وطن- توزعت مواقف الناشطين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقع “فيسبوك”، إزاء التحول المفاجئ للتلفزيون الرسمي بشأن الوضع السياسي في مصر، وتسمية الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ”قائد الانقلاب”، بين محتفين بهذا التوجه، ومتحفظين مما جرى، ومعارضين له.
وكانت القناتان الأولى والثانية الرسميتان قد بثتا، مساء الخميس الماضي، في فترة زمنية متقاربة، تقارير إخبارية تصف نظام السيسي بأنه انقلابي ودموي ارتكب العديد من المجازر في صفوف المعارضين، مخلفا احتقانا اجتماعيا خطيرا، وردة ديمقراطية في مصر”.
الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة المغربية، بدا شبه محتفل بما بثه التلفزيون الرسمي حول “انقلاب السيسي”، ووصف لغته بالجديدة على خطه التحريري، وبأنها “انقلاب في الخطاب الإعلامي تجاه النظام الجديد بمصر، ما يفتح الباب أمام المحللين لمعرفة خفايا هذا التحول الطارئ”.
وقال الناشط يحيى كرامي، إن المغرب يبعث برسالة إلى السيسي، “إذا تحولتم لدعم جبهة البوليساريو، فإننا سنتحول لدعم الثوار”، محاولا فك شفرة التحول في موقف الإعلام الرسمي: “المغرب متخوف من انجذاب مصر لإغراءات الجزائر بالاعتراف بالبوليساريو مقابل الغاز”.
“سحب الثقة من السيسي” مطلب شعبي في مصر يصدم النظام
واستدرك كرامي بأنه “في حالة ما إذا تحركت الدبلوماسية المصرية، وأكدت ثبات موقفها من قضية الصحراء، فستعود حليمة إلى عادتها القديمة، وربما تقدم القناتان التلفزيتان الرسميتان تقارير إخبارية تنسخ سابقتها، تشيد فيها بعلاقة البلدين والقائدين” وفق تعبيره.
حديث هذا الناشط في فيسبوك يجد مسوغاً له في التحليلات التي غزت المواقع والمنتديات الإلكترونية التي تتحدث عن “غضب” السلطات المغربية من تقارب مصري جزائري في عدد من المواقف والقضايا، من خلال تبادل المصالح السياسية والاقتصادية بين البلدين.
ناشط آخر يدعى عبد الله بنمنصور كتب تدوينة على صفحته على موقع “فيسبوك”، يحذر فيها من أسماهم بجنرالات مصر من اللعب بالنار، باعتبار أن “الصحراء المغربية خط أحمر”، وفق تعبير الناشط الذي ربط بين موقف الإعلام المغربي وبين تعاطف مصر مع جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء.
وجعل ناشطون مغاربة آخرون من تحول الإعلام المغربي الرسمي بوصف السيسي بقائد الانقلاب على الشرعية ممثلة في حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي، موضوعا ساخرا حضرت فيه النكتة والدعابة المغربية، أظهرت السيسي وهو يمسك رأسه بين يديه محاولا فك “اللغز المغربي”.
وقالت ناشطة في موقع فيسبوك مازحة “اللهم كثر من تقاريرنا التلفزية، وورينا في الانقلاب يوم”، داعية إلى أن تتمادى القنوات التلفزية المغربية في بث تقارير “تفضح” الانقلاب في مصر، لأن ذلك عودة إلى عين العقل وجادة الصواب بعد طول مداهنة”.
وحاول ناشطون إمساك العصا من الوسط بين الإفراط في الاحتفاء والاهتمام بما جرى وبين من وجدها فرصة لتصفية حسابات سياسية مع الإعلام المصري، خاصة في ظل توارد حملات من قنوات تلفزية وفنانين ومذيعين “أساؤوا” للمغرب، بوصفه حاضنا للدعارة، أو مُصَدرا للسحر، أو مشكلا من اليهود.
وفي هذا الصدد قال الناشط حسن حَمُرو، على متن صفحته بموقع فيسبوك، إن “الأمر لا يستحق كل هذا الاهتمام المبالغ فيه، لأنه لا ولن يؤشر على تحول في الموقف الرسمي للدولة”، مضيفا أن “الأمر يتعلق بمجرد تقرير في نشرة إخبارية، وليس تغييرا في الخط التحريري”.
وحاول الناشط الرد على التحليلات التي أتت لتفسير تغير موقف التلفزيون الرسمي من الأحداث بمصر، معتبرا أن الحديث عن رد مغربي على الهجمات الإعلامية المصرية الأخيرة على المغرب، يفنده اللاتكافؤ بين الإعلام المغربي المتهالك والإعلام المصري المحترف”.
وتابع حمورو بأن القول بأن تقريري التلفزيون يدخلان في إطار استقلالية الإعلام العمومي يفنده تاريخ التحكم والهيمنة اللذين نبت فيهما”، مردفا أن “القول بأن فيهما رسالة إلى النظام المصري لا ينسجم مع الأعراف التي ميزت الدبلوماسية المغربية سواء الرسمية أو غيرها”.
الرباط ــ حسن الأشرف
العربي الجديد