الرئيسية » تقارير » ‘يسوع المسلم’ في أميركا.. حملة للدفاع عن المسلمين تثير جدلا

‘يسوع المسلم’ في أميركا.. حملة للدفاع عن المسلمين تثير جدلا

“يسوع المسلم”.. “المسلمون يحبون يسوع أيضا”، كلمات وضعت على لافتات كبيرة تطل على الأميركيين صباحا ومساء في شوارع مدن مختلفة بولاية أوهايو، في مسعى من منظمة إسلامية لتعريف الأميركيين بالإسلام وربما تغيير الصورة النمطية التي يحملها بعضهم تجاه هذا الدين.

 

لكن هذا المسعى لاقى رفضا من بعض الأميركيين الذين اعتبروه “تهجما على المسيحية، وتزييفا للحقائق”.

 

فماذا لو كان الأمر معكوسا؟ لو كنتَ تسير في الشارع في جدة مثلا أو القاهرة، أو بغداد، أو عمان، وشاهدت لافتة تقول إن محمدا كان مسيحيا، كيف سيكون رد فعلك؟ هل ستضع الأمر في خانة الحرية الدينية؟ أم سترى في الأمر استفزازا لدينك؟

 

لا شك أن موقفك لن يكون مختلفا عن بعض أبناء الولاية الذي اعتبروا العبارات المكتوبة على اللافتات استفزازا للمسيحيين. 

 

فتح قنوات للحوار أو استفزاز للمسيحيين؟

 

تقول المنظمة القائمة على الحملة الاعلانية، وهي منظمة إسلامية أميركية تدعى “اسأل مسلما”، إنها تسعى خلال أعمالها إلى فتح قنوات الحوار مع المسيحيين واليهود وتصحيح “سوء الفهم” القائم حول الإسلام في المجتمع الأميركي. 

 

“اسأل مسلما” تستخدم وسائل قد تكون غير تقليدية لدى البعض، في محاولتها فتحو حوار بين المسيحية والإسلام في أميركا، فهي تقول على موقعها إن “المسلم مسيحي أيضا”، إذ كان إطلاق كلمة “المسيحي” يعني اتباع تعاليم السيد المسيح، وبالتالي فإن التعرف على الدين الإسلامي لا يعني الخروج عن طاعة المسيح، حسب المنظمة.

 

وهذا فيديو على موقع المنظمة باللغة الإنكليزية يبحث أسباب الوجود ودلائل القرآن الكريم وعظمة الله. وستلاحظ في الفيديو أن المتحدث يستخدم أسلوب “الراب” الغنائي لإيصال الفكرة:

  

 

 

وتقول إحدى اللافتات التي وضعتها “اسأل مسلما”، إن النبي محمد مذكور في الانجيل، وذلك اعتمادا على نص قديم باللغة العبرية للكتاب المقدس.

 

لكن لافتة “يسوع المسلم” المعلقة في أحد شوارع مدينة كولومبوس في أوهايو، كانت السبب في إثارة غضب بعض المسيحيين الذين رأوا فيها استفزازا، لدرجة أن بعضهم خرج في وقفة تحت اللافتة احتجاجا على ما كتب فيها من “تزييف”.

 

ديف داوبنماير، وهو قسيس في إحدى كنائس المدينة، قال في حديث لوسائل إعلام محلية إن ما جاء في اللافتة “كذبة صارخة”، وأضاف الأب بيل دنفي، إن يسوع لم يكن قط مسلما، وإن محاولة تصويره بهذه الطريقة “أمر سخيف”.

 

وأشار المنتقدون لحملة “يسوع مسلم”، إلى أن اعتراضهم نابع من حرصهم على الكنيسة والدفاع عن تعاليم يسوع.

 

لكن “اسأل مسلما”، تدافع عن لافتاتها هذه بالقول إن فكرة حملة “يسوع المسلم” نابعة من مبدأ أن “كل من يؤمن بوجود الله فهو مسلم”، بمعنى أن كل من يسلم أمره لله فهو مسلم.

 

محاولة المنظمة الإسلامية في تفسير موقفها لم يقنع الرافضين للحملة. فهم يرون في لافتة “يسوع المسلم” سرقة واستغلالا لاسم يسوع في استدراج بعض المسيحيين لاعتناق الإسلام، حسبما يقول القسيس ديف داوبنماير.

 

لا شك بأن هناك سوء فهم وحساسيات تحيط بالإسلام والمسلمين في المجتمع الأميركي، واتسع نطاقها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وما تبعها من تداعيات والحرب في أفغانستان والعراق وتنظيم القاعدة الذي شوهت هجماته صورة الإسلام في الغرب. 

 

لكن حرية المعتقد في الولايات المتحدة حق يضمنه الدستور الأميركي ولا خلاف عليه، فهل لحرية المعتقد حدود؟  

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.