الرئيسية » تحرر الكلام » لم أقل لرئيس الوزراء

لم أقل لرئيس الوزراء

قبل اسبوع، كان لأصحاب الرأي والفكر وأساتذة الجامعات لقاء ثانٍ مع رئيس الوزراء إسماعيل هينة، تحدثوا جميعهم في الشأن الفلسطيني، ومنهم من شرق في حديثه، ومنهم من اتجه إلى الغرب، ولكن جميعهم تحدث بصراحة وثقة في صلب الموضوع. 

لقد أصغى رئيس الوزراء إسماعيل هنية إلى المتحدثين، وانتبه لمجمل الآراء، واستفسر، وسجل بعض الملاحظات، وقدم في نهاية اللقاء موقف حركة حماس؛ الذي عكس الحرص على المصالحة الوطنية، والباحث عن المشاركة الفعلية في القرار السياسي الفلسطيني، والساعي للخروج من حالة الجمود السائد. 

لقد بحت شخصياً بموقفي السياسي أمام رئيس الوزراء، بين رضى البعض وغضب البعض الآخر، ولكنني حرصت على أن أفصح عما سكن نفسي من وجع فلسطيني، وعما جال في خاطري من هموم سياسية، ومع ذلك، فقد اكتشفت أنني لم أقل لرئيس الوزراء ما يلي: 1- مصالح الشعب الفلسطيني الاستراتيجية أهم بكثير من مصالحة المرحلية، لذلك يتوجب عليكم مناصرة الشعوب العربية بلا تردد، مع التأكيد على حق الشعوب في اختيار حكامها من خلال الانتخابات الديمقراطية؛ التي اوصلتكم شخصياً لرئاسة الوزراء. 2- أنت رئيس وزراء المقاومة الفلسطينية، وأنت صاحب التأثير المباشر على وجدان الأمة العربية والإسلامية، ومن أراد أن يثكله شعبه، وأن يهان علانية أمام الجماهير، فما عليه إلا أن يناصبكم العداء، فانتم بما تمثلونه من مقاومة تظلون عنوان الكرامة العربية، ومن ارتعبت منه إسرائيل سيرتعب منه كل حاكم وأمير وغفير في المنطقة. 3- غزة شامخة رغم حصارها، فلا تنتظر حتى يعترف بوجودك في غزة الآخرون، وإنما عليك أن تمارس فعل المقاومة اليومي حتى ينشد رضاك الآخرون، فأنت القضية بعدالتها، وأنت عنوان المقاومة الصلبة التي يتحرك لها الشامي والمغربي. 4- لا تقلل من شأن الشعب الفلسطيني الذي وثق فيكم، ولا تخفض من سقف المقاومة، فلا تضيق على نفسك متسعاً ببقائك رئيس وزراء أفرزته انتخابات تشريعية باركتها اتفاقية أوسلو، عليك أن تسقط اتفاقية أوسلو بشكل عملي، وعليك أن تناقش خيارات أخرى، وبدائل تمكن الناس في قطاع غزة من إدارة شئونهم الحياتية بعيداً عن اتفاقية أوسلو. 5- عليك أن تقود المرحلة، وتسعى إلى تكوين الجسم الوطني القادر على تمثيل كل الفلسطينيين في الداخل والخارج، وذلك من خلال الدعوة لعقد مؤتمر جماهيري كبير، يضم كل الأحزاب والقوى السياسية، ويضم الشخصيات الوطنية والكفاءات السياسية الراغبة في العمل الجماعي، لصير الإعلان عن ميلاد قيادة جماعية موحدة للشعب الفلسطيني، قيادة أكبر من قيادة أوسلو، تتوافق على برنامج سياسي مشترك. 6- إن الدراية الجيدة بالمتغيرات الإقليمية لتفرض على حركة حماس أن تجري تغييرات جوهرية على قيادة مكتبها السياسي، طالما كانت فلسطين أهم من كل التنظيمات، وطالما كانت الفكرة التي تقاتل من أجلها حركة حماس أهم من كل القيادات، وأعز شأناً من المواقع السياسية التي تشغلها بعض الشخصيات. 7- القائد هو المبادر، عليك أن تبادر بطرح الأفكار القادرة على استيعاب طاقة الشباب الفلسطيني، وفتح باب التدريب على السلاح للجميع دون استثناء، حتى يتم تشكيل الجيش الشعبي الفلسطيني، فالمعركة مع العدو الصهيوني مؤجلة، ولكنها حتمية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.