الرئيسية » تقارير » هل انقلبت تركيا على الثورة السورية؟!

هل انقلبت تركيا على الثورة السورية؟!

قالت مصادر مقربة من اجتماعات الائتلاف السوري المعارض إن قيادات الائتلاف تشعر بالقلق الكبير بسبب التبدل الواضح في الموقف التركي من القضية السورية، حيث أصبحت أنقرة تختلق الذرائع للتدخل في شؤون الائتلاف، وإبداء ملاحظات في شكل أوامر حول من يحضر إلى الاجتماعات ومن لا يحضر.

وكشفت المصادر أن قيادات ميدانية اضطرت للغياب عن الاجتماعات التي بدأت السبت وانتهت في وقت مبكر من صباح أمس، وذلك لانعدام الثقة في الطرف التركي الذي أصبح يتابع تحركات القيادات السياسية للمعارضة السورية بشكل دقيق.

 

ولاحظ قيادي سوري حضر اجتماعات اسطنبول أن قيادة الائتلاف سجلت تغيرا في الموقف التركي خلال الأسابيع الأخيرة تجاه الائتلاف وتجاه الثورة السورية ككل.

 

وعزا القيادي المعارض التبدل في الموقف التركي إلى ارتباطه بالتغير في الموقف الأميركي خلال الأسابيع التي تلت الاتفاق بين واشنطن وموسكو حول تفكيك الأسلحة الكيميائية التابعة للأسد، حيث سعت إدارة أوباما إلى دفع المعارضة إلى حضور مؤتمر جنيف2 دون ضمانات، وكأنما كان الهدف هو تكريم الأسد على قبوله تفكيك الأسلحة بعقد مؤتمر يضفي شرعية على بقائه.

 

وأماط القيادي المعارض اللثام عن اتصالات تركية مكثفة بقيادات المعارضة السورية الموجودة باسطنبول لحثها على إعلان مشاركتها في اجتماع جنيف دون شروط مسبقة، وأن الأمر يتعلق باستغلال فرصة ثمينة قد لا تتكرر للبدء بمفاوضات مع النظام من أجل الوصول إلى حل سياسي.

 

وأضاف أن القيادات التركية لم يعجبها رفض قيادة الائتلاف مقاطعة المؤتمر ما لم يتضمن موقفا واضحا من رحيل الأسد ومنعه من لعب أي دور في المرحلة الانتقالية التي تطرحها مبادرة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وأنها حاولت أن تحرض ممثلي إخوان سوريا في الائتلاف ومقربين منهم على تمرير موقف المشاركة بالمؤتمر، لكنها فشلت لأن “حلفاءها” داخل مؤسسات الثورة السورية أصبحوا قلة.

 

وقال مراقبون متخصصون في الملف السوري إن تركيا التي كانت تطالب على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان بإسقاط الأسد عن طريق القوة، انقلبت تماما، وأصبح همها أن يشارك الائتلاف السوري المعارض في مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة.

 

ولفت المراقبون إلى أن تركيا، التي فقدت بريقها بسبب فشل رئيس وزرائها في أن يتحول إلى “فاتح” جديد من بوابة ثورات الربيع العربي، أرادت أن تبحث عن دور جديد لها في الملف السوري ولو من بوابة السيـر في ظل الأميركيين، ونقض تعهداتها السابقـة تجاه السوريين.

 

وكانت تركيا قد ضبطت منذ أسبوع شحنة قوامها 1200 صاروخ موجهة إلى المقاتلين في مدينة حلب التي تشهد إلى الآن مواجهات حامية بين المعارضة المسلحة وقوات الأسد المدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني وعصائب الحق العراقية.

 

وقالت مصادر المعارضة إن الأتراك يشنون حملة ضد الأسلحة والعتاد الذي يصل إلى الجيش السوري الحر، لكنهم بالمقابل يسمحون بوصول الأسلحة إلى المجموعات المتشددة ممثلة في “داعش” و”النصرة”، بالإضافة إلى مرور المقاتلين المتشددين القادمين من دول “الربيع العربي” بشمال أفريقيا وآسيا.

 

ووصف معارضون سوريون سياسة رئيس الوزراء التركي بأنها غير مبدئية ومتقلبة، وأنها استثمرت معاناة السوريين لعقد صفقات كبرى مع إيران والعراق.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.