الرئيسية » تحرر الكلام » امسكوا قتلة عرفات، فأنتم تعرفونهم

امسكوا قتلة عرفات، فأنتم تعرفونهم

من الذي انتفع من موت ياسر عرفات؟ هل هم الصهاينة فقط، أم أن هنالك فلسطينيين زغردت قلوبهم، ورقصت حساباتهم في البنوك؟

 

       من المؤكد أن اليد التي صنعت السم للرئيس عرفات هي يد صهيونية، ولكن الأكثر تأكيداً هو أن اليد التي دست السم في جسد ياسر عرفات هي يد فلسطينية، يد أحد أولئك الذين انتفعوا من موته، وتورثوا تاريخه، وتقلدوا مناصبه، وراحوا يقلبون أوراقه الخاصة، بعد أن شاركوه في غرفة طعامه، وتدخلوا في ترتيب فراشه، إنهم خصوم عرفات أثناء حياته، وكانت لهم علاقة وثيقة مع الصهاينة والأمريكان، وتلاقوا جميعهم على هدف التخلص من عرفات؛ لإنهاء انتفاضة الأقصى، والولوج في المفاوضات لتصفية القضية الفلسطينية.

 

هل عرفتم القاتل أيها الفلسطينيون، أم أنكم بحاجة إلى نتائج التحاليل الطبية من فرنسا وسويسرا وروسيا؟ وهل تشكون في قدراتكم العقلية، أيها الفلسطينيون، لتنتظروا ما ستقوله لجان تحقيق دولية، وقد أدرك القاصي والداني أهداف القاتل؟ ألا ينظر بعضكم في عينيه؟ ألا يصفق له بعضكم على مضض؟

 

سأقدم لك أيها القارئ الحقائق التالية التي تؤكد أن ياسر عرفات قد تمت تصفيته معنوياً على يد بعض الفلسطينيين قبل أن يصير إلى تصفيته جسدياً:

 

1ـ عندما حاصر “شارون” ياسر عرفات في المقاطعة، كانت ردة فعل زملاؤه في القيادة السياسية توحي بالرضا، والانسجام  مع  تطلعات القيادة الإسرائيلية للمرحلة القادمة، بل قدم بعضهم نفسه بديلاً جاهزاً المرحلة التالية، وذلك من خلال اتهام ياسر عرفات بأنه يقف خلف المقاومة، وأنه السبب في انتشار ظاهرة السلاح، وما رافق ذلك من انفلات أمني؟

 

2ـ راجعوا أرشيف الزيارات واللقاءات التي تمت بين مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين أثناء حصار عرفات، ستجدون أن معظم الشخصيات القيادية الراهنة قد التقت مع شخصيات قيادية إسرائيلية في منتجعات إسرائيلية، وبعضهم ألتقى مع شارون نفسه، فماذا كانوا يناقشون؟ وماذا وشوشوا له؟ وماذا رتبوا سراً مع عدوهم الذي يحاصر قائدهم؟

 

3ـ مارست القيادة الفلسطينية البديلة دورها الميداني طوال فترة حصار عرفات، دون الاهتمام بمصيره، فقد مارست حكومة محمود عباس مهماتها زمن حصار عرفات، وكأن شيئاً لم يكن، بل واصل المانحون تقديم الدعم المالي لسلام فياض، وصرفت رواتب الموظفين في موعدها نكاية بعرفات المحاصر، الذي صار يحتضر سياسياً أمام الجميع.

 

4ـ شاركت قيادات فلسطينية في مؤتمر القمة العربية المنعقد في بيروت سنة 2002، وشكلت الغطاء العربي للقذارة الصهيونية التي حالت دون حضور عرفات المؤتمر، وحالت دون أن يلقي كلمة على الملوك والرؤساء العرب عبر الهاتف.

 

5ـ شارك السيد محمود عباس في القمة العربية الأمريكية لمحاربة الإرهاب، والتي عقدت في منتجع شرم الشيخ في 3 يونيو سنة 2003، في الوقت الذي كان فيه عرفات محاصراً، وهذا بحد ذاته تصفية معنوية لعرفات.

 

6ـ شارك السيد محمود عباس في  قمة العقبة التي حضرها شارون وبوش وملك الأردن سنة 2003. في الوقت الذي كان فيه عرفات يئن من الحصار الصهيوني.

 

 

 

لقد جاءت خطوة تصفية عرفات الجسدية لاحقة لخطوات تصفية عرفات المعنوية، والخائن الذي تجرأ على دس السم لعرفات، كان يثق أنه سينجو بنفسه، لأن بدائل عرفات السياسيين بدءوا يمارسون مهماتهم عملياً، ولعل صرخات سها عرفات في المستشفى، عشية تصفية عرفات، حين قالت: زملاء ياسر عرفات يتقاسمون تركة الرجل قبل أن يموت. صرخات سها عرفات التي طوتها الأيام تخبئ الأسرار، لذلك تعمدوا إلى إسكاتها بمبالغ مالية كبيرة، ولكن الصرخة المغموسة بدم عرفات ما زالت تدوي، وتطالب بالتحقيق الشعبي الفلسطيني لمعرفة كل أولئك الذين تآمروا على عرفات، وأزاحوه من طريقهم.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.