. ويقولك “لا توجد أسلحة عشوائية”.

وحينما سأله بوين عن استخدام براميل القنابل، أجاب الأسد: “لدينا القنابل والصواريخ والرصاص.. أنا لم أسمع أن الجيش يستخدم البراميل، أو أواني الطبخ“. ربما لم تخبره قواته المسلحة بذلك، لكن تم إسقاط تلك الأسلحة قبل يوم فقط على مدينة دوما.

وأظهرت إجابات الأسد القصيرة أن الرئيس غير راغب في التنازل عن أي نقطة، ولا يقبل توجيه أي لوم. وكانت وجهة نظره أنه باق هو ونظامه.

هل لديه سبب ليكون واثقًا من ذلك؟ الجواب هو نعم ولا.

فقد تم قبول الهجمات التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد أهداف لداعش داخل سوريا من قبل النظام الذي يراها تدعم من روايته بأن المسألة مسألة “إرهاب“.

كما ذكر الأسد أن الأطراف الثالثة تتبادل معلومات حول الضربات. ويعتقد كثيرون أن هناك اتصالات مباشرة، وأن الحكومات الأوروبية المختلفة تبحث كيفية إشراك نظام الأسد.

وقد تجنب المسؤولون الأميركيون تكرار مطالبة الأسد بالتنحي، كما أيدت الأمم المتحدة والمحاولات الروسية للوساطة في المفاوضات. كل هذا قد يجعل دمشق مطمئنة، ولكن هناك شعور بعدم الارتياح.

فبرغم أن النظام آمن ظاهريًا، لكنه فقد السيطرة على جزء كبير من سوريا. كما أنه لا يمتلك مصادر للدخل، فهو مستمر بفضل رعاته في إيران وروسيا.

كما تشارك قوات من الدول ذاتها التي يتهمها الأسد “بدعم الإرهاب” في الغارات اليومية داخل سوريا. وتخشى شخصيات في النظام من أن تلك الدول قد تستسلم لإغراءات ضرب أهداف حكومية أيضًا. وحتى في معاقل العلويين، فإن الكثير من المؤيدين الموالين غاضبون من إخفاقات والخسائر في الأرواح والأموال.

ويبقى السؤال الحقيقي: إلى متى ستسمح الأطراف السورية والإقليمية والدولية لهذا الصراع وهذه الكارثة في سوريا في الاستمرار؟ إن بشار الأسد لا يملك إجابات لذلك.

بالتفاصيل.. هذه خطة “ترامب” ذات الأربع خطوات لحل الأزمة السورية ومصير “الأسد”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.