استمرارًا للحراك الشبابي المناهض للسلطات المصرية الحالية بقيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي تشهد البلاد في عهده مشاكل اقتصادية وأزمات عديدة من وقود وكهرباء وبطالة وغلاء أسعار، ظهرت على الساحة المصرية حركة ثورية جديدة، تُطلق على نفسها “ضنك” (لفظ يستخدمه المصريون للتعبير عن سوء الحالة)، ويرفعون الشعار باسم حركتهم الجديدة، ووجوههم ملثمة بقناعٍ أسود.
ثورة جديدة
ودعت حركة “ضنك” لثورة جديدة اليوم 9 سبتمبر/ أيلول، ضدّ الجوع والفقر والظلم والمرض -حسب قولهم- تحت شعار “بقينا على الحديدة”؛ مطالبين الشعب بالنزول لإسقاط النظام، وبيد أن خبراء رأوا أن الحركة قد تكون واجهة جديدة للإخوان المسلمين أو لشباب انشقوا عنها بهدف جذب قطاعات شبابية جديدة، اعتبر آخرون أن الدعوة للتظاهر ليس لها قيمة في الوقت الحالي.
وأصدرت الحركة التي دُشنت بالسويس، بيانًا أكدت فيه الدعوة للاحتجاج بعنوان “ثورة الغلابة”؛ داعيةً للتظاهر أمام المستشفيات الحكومية؛ احتجاجًا على إهمال الرعاية الصحية والاعتصام داخل المترو رفضًا لرفع الدعم وعند المجمعات الاستهلاكية ضد الغلاء والجوع والفقر، والامتناع عن دفع الفواتير؛ بسبب قطع التيار الكهربائي المتكرر.
اتهامات بالأخونة
وأثارت الحركة جدلًا موسّعًا في مصر، خاصةً في ظل اتهام النظام الحالي لها، بانتمائها لجماعة الإخوان المسلمين، لا سيّما بعدما أعلنت مصادر أمنية عن انتماء أحد مؤسسي هذه الحركة لجماعة الإخوان، وأنّه جاري التنسيق الأمني للقبض على أعضاء الحركة كافةً، إلا أن المتحدثة الرسمية باسم الحركة مروة العدل، نفت في تصريحاتها لـ”التقرير”، انتماء الحركة لجماعة الإخوان أو أي تيار سياسي أو ديني؛ موضحةً أن هذا اتهام دون دليل مادي.
وأشارت إلى أن جماعة الإخوان بدأت في التظاهر منذ أكثر من عام، بينما حركة ضنك حديثة النشأة، وأن اختيار التحالف الوطني لدعم الشرعية يوم 9 سبتمبر للتظاهر، تزامنًا مع فعاليات الحركة، جاء من قبيل الصدفة لا أكثر، حيث إن الجماعة اعتادت النزول في مظاهرات مستمرة منذ 30 يونيو، وهذه المرة الأولى التي تصادف تظاهرات الحركة احتجاجات الجماعة.
عرض “فريزنج”
وعلى صعيد فعاليات الحركة، نظم عدد من أعضائها، أمس الاثنين، عرض “فريزنج” تحت عنوان: “عشتك ضنك”، على طريق ديرب نجم بمحافظة الشرقية، تعبيرًا عن المعاناة التي يعيشها عموم المواطنين من مشكلات متعددة، وسط استحسان وتفاعل المارة من أهالي المدينة.
وأكد المشاركون في العرض التمثيلي الصامت أنهم مستمرون في ابتكار وسائل جديدة للتعبير عن حجم المعاناة والمآسي التي تقع على المواطن، في ظل تجاهل الحكومة الحالية وفشلها في تقديم حلول تخفف من هذه المعاناة التي تزداد يومًا بعد الآخر.
وكانت الحركة قد نشرت بيانًا على اليوتيوب تتوعد فيه الإعلام قائلة؛ مطالبة إياهم بالكف عن الهجوم عليهم وإلقاء الاتهامات الباطلة عليهم وعلى الحركات الشبابية.
وفي ذات السياق، اتهم خبراء أمنيون حركة ضنك، بأنها تسير على نفس نهج “كتائب حلوان”، وهو ما أكده الخبير الأمني الذي اعتبر أن جماعة الإخوان تسعى لنشر الفوضى وتعطيل تنفيذ خارطة الطريق، متهمًا الإخوان بأنهم هم من اختلقوا إشاعة “كتائب حلوان” والتي استطاعت قوات الأمن القبض عليهم، بحسب قوله.
وأضاف: “اختلقوا كذلك حركة (ضنك) لتكون واجهة لهم لممارسة العنف”، مشيرًا إلى أن الجماعة انتهت سياسيًا وتسعى بكل الطرق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإثارة البلبلة والفزع والخوف في نفوس المواطنين”، مطالبًا قوات الأمن بتطبيق القانون والتعامل مع المسلحين.
وبدوره، اعتبر اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، أن هذه الحركات لا قيمة لها على الأرض وليس لديها القدرة على التظاهر أو حمل السلاح، مطالبًا الإعلام بتجاهل هذه المطالب والدعوات؛ لأن الإخوان يريدون نشر صور خادعة للعالم الخارجي تثبت رفض المصريين للنظام الحالي وهو غير صحيح، وحديث الإعلام عن هذه الدعوات يصب في صالح الجماعة -التي وصفها بالإرهابية– أكثر من المصلحة العامّة للوطن.
عمرو أمينو – التقرير