الرئيسية » أرشيف - الهدهد » خلافة البغدادي.. سخرية وانتقادات واتهامات بالجهل بالشريعة

خلافة البغدادي.. سخرية وانتقادات واتهامات بالجهل بالشريعة

أثار إعلانأميرتنظيم داعش إقامة دولة “الخلافة الإسلامية” ضجة كبيرة، وموجة من الانتقادات والتأويلات على مستوى العالم الإسلامي عامة.

ونصب المدعو عبد الله ابراهيم، المعروف بأبو بكر البغدادي نفسه خليفة على المسلمين، وذلك في تسجيل صوتي نشر على شبكة الإنترنت، أعلنه المتحدث باسم “تنظيم الدولة” أبو محمد العدناني، مطالبا جميع المسلمين في العالم بمبايعته، ومهددا المتخلفين عن المجاهرة ببيعته بأنه “سيجري عليهم حكم المرتدين”.

فما هي الخلافة، وهل يحق لتنظيم مسلح أن يعلنها؟

تقول المصادر الإسلامية إن الخلافة هي نظام حكم يقوم على “استخلاف” قائد مسلم على الدولة ليحكمها بالشريعة الإسلامية.

وتختلف النظرة إلى الخلافة بين الشيعة والسنة، فالخليفة عند السنة يصبح عند تعيينه حاكما بالبيعة، أما عند الشيعة، فالخليفة هو الإمام، وقد لا يكون الإمام حاكما.

وشروط الخليفة عند أغلب الفقهاء السنة هي أن يكون الخليفة مسلما، ذكرا، بالغا، عاقلا، عدلا، حرا غير مملوك، قادرا على أحكام الخلافة، قريشيا “أي ينتسب إلى قبيلة قريش”، ومجتهدا.

ومن غير الممكن أن يكون هناك في الإسلام خليفتين، حتى لا يدل ذلك على انقسام الإسلام والمسلمين.

ويلقب الخليفة بأمير المؤمنين، علما أن أول من حمل هذا اللقب هو ثاني الخلفاء الراشدين عمر ابن الخطاب.

وتاريخيا، قامت الخلافة بعد وفاة الرسول، فتولى “أبو بكر الصديق” الخلافة، وبعده عمر، فعثمان ابن عفان، وعلي ابن أبي طالب، لتبدأ الخلافة الأموية فالعباسية والفاطمية .

وبعد نهاية المرحلة الفاطمية، توقفت الخلافة الرسمية الجامعة لجميع المسلمين، وفق بعض الآراء، التي تقول إن اللقب الرسمي للسلاطين العثمانيين هو “صاحب مقام الخليفة”، أي من يحل مكان الخليفة، “لأن المسلمين لا يعترفون بأي خليفة إلا أن يكون إما من سلالة قرشية أي من قبيلة قريش”. لكن آراء أخرى ترى أن العثمانيين كانوا خلفاء وأن إنهاء الدولة العثمانية كان إنهاء لنظام الخلافة.

وفي العصر الحديث، ظهرت العديد من الدعوات المطالبة بعودة الخلافة، كالحركة الوهابية، وتنظيم القاعدة، وحركة طالبان، التي وصلت الحكم في أفغانستان، ونجحت في تأسيس نظام سياسي متشدد، قبل أن تتدخل قوات التحالف الدولي في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وتسقط نظام الملا عمر.

ويطالب عدد من الأحزاب والحركات بعودة الخلافة، كحزب التحرير وتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، ويدور عدد من التنظيمات أيضا في فلك الفكر المطالب بذلك، كتنظيم دولة الخلافة في تركيا، ومجلس الخلافة في بنغلاديش، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وأنصار الشريعة في لندن بقيادة أبو حمزة المصري.

ورافق إعلان “البغدادي” الخلافة موجة رفض وشجب حتى في أوساط الحركات الإسلامية المتشددة، فشن عاصم البرقاوي، المعروف بأبو محمد المقدسي، الذي يعتبر أحد أبرز المراجع للجماعات الجهادية في العالم، هجوما عنيفا على البغدادي، متهما إياه بقلة الأدب والعدوان وداعيا إياه إلى الندم والتوبة والكف عن دماء المسلمين.

وتناقلت وسائل الإعلام بيانا لمجموعات جهادية رفضت ما قالت إنه نفاق من البغدادي، لأن “إعلان الخلافة لم يتم بالطرق الشرعية، لأنه يتطلب أهل الحل والعقد من العلماء، وليس مجلس شورى حزب أو تنظيم، وإلا لكان كل تنظيم إسلامي فعل ذلك.

وذكر البيان البغدادي أنه حتى الملا عمر، رغم إعلانه تطبيق الشرع الإسلامي، لم يبادر إلى إعلان الخلافة، لأنه اعتبر أن للخلافة شروطا غير مستوفاة.

​وتريث حزب التحرير، أحد أبرز التنظيمات الإسلامية المنادية بالخلافة في إعلان موقفه، كما أعلن الدكتور مصعب أبو عرقوب عضو المكتب الإعلامي للحزب لموقع إخباري فلسطيني، مشيرا إلى أن “الخلافة ليست إعلانا على يوتيوب، بل إقامة شرع الله في الأرض”.

وقد حفلت مواقع التواصل الإجتماعي بعشرات التعليقات الرافضة لإعلان الخلافة، منها من رجال دين سلفيين.

وسخر العديد من المعلقين من ذلك الإعلان

وتسبب حكم البغدادي بالردة على أبو محمد الجولاني، زعيم تنظيم النصرة الموالي لتنظيم القاعدة، حينما رفض البيعة، بغضب الجماعات الجهادية الباقية، فاتهم البعض البغدادي بالغباء، وآخرون بأن هذا انتحار للحركات الإسلامية.

المصدر: راديو سوا وكالات

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.