الرئيسية » أرشيف - الهدهد » صحيفة جزائرية عن تولي السيسي: “من لا يملك” أعطى لـ “من لا يستحق”

صحيفة جزائرية عن تولي السيسي: “من لا يملك” أعطى لـ “من لا يستحق”

أدى قائد الانقلاب العسكري المشير عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية، رئيسا لمصر، أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية. وتمت مراسيم تسليم واستلام السلطة بين الرئيس المنتهية ولايته عدلي منصور والرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي في حفل “بهيج” حضره “شهود” من مختلف جهات المعمورة وإن بتمثيل متفاوت..

 

وأحيطت العملية بهالة سياسية وإعلامية كبيرة قدمت الحدث على أنه طفرة تاريخية غير مسبوقة استوفت كل شروط الديمقراطية والتداول على السلطة.. فلأول مرة يحدث في مصر أن سلم رئيس سابق السلطة لرئيس جديد، لكن أي “رئيس” وأي “رئيس”.. حفل التنصيب كان في الحقيقة تتويجا نهائيا لمؤامرة كبيرة حيكت ضد الثورة في مصر، لقد كان مأتما نُعيت فيه الثورة، وجنازة قُبِرت فيها الديمقراطية.

 

السيسي بدا منتشيا في “يوم الزينة”، وقد تحقق حلمه الغالي في رئاسة مصر، وكانت علامات السعادة بادية على محيا جميع المشاركين في المهزلة، بنجاحهم في صنع فرعون جديد وتمكينه من السلطة وتنصيبه رئيسا للجمهورية.. معالم السعادة نفسها كانت بادية على بعض “شهود الزور” المنتشين بنجاح العسكر في مصر في قتل الديمقراطية في مهدها وبالتالي تخليصهم من مخاطر انتقال العدوى أو زحفها باتجاههم.

 

في الخطاب الذي ألقاه ، في مأتم قبر الديمقراطية، حاول السيسي أن يتقمص دور الزعيم الذي يقود مسيرة أمة، يحدد الأهداف ويشحذ الهمم، يعز من يشاء ويذل من يشاء ويكرم من يهوى ويدين من لا يحب، يشرك حلفاءه، ويقصي معارضيه.. ولأن نتاج الباطل باطل ولأن الجريمة لا يمكن تغطيتها فقد انقلب السحر على الساحر.. واتضح للناس أن خطاب السيسي القائد المزعوم، يدينه ويضعه في قفص الاتهام هو ومعاونيه وحكومته قبل أية جهة أخرى، فعندما يتطلع السيسي إلى ” عهد جديد يقوم على التصالح والتسامح (..) ويستثني منه كما قال: “من أجرموا في حقه واتخذوا من العنف منهجا”، ويضيف “أقولها واضحة جلية، من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر لا مكان لهم في هذه المسيرة”.. فإنما يستثني نفسه وحكومته ونظامه الانقلابي، فالجميع يعلم علم اليقين أن الانقلابيين هم الذين أجرموا في حق الشعب فصادروا إرادته، واتخذوا العنف منهجا في فرض سلطة الانقلاب لإرغام المصريين على الخضوع لذلك.. وهم الذين لا مكان لهم في مصر ومسيرتها اليوم وغدا لأنهم هم الذين أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر، وارتكبوا مجازر وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، في فض اعتصامي رابعة والنهضة وتفريق المظاهرات السلمية بالرصاص الحي، وأصدروا في حق آلاف المواطنين أحكام إعدام بالجملة لم يسبقها إليهم بشر في تاريخ الشعوب والأمم..فأولى لهم أن يتوبوا إلى بارئهم ويقتلوا أنفسهم..

 

فلو كان السيسي صادقا في خطابه الذي كُتب له مقتنعا به، لبدأ بإدانة نفسه أولا ومعاونية، ولقدم نفسه إلى المحاكمة لأن يديه ملطختان بدماء آلاف المصريين الأبرياء.. لكن ولأن القضية مسرحية هزلية “ثقيلة الدم” كما يقول المصريون، فقد واصل السيسي أداء الدور دون حياء ولا حرج. واستلم السلطة وهو لا يستحقها وليس أهلا لها لأنه خان الأمانة وحرف الرسالة وحنث باليمين ودبر انقلابا ضد الرئيس المنتخب، من “رئيس الغفلة” عدلي منصور الذي لا يمتلكها أصلا لأنها سلطة مغتصبة بالانقلاب ولا يمكنه امتلاكها ولا التصرف فيها..

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.